قالت المؤسسات الحقوقيّة المختصّة في شؤون الأسرى، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 7 آلاف فلسطيني، من محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح التقرير السنوي الصادر عن مؤسسات الأسرى: (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطينيّ، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز وادي حلوة – القدس)، أن هذه النسبة من الاعتقالات هي الأعلى مقارنة مع العام الماضي، تحديدا في محافظات الضّفة.

وأشارت إلى أنه في العام الماضي، وصلت عدد حالات الاعتقال في الضّفة، بما فيها القدس 6000 حالة، حيث سجل 2000 حالة اعتقال للفلسطينيين داخل أراضي عام 1948.

وأضافت: أن عام 2022 شهد العديد من التّحولات على صعيد واقع عمليات الاعتقال التي نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيليّ، حيث كانت أعلى الأشهر التي تركزت فيها عمليات الاعتقال شهر نيسان/ أبريل وبلغت 1228، يليه شهري أيار / مايو، وشهر أكتوبر/ تشرين الأول بـ690 حالة اعتقال.

وعلى صعيد أعداد حالات الاعتقال في المحافظات الفلسطينية، بقيت القدس الأعلى ما بين المحافظات، وبلغت حالات الاعتقال قرابة 3 آلاف حالة، فيما سجل 106 حالات اعتقال من قطاع غزة، منهم 64 حالة كانت من نصيب الصيادين، حيث لوحظ لاتصاعد في استهداف الصيادين.

وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال العام الماضي 882 حالة اعتقال، ومن بين النساء نحو 172 حالة اعتقال، فيما بلغت عدد أوامر الاعتقال الإداريّ التي صدرت ما بين أوامر جديدة وتجديد أكثر من 2409 أوامر اعتقال إداريّة، بما فيها أوامر صدرت بحق مقدسيين وفلسطينيين من أراضي عام 1948، حيث شكّلت قضية الاعتقال الإداريّ المحطة الأبرز في التحوّلات التي شهدها خلال العام الماضي، وذلك توسيع دائرة الاعتقال الإداريّ، وبلغ عدد الجرحى الذين تعرضوا للاعتقال أكثر من 40 جريحا.

وأشارت إلى عام 2022 كان الأكثر دموية في العنف، وارتكبت قوات الاحتلال جرائم ممنهجة، ومركبة بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، وتصاعدت عمليات الإعدام الميداني، وامتد ذلك إلى بلدات بأكملها، تعرضت لسياسة "العقاب الجماعي".

وبحسب المئات من الشهادات التي وثقتها المؤسسات، فإن قوات الاحتلال تعمدّت استخدام كافة أنواع الأسلحة خلال عمليات الاعتقال، بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي، والكلاب البوليسية، إلى جانب عمليات التّرهيب، والترويع، وفي بعض الحالات استخدمت أفراد العائلة كدروع بشرية، ونفّذت عمليات اعتقال، بهدف الضغط على المطاردين، لتسليم أنفسهم، وطال ذلك أشقائهم، وأصدقاء لهم، وأمهاتهم، وزوجاتهم، وأبنائهم.

وتحولت بعض المناطق إلى مناطق منكوبة اعتقاليًا، إن ما تحدثنا عن نسبة عمليات الاعتقال فيها مقارنة مع عدد سكانها، وكان أبرزها بلدة سلواد في محافظة رام الله والبيرة، ومخيم الدهيشة في بيت لحم.

وتمثلت الأضرار المادية التي لحقت بالمنازل، من أبرز ما ورد في الشهادات التي وثقتها المؤسسات، حيث أن ما نسبته 80% من منازل المواطنين تعرضت لعمليات تخريب واسعة، خلال الاقتحامات التي نفّذتها قوات الاحتلال، عدا عن عمليات هدم المنازل التي تركزت في محافظة جنين، وطالت منازل معتقلين، وشهداء.

وبينت مؤسسات الأسرى في تقريرها أن هذه الجرائم تركت أثرا كبيرا على واقع الحياة الفلسطينية، وفرضت تحوّلات وصعوبات كبيرة، على العائلات التي تعرضت لعمليات الاعتقال، والاقتحامات المتكررة، خاصّة على صعيد الصّحة النفسية للأطفال، فهناك العديد من الأطفال بحسب عائلاتهم، أصبحوا يعانون من مشاكل نفسية واضحة، كما ولم تتوقف سياسة الحبس المنزليّ التي طالت بحسب المؤسسات أكثر من 600 مواطنًا، تركزت في القدس بشكل خاص.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتّى نهاية عام 2022، (4700) أسير/ة، بينهم (29) أسيرة، و(150) طفلاً/ة، وقرابة (850) معتقلًا إداريًا، بينهم (7) أطفال، وأسيرتان، و(15) صحفيًا/ة، وخمسة نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني يواصل الاحتلال اعتقالهم، وهم: مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وحسن يوسف، الذي ما يزال موقوفًا، واثنين رهن الاعتقال الإداريّ، وهما: محمد ابو طير، وناصر عبد الجواد. 

ومن بين الأسرى 330 أسيرا تجاوز على اعتقالهم أكثر من 20 عاما، من بينهم 25 معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية (أوسلو)، وهم الأسرى القدامى، أقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان بشكلٍ متواصل منذ عام 1983، وتنتهي محكوميتهما الشهر الجاري، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك عدد من الأسرى المحررين في صفقة "تبادل الأسرى" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم، وهم من قدامى الأسرى، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، والذي دخل عامه 43 في سجون الاحتلال، قضى منها 34 عاما بشكل متواصل، إضافة إلى مجموعة من رفاقه نذكر منهم علاء البازيان، ونضال زلوم، وسامر المحروم.

وارتفع عدد الأسرى الذين صدرت بحقهم أحكاما بالسّجن المؤبد إلى 552 أسيرا، وأعلاها حكما من بينهم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته 67 مؤبداً.

وباستشهاد الأسير القائد ناصر ابو حميد: فإن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع إلى (233) شهيداً، وذلك منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السّجون، كذلك ارتفع عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم: (11) أسيرًا وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم اُستشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر خلال العام المنصرم 2020، والأسير سامي العمور الذي اُستشهد عام 2021، والأسير داود الزبيدي الذي اُستشهد عام 2022، ومحمد ماهر تركمان الذي ارتقى بذات خلال العام الماضي في مستشفيات الاحتلال، إضافة إلى الأسير ناصر أبو حميد الذي استشهد في شهر كانون الأول 2022.

فيما بلغ عدد الأسرى المرضى، أكثر من (600) أسيرًا يعانون من أمراض بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم (24) أسيرًا ومعتقلًا على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة.

اعتقال النّساء واستهدافهن

واصل الاحتلال استهداف النّساء الفلسطينيات، حيث بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف النّساء 172، وتركزت عمليات اعتقال النساء في القدس.

 وعلى صعيد واقع الأسيرات وكما كافة الأسرى، فقد تعرضن إلى كافة الإجراءات التنكيلية الممنهجة والتي تشكّل غالبيتها سياسات ثابتة، تهدف إلى حرمانهن من العديد من الحقوق.

وكانت أبرز القضايا الحاضرة خلال عام 2022، تصاعد جريمة الإهمال الطبيّ المتعمد بحقّهنّ، حيث عانت الأسيرات من حرمانهنّ من الرعاية الصحيّة والنفسيّة، وتصاعدت الحالات المرضية بين صفوفهن، وفرضت عليهن تحديات داخلية كبيرة، وكانت المحطة الأكثر ألما عليهن، هي استشهاد الأسيرة المسنّة، سعدية فرج الله من الخليل، والتي ارتقت بعد جريمة نفّذت بحقها من خلال المماطلة في توفير الرعاية الصحيّة، والاستمرار في اعتقالها رغم وضعها الصحيّ الصعب، حيث استشهدت في الثاني من تموز/ يوليو 2022 في سجن "الدامون".

 

وحتّى نهاية العام 2022؛ فإنّ سلطات الاحتلال تعتقل 29 أسيرة في سجونها، بينهنّ قاصرتان، وهما: نفوذ حماد، وزمزم القواسمة، وأقدمهنّ الأسيرة ميسون موسى المعتقلة منذ العام 2015، وأعلاهنّ حكماً الأسيرتان شروق دويات وشاتيلا عيّاد والمحكومتان بالسّجن لـ(16) عاماً، ومن بينهن أسيرتان معتقلات إداريًا وهما: شروق البدن التي تعرضت للاعتقال الإداري عدة مرات منذ عام 2019، والأسيرة رغد الفني، ومن بين الأسيرات (7) أمّهات يحرمهنَ الاحتلال من احتضان أبنائهنّ،  من بينهنّ  الأسيرة عطاف جرادات من جنين، هي أمّ لثلاثة أسرى وهم: (عمر، وغيث، المنتصر بالله) جرادات، ومن بين الأسيرات (10) أسيرات جريحات، وأشدهنّ معاناة؛ الأسيرة إسراء جعابيص، من القدس، والمحكومة بالسّجن لـ11 عاما، والتي اعتقلتها قوّات الاحتلال بعد إطلاق النّار على مركبتها، ما أدّى إلى انفجارها وإصابتها بحروق شديدة شوّهت وجهها، ورأسها، وصدرها، وبترت أصابعها.

وتواصل سلطات الاحتلال انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، خلافاً لاتفاقية مناهضة التعذيب لعام 1987، والتي حظرت المعاملة غير الإنسانية والحاطّة بالكرامة، وخلافاً لقواعد الأمم المتّحدة النموذجية لمعاملة السجناء لعام 1955.

وتعيش الأسيرات خلال مراحل الاعتقال ظروفا لا إنسانية، لا تراعى فيها حقوقهنّ في السّلامة الجسدية والنّفسية والخصوصية، إذ يحتجزن في ظروف معيشية صعبة، يتعرّضن خلالها للاعتداء الجسدي والإهمال الطبي، وتحرمهنّ سلطات الاحتلال من أبسط حقوقهن اليومية.

وخلال عام 2022، فقدت فلسطين أول أسيرة في تاريخ الثورة المعاصرة فاطمة البرناوي، التي تعرضت للاعتقال عام 1967.

سياسة اعتقال الأطفال:

اعتقلت سلطات الاحتلال خلال العام الماضي 882 طفلًا/ة، رافق ذلك انتهاكات جسيمة تعرضوا لها، إنّ عدد حالات الاعتقال، لا تعكس فقط السّياسة الممنهجة، والثابتة للاحتلال في استهداف الأطفال، وإنما تُشكّل الانتهاكات التي ترافق عمليات الاعتقال لهم، عاملًا مهمًا في قراءة مستوى الانتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها، فمنذ مطلع عام 2022، -ورغم أنّ نسبة الاعتقالات بين صفوف الأطفال لا تعتبر الأعلى مقارنة مع السنوات القليلة الماضية،- إلا أنّ مستوى عمليات التّنكيل كانت من بين مجموعة من السنوات الأكثر تنكيلًا، منذ أواخر عام 2015، تاريخ بداية (الهبة الشعبية).

وخلال العام الماضي تصاعد استهداف الأطفال بإطلاق النار عليهم، واعتقالهم من أجل الضغط على أحد أفراد العائلة، كما أنّ بعض الأطفال جرى اعتقالهم، وهم مصابون، ونقلوا إلى المستشفيات المدنية للاحتلال، وتعرضوا للاستجواب والتّحقيق.

كما ارتفعت وتيرة عمليات الاعتقال الإداريّ بحقهم، وبلغ عدد من تعرضوا للاعتقال الإداري 19 طفلًا، وتبقى اليوم منهم رهن الاعتقال الإداريّ (7) أطفال، ويبلغ عدد الأطفال اليوم في السجون 150 طفلًا/ ة، يقبعون في ثلاثة سجون (عوفر، الدامون، ومجدو).

 وحسب التقرير، فكما كل المراحل السّابقة لم يفرق الاحتلال بين البالغين والأطفال في اعتقالاته وانتهاكاته لحقوقهم، بل على العكس، فقد ثبت تبعاً لممارسات الاحتلال -التي وثّقتها المؤسسات الحقوقية- إزاء الأطفال تعمّده استغلال حساسية وضعهم، وتأثير الاعتقال على حالتهم النّفسية، بمضاعفة قسوة ظروفهم وتعريضهم للعنف المفرط والتهديد، وواصل الاحتلال بتنفّيذ جملة من السّياسات الثابتة الممنهجة بحقّ الأطفال، والتي تبدأ فعليًا قبل الاعتقال حيث يتعرض الطّفل الفلسطينيّ إلى عمليات تنكيل ممنهجة من خلال بنية العنف الواقعة عليه من الاحتلال.

 وأشار إلى أن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال تمثلت: بـاعتقالهم ليلًا، والإعتداء عليهم بالضّرب المبرّح أمام ذويهم، وإطلاق النار عليهم خلال اعتقالهم، وإبقائهم مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين قبل نقلهم إلى مراكز التّحقيق والتّوقيف، عدا عن حرمانهم من الطعام والشراب لساعات تحديدًا في الفترة الأولى من الاعتقال، وحرمانهم من حقّهم في المساعدة القانونية، وكذلك وجود أحد ذويهم، الأمر الذي يعرّض الطّفل لعمليات تعذيب نفسيّ وجسديّ بشكلٍ مضاعف، وذلك في محاولة لانتزاع الاعترافات منهم وإجبارهم على التوقيع على أوراق دون معرفة مضمونها، إضافة شتمهم وإطلاق كلمات بذيئة ومهينة بحقّهم، والاستمرار في احتجازهم تحت ما يُسمى باستكمال الإجراءات القضائية، فقلما تقر المحكمة بإطلاق سراحهم بكفالة وتتعمد إبقائهم في السّجن خلال فترة المحاكمة.

 

ونوهت إلى أن قضية الأسير المقدسي أحمد مناصرة الذي اعتقل وهو بعمر الـ13، تبقى الشاهد الأهم على جريمة اعتقال الأطفال، إلى ما وصل إليه اليوم من وضع صحيّ، ونفسيّ خطير، ويواصل الاحتلال عزله في زنازين إنفرادية، حتّى اليوم، ومع ذلك فإن سلطات الاحتلال وعلى مدار هذا رفضت رغم كل الجهود القانونية، الإفراج عنه، وفعليًا عملت على إغلاق المسارات التي كان بالإمكان إنقاذه، وذلك بعد أن قررت إحدى لجان الاحتلال التابعة للجهاز القضائيّ للاحتلال بتصنيف ملفه (كملف إرهاب).

قراءة في عمليات الاعتقال في القدس:

سُجّلت قرابة 3 آلاف حالة اعتقال في القدس خلال عام 2022، من بينهم 654 طفلًا، (129) من النساء والفتيات، وطالت كافة شرائح المجتمع، ورافق تنفيذ عمليات الاعتقالات عمليات تنكيل كثيفة، وضرب واعتداءات، على المعتقلين، وعائلاتهم، اقتحام للمنازل، وتخريبها، وترويع ساكنيها، وتفجير، الأبواب في عدة حالات اعتقال.

شَكّلت سلطات الاحتلال خلال شهري نيسان وتشرين الأول الماضيين، (وحدة تحقيق خاصّة في مركز (المسكوبية) للاعتقالات في القدس، نظرا لارتفاع وتيرة الاعتقالات وتضاعفها خلال هذه الفترة، واستمر العمل في الوحدة الخاصّة عدة أسابيع، فيما شَكّلت إدارة معتقل (المسكوبية) خلال شهر نيسان قسمًا خاصًا للأسرى (الأمنيين).

أما الأشهر التي شهدت أعلى معدّل للاعتقالات في القدس فكانت خلال شهر نيسان بــ 793 حالة اعتقال، يليه شهر أيار بــ 401 حالة اعتقال، ثم تشرين الأول بــ 343 حالة اعتقال، وشهر تشرين الثاني بــ 214 حالة اعتقال.

وشكّلت الاعتقالات الميدانية من المسجد الأقصى وطرقاته وأبوابه، وشوارع القدس، والشيخ جراح حوالي نصف حالات الاعتقال خلال عام 2022، وتعرض غالبية المعتقلين خلالها للضرب المبرح، ولعمليات تنكيل.

وفي سابقة خطيرة جرت خلال العام الماضي، تنفيذ اعتقالات جماعية من داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، بعد اقتحامه منتصف نيسان (الجمعة الثانية من شهر رمضان)، وتعرض كافة المعتقلين يومها للضرب المبرح بأعقاب البنادق، والغاز السام، والدفع وهم مقيدو الأيدي أرضًا، وخلال ذلك نقل المعتقلين من ساحات الأقصى إلى ساحة البراق، ومنها إلى مراكز التّحقيق، ومعظمهم أفرج عنهم بشرط (الإبعاد عن الأقصى، والقدس، والبلدة القديمة)، ومدد توقيف آخرين لعدة أيام، فيما قدمت لوائح اتهام لعدد من الشبان.

ومن بين المعتقلين، محافظ القدس عدنان غيث، الذي اعتقل 3 مرات، خلال شهر (آذار، نيسان، وآب)، وقدمت نيابة الاحتلال ضده في شهر آب الماضي، لائحة (اتهام) تضمنت (17 خرقاً لقرار منعه من دخول الضّفة الغربية منذ لحظة صدور القرار)، وأفرج عنه بشرط الحبس المنزلي حتى نهاية الإجراءات (القانونية)، ولا يزال قيد الحبس المنزلي، كما واقتحم منزله خلال الأشهر الماضية عدة مرات.

كما كان من بين المعتقلين مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، بعد اقتحام منزله في حي الطور وتخريب محتوياته، ونائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح بكيرات.

 

وواصلت سلطات الاحتلال سياسة (الاعتقال فور الإفراج)، المتبعة ضد الأسرى المحررين المقدسيين، باعتقالهم فور الإفراج عنهم من بوابة السّجن أو فور وصولهم الى مناطق سكنهم، وبعد ساعات أو أيام يتم الإفراج عنهم بشروط أبرزها (الإبعاد عن مدينة القدس، الإبعاد عن مكان السكن، ومنع الاحتفاء بالتحرر).

وأواخر شهر أيلول 2022، أصدر وزير جيش الاحتلال، أمرًا يقضي بالحجز ومصادرة أموال أسرى فلسطينيين، من مدينة القدس، والداخل الفلسطيني، حسب قانون ما يسمى (مكافحة الإرهاب لعام 2019)، أمر حجز، بحجة (دعم الإرهاب)، ويستهدف القرار41 أسيرا من الداخل الفلسطيني، و8 أسرى من القدس، من بينهم أسير محرر.

وخلال العام الماضي، حوّلت سلطات الاحتلال 43 مقدسيا للاعتقال الإداريّ، ومن بينهم نائبي المجلس التشريعي محمد أبو طير، وأحمد عطون، علمًا أن بعض الأسرى جدد لهم الاعتقال الإداري لأكثر من مرة.

وواصلت سلطات الاحتلال ملاحقة الفلسطينيين في مدينة القدس حول الآراء من خلال متابعة ومراقبة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك، والتيك توك، والانستغرام).

وخلال عام 2022، نفذت اعتقالات لفلسطينيين من مدينة القدس، بعد إطلاق النار عليهم، بحجة (تنفيذ أو محاولة تنفيذ عمليات طعن)، ومنهم: مراد سمير بركات عند مدخل بلدة الثوري في بلدة سلوان، ونذير مرزوق أطلق عليه الرصاص وهو محتجز داخل غرفة المراقبة المقامة عند مدخل باب العامود، ورامي سرور أصيب بعدة رصاصات عند باب القطانين- أحد أبواب الأقصى-، وإسماعيل نمر، أًصيب في مستوطنة "راموت" المقامة على أراضي القدس، علما أن من أطلق النار كان مصورا صحافيًا إسرائيليًا تواجد في المكان، والفتى محمد أبو قطيش أصيب برصاص الاحتلال داخل ملعب الشيخ جراح.

جرائم وسياسات ثابتة وممنهجة استمر الاحتلال في ارتكابها

-جريمة الاعتقال الإداريّ:

تنتهج دولة الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري كسياسة ثابتة، وممنهجة ضد الفلسطينيين منذ عشرات السنوات، وفي الآونة الأخيرة صعّدت سلطات الاحتلال من سياسة الاعتقال الإداريّ بشكل كبير وملحوظ، حيث شنّ جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، طالت عدد كبير من الأسرى السابقين، ومعظمهم تم تحويلهم إلى الاعتقال الإداريّ، ونتيجة لاستمرار هذه الجريمة، نفّذ المعتقلون خطوات نضالية، وكانت بمثابة صرخة في وجه هذه الجريمة المستمرة بحقّهم، وكرسالة للعالم للمطالبة بوقفها.

 وخلال خلال العام الماضي أصدر الاحتلال 2409 أوامر اعتقال إداريّ، وشملت أوامر صدرت بحقّ مقدسيين، وفلسطينيين في أراضي عام 1948 حيث بلغت 63 أمرا، وكانت أعلى نسبة في الأوامر خلال شهر كانون الأول، وبلغت 315 أمرا، ويبلغ عدد المعتقلين الإداريين اليوم نحو 850 معتقلا إداريا، من بينهم 7 أطفال، وأسيرتان، علما بأن عدد المعتقلين الإداريين كانت مطلع العام الماضي 500، ومقارنة مع الماضي فإن أعداد أوامر الاعتقال الإداريّ أعلى، كما أنّ عدد المعتقلين الإداريين هي الأعلى منذ أكثر من 10 أعوام.    

وفي إطار مواجهة جريمة الاعتقال الإداريّ: في تاريخ الـ25 من أيلول/ سبتمبر 2022، نفّذ 30 معتقلًا إدارياً في سجون الاحتلال إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، تحت شعار إضرابنا حرّيّة، لينضم إليهم 20 معتقلا، من بينهم معتقلون إداريون، بالإضافة إلى أسرى موقوفين، ومحكومين لسنوات، وبالتزامن مع الإضراب قاطع المعتقلون الإداريون كافة درجات المحاكم العسكرية المختصة بالاعتقال الإداريّ، وذلك كخطوة استراتيجية هامة يسعون من خلالها إلى ترسيخ هذه الخطوة كأساس لمواجهة جريمة الاعتقال الإداريّ، واستمر الإضراب المفتوح عن الطعام 19 يومًا، ويواصل اليوم أكثر من 80 معتقلًا إداريًا مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال.

وفي السياق، تتعمد أجهزة الاحتلال التنصل من الاتفاقات التي تمت مع المعتقلين الإداريين، الذين خاضوا إضرابات عن الطعام، أو توجيه تهم لهم للالتفاف عليها، مثل قضية المعتقلين خليل عواودة، ورائد ريان، ومؤخرًا قضية المعتقل عدال موسى، حيث خاض ثلاثتهم إضرابات وكان أطولها إضراب المعتقل عواودة الذي استمر لمدة 172 يومًا، وتعمد الاحتلال توجيه تهمة جديدة له للاستمرار باعتقاله، والتنصل من الاتفاق.

 

ولم يسلم الأطفال من سياسة الاعتقال الإداري أيضًا، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلال العام الماضي 19 طفلا تحت الاعتقال الإداريّ، أربعة أطفال أطلق سراحهم، وثمانية تجاوزوا سن الطفولة في الاعتقال الإداريّ، وما زالوا تحت الاعتقال الإداريّ، و7 أطفال رهنّ الاعتقال الإداريّ حتى اليوم.

إطلاق النار على المعتقلين –(تصاعد في أعداد الجرحى المعتقلين):

صعّد الاحتلال من عمليات إطلاق النار على المعتقلين أثناء وقبل اعتقالهم، وكان خلال العام الماضي الأعلى من حيث أعداد الجرحى منذ عام 2015، حيث تابعت المؤسسات الحقوقية أكثر من 40 حالة اعتقال جرت لجرحى، أطلق عليهم النار أثناء الاعتقال، أو قبل الاعتقال، وجزء منهم أُصيب بإصابات بليغة، واُستشهد أربعة منهم وهم: (داود الزبيدي من مخيم جنين، والفتى محمد حامد من سلواد/ رام الله، ورفيق غنام من جنين الذي أعدم بعد اعتقاله، ومحمد ماهر تركمان من جنين)، ويواصل الاحتلال احتجاز جثمانيّ الشهيدين الزبيدي، وتركمان وهما من بين 11 شهيدا من شهداء الحركة الأسيرة يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم.

وأصعب الحالات التي تم متابعتها من بين الجرحى، الجريح المعتقل نور الدين جربوع من جنين، الذي أصيب بإصابات بليغة، وأدت إلى إصابته بشلل نصفي، ومحمد وليد تركمان من جنين الذي أصيب بحروق بليغة، وسعيد دويكات من نابلس، علمًا أن ثلاثتهم يقبعون في عيادة (سجن الرملة).

وأوضحت المؤسسات، إنّ هذه الحالات تصاعدت بشكل خاصّ منذ شهر آذار/ مارس 2022، وكان أعلاها من حيث العدد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

ومن بين الحالات التي جرى لاحقًا الإفراج عنها: الجريح شومان من رام الله، والذي تعرض لبتر في إحدى ساقيه عقب إطلاق النار عليه، هو ورفيقه أسيد حمايل قبل اعتقالهما لاحقًا، وكان ذلك في شهر نيسان/ أبريل 2022، ومحمود حجير من نابلس الذي أُصيب واُعتقل في شهر تموز/ يونيو 2022، وأدت الإصابات البليغة التي تعرض لها إلى إصابته بالشلل، ومن بين من تم الإفراج عنهم بعد إصابتهم، وباسل البصبوص من رام الله، الذي اُعتقل في شهر تشرين الأول 2022، حيث أعدم الاحتلال اثنين من رفاقه كانا معه خلال عملية إطلاق النار عليهم وهما: (سلامة شرايعة، وخالد عنبر).

وتؤكّد المؤسسات أنّ غالبية الجرحى الذين اُعتقلوا تعرضوا لعمليات تحقيق، واستجواب داخل المستشفيات المدنية للاحتلال، وجزءًا منهم جرى نقله إلى مراكز التّحقيق بعد فترة وجيزة، وتعمدّت أجهزة الاحتلال نقل بعض المعتقلين من المستشفيات المدنية، إلى عيادة سجن "الرملة" رغم حاجتهم الماسّة للعلاج، والبقاء في المستشفى، وأبرز هذه الحالات حالة الأسير نور الدين جربوع من جنين.

كما أنّ بعض الجرحى نُقلوا لمراكز التوقيف قبل نقلهم إلى المستشفيات، خاصة من جرى اعتقالهم خلال المواجهات، وتعرض الجرحى لعمليات تنكيل ممنهجة، حتّى بعد نقلهم إلى السّجون، حيث قامت إدارة سجن "الرملة" مؤخرا بعزل الأسير الجريح محمد أبو صبره من نابلس، وتعمّد الاحتلال المماطلة في تزويد المحامين بمعلومات عن الجرحى بعد اعتقالهم، وتطلب ذلك مضاعفة الجهود القانونية من أجل الحصول على معلومات لطمأنة عائلاتهم، وكذلك لزيارتهم حيث جرى إصدار أوامر منع من لقاء المحامي لجزء منهم.

سياسة (العقاب الجماعي):

 

رافق تصاعد عمليات الاعتقال ازديادًا ملحوظًا في التّنكيل من قبل قوات الاحتلال بحق المعتقلين، وذويهم كسياسة من سياسات (العقاب الجماعي)، التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في مناطق تواجدهم، حيث يهدف من خلالها إلى الانتقام، وخلق حالة رعب لدى المدنيين في تلك المناطق، ومحاولة مستمرة لتقويض أي حالة نضالية ضده، وهذه ليست سياسة جديدة، فعلى مدار عقود، مارس الاحتلال شتى الطرق، والأساليب الانتقامية بحق المعتقلين وعائلاتهم.

جرائم وسياسات ثابتة وممنهجة استمر الاحتلال في ارتكابها

-جريمة الاعتقال الإداريّ:

تنتهج دولة الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري كسياسة ثابتة، وممنهجة ضد الفلسطينيين منذ عشرات السنوات، وفي الآونة الأخيرة صعّدت سلطات الاحتلال من سياسة الاعتقال الإداريّ بشكل كبير وملحوظ، حيث شنّ جيش الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، طالت عدد كبير من الأسرى السابقين، ومعظمهم تم تحويلهم إلى الاعتقال الإداريّ، ونتيجة لاستمرار هذه الجريمة، نفّذ المعتقلون خطوات نضالية، وكانت بمثابة صرخة في وجه هذه الجريمة المستمرة بحقّهم، وكرسالة للعالم للمطالبة بوقفها.

 وخلال خلال العام الماضي أصدر الاحتلال 2409 أوامر اعتقال إداريّ، وشملت أوامر صدرت بحقّ مقدسيين، وفلسطينيين في أراضي عام 1948 حيث بلغت 63 أمرا، وكانت أعلى نسبة في الأوامر خلال شهر كانون الأول، وبلغت 315 أمرا، ويبلغ عدد المعتقلين الإداريين اليوم نحو 850 معتقلا إداريا، من بينهم 7 أطفال، وأسيرتان، علما بأن عدد المعتقلين الإداريين كانت مطلع العام الماضي 500، ومقارنة مع الماضي فإن أعداد أوامر الاعتقال الإداريّ أعلى، كما أنّ عدد المعتقلين الإداريين هي الأعلى منذ أكثر من 10 أعوام.    

وفي إطار مواجهة جريمة الاعتقال الإداريّ: في تاريخ الـ25 من أيلول/ سبتمبر 2022، نفّذ 30 معتقلًا إدارياً في سجون الاحتلال إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، تحت شعار إضرابنا حرّيّة، لينضم إليهم 20 معتقلا، من بينهم معتقلون إداريون، بالإضافة إلى أسرى موقوفين، ومحكومين لسنوات، وبالتزامن مع الإضراب قاطع المعتقلون الإداريون كافة درجات المحاكم العسكرية المختصة بالاعتقال الإداريّ، وذلك كخطوة استراتيجية هامة يسعون من خلالها إلى ترسيخ هذه الخطوة كأساس لمواجهة جريمة الاعتقال الإداريّ، واستمر الإضراب المفتوح عن الطعام 19 يومًا، ويواصل اليوم أكثر من 80 معتقلًا إداريًا مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال.

وفي السياق، تتعمد أجهزة الاحتلال التنصل من الاتفاقات التي تمت مع المعتقلين الإداريين، الذين خاضوا إضرابات عن الطعام، أو توجيه تهم لهم للالتفاف عليها، مثل قضية المعتقلين خليل عواودة، ورائد ريان، ومؤخرًا قضية المعتقل عدال موسى، حيث خاض ثلاثتهم إضرابات وكان أطولها إضراب المعتقل عواودة الذي استمر لمدة 172 يومًا، وتعمد الاحتلال توجيه تهمة جديدة له للاستمرار باعتقاله، والتنصل من الاتفاق.

ولم يسلم الأطفال من سياسة الاعتقال الإداري أيضًا، حيث اعتقلت قوات الاحتلال خلال العام الماضي 19 طفلا تحت الاعتقال الإداريّ، أربعة أطفال أطلق سراحهم، وثمانية تجاوزوا سن الطفولة في الاعتقال الإداريّ، وما زالوا تحت الاعتقال الإداريّ، و7 أطفال رهنّ الاعتقال الإداريّ حتى اليوم.

إطلاق النار على المعتقلين –(تصاعد في أعداد الجرحى المعتقلين):

 

صعّد الاحتلال من عمليات إطلاق النار على المعتقلين أثناء وقبل اعتقالهم، وكان خلال العام الماضي الأعلى من حيث أعداد الجرحى منذ عام 2015، حيث تابعت المؤسسات الحقوقية أكثر من 40 حالة اعتقال جرت لجرحى، أطلق عليهم النار أثناء الاعتقال، أو قبل الاعتقال، وجزء منهم أُصيب بإصابات بليغة، واُستشهد أربعة منهم وهم: (داود الزبيدي من مخيم جنين، والفتى محمد حامد من سلواد/ رام الله، ورفيق غنام من جنين الذي أعدم بعد اعتقاله، ومحمد ماهر تركمان من جنين)، ويواصل الاحتلال احتجاز جثمانيّ الشهيدين الزبيدي، وتركمان وهما من بين 11 شهيدا من شهداء الحركة الأسيرة يواصل الاحتلال احتجاز جثامينهم.

وأصعب الحالات التي تم متابعتها من بين الجرحى، الجريح المعتقل نور الدين جربوع من جنين، الذي أصيب بإصابات بليغة، وأدت إلى إصابته بشلل نصفي، ومحمد وليد تركمان من جنين الذي أصيب بحروق بليغة، وسعيد دويكات من نابلس، علمًا أن ثلاثتهم يقبعون في عيادة (سجن الرملة).

وأوضحت المؤسسات، إنّ هذه الحالات تصاعدت بشكل خاصّ منذ شهر آذار/ مارس 2022، وكان أعلاها من حيث العدد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

ومن بين الحالات التي جرى لاحقًا الإفراج عنها: الجريح شومان من رام الله، والذي تعرض لبتر في إحدى ساقيه عقب إطلاق النار عليه، هو ورفيقه أسيد حمايل قبل اعتقالهما لاحقًا، وكان ذلك في شهر نيسان/ أبريل 2022، ومحمود حجير من نابلس الذي أُصيب واُعتقل في شهر تموز/ يونيو 2022، وأدت الإصابات البليغة التي تعرض لها إلى إصابته بالشلل، ومن بين من تم الإفراج عنهم بعد إصابتهم، وباسل البصبوص من رام الله، الذي اُعتقل في شهر تشرين الأول 2022، حيث أعدم الاحتلال اثنين من رفاقه كانا معه خلال عملية إطلاق النار عليهم وهما: (سلامة شرايعة، وخالد عنبر).

وتؤكّد المؤسسات أنّ غالبية الجرحى الذين اُعتقلوا تعرضوا لعمليات تحقيق، واستجواب داخل المستشفيات المدنية للاحتلال، وجزءًا منهم جرى نقله إلى مراكز التّحقيق بعد فترة وجيزة، وتعمدّت أجهزة الاحتلال نقل بعض المعتقلين من المستشفيات المدنية، إلى عيادة سجن "الرملة" رغم حاجتهم الماسّة للعلاج، والبقاء في المستشفى، وأبرز هذه الحالات حالة الأسير نور الدين جربوع من جنين.

كما أنّ بعض الجرحى نُقلوا لمراكز التوقيف قبل نقلهم إلى المستشفيات، خاصة من جرى اعتقالهم خلال المواجهات، وتعرض الجرحى لعمليات تنكيل ممنهجة، حتّى بعد نقلهم إلى السّجون، حيث قامت إدارة سجن "الرملة" مؤخرا بعزل الأسير الجريح محمد أبو صبره من نابلس، وتعمّد الاحتلال المماطلة في تزويد المحامين بمعلومات عن الجرحى بعد اعتقالهم، وتطلب ذلك مضاعفة الجهود القانونية من أجل الحصول على معلومات لطمأنة عائلاتهم، وكذلك لزيارتهم حيث جرى إصدار أوامر منع من لقاء المحامي لجزء منهم.

سياسة (العقاب الجماعي):

 

رافق تصاعد عمليات الاعتقال ازديادًا ملحوظًا في التّنكيل من قبل قوات الاحتلال بحق المعتقلين، وذويهم كسياسة من سياسات (العقاب الجماعي)، التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في مناطق تواجدهم، حيث يهدف من خلالها إلى الانتقام، وخلق حالة رعب لدى المدنيين في تلك المناطق، ومحاولة مستمرة لتقويض أي حالة نضالية ضده، وهذه ليست سياسة جديدة، فعلى مدار عقود، مارس الاحتلال شتى الطرق، والأساليب الانتقامية بحق المعتقلين وعائلاتهم.

بلدة سلواد نموذجًا:

شنت قوات الاحتلال عمليات اعتقال واسعة في بلدة سلواد/ رام الله والبيرة، رافقها عمليات تنكيل وتخريب واسعة، كان أبرز هذه الحملات التي جرت يوم السادس من تموز / يوليو 2022، طالت تلك الحملة حينها 30 معتقلاً، حيث اقتحمت قوات الاحتلال البلدة بأعداد كبيرة جدًا وبدأت بحملة اعتقالات واسعة لم تشهدها البلدة منذ مدّة، رافق الاقتحام تنكيل، وترهيب بحقّ المعتقلين وعائلاتهم وتخريب في الممتلكات العامة، ويأتي ذلك في إطار جريمة العقاب الجماعيّ، حيث طالت حملات الاعتقال في غضون أقل من شهر نحو 45 حالة اعتقال في البلدة.

إحسان حامد (21 عامًا) من بلدة سلواد تعرض لتحقيق ميداني وتنكيل أثناء عملية الاعتقال.

ولا تقتصر سياسة العقاب الجماعي على التنكيل والتخريب والضرب، بل تتعدى ذلك لتصل في كثير من الأحيان إلى حد استخدام الكلاب البوليسية المدربة أثناء عمليات الاعتقالات، ويأتي هذا أيضًا في نفس سياق التصعيد في عمليات الاعتقال، والترهيب المتبع من قبل وحدات الجيش.

جريمة التّعذيب:

إنّ سلطات الاحتلال صعّدت من جريمة التّعذيب وسوء المعاملة بحقّ الأسرى والمعتقلين، وذلك مع استمرار تصاعد الحالة النضالية، وشكّلت جريمة التّعذيب إحدى الجرائم والسياسات الثابتة التي انتهجها الاحتلال الإسرائيليّ بحقّ الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال العام 2022.

وتابعت المؤسسات العشرات من الشهادات التي روت عمليات تعذيب ممنهجة جرت بحقهم، خلال التحقيق الميداني، وكذلك التحقيق المنظم في مراكز التّحقيق والتوقيف، وتؤكد أنّ اتساع دائرة عمليات الاعتقال، وما حملته من تفاصيل، تدفعنا إلى إعادة تعريف جريمة التّعذيب، خاصة أنّ هذه الجريمة لم تعد تقتصر على مرحلة التّحقيق، بل إنّ الاحتلال عمل خلال السنوات الماضية، وكذلك عام 2022 من (تطوير، وابتكار) أدوات حديثة لفرض مزيد من عمليات التّعذيب، ولعل المرحلة الأولى من الاعتقال، في مراكز التوقيف التي استخدمت على مدار عقود أداة لتعذيب الأسرى، وهنا نذكر معتقلي (عتصيون وحوارة) المأساة المتواصلة، التي يواجهها المعتقلون عقب اعتقالهم.

ويهدف الاحتلال من خلال هذه السّياسة بالدرجة الأولى الضّغط على المعتقل من أجل انتزاع اعترافات منه، وسلبه إنسانيته، وفرض مزيد من السّيطرة والرّقابة عليه، وقد أدت هذه السّياسة على مدار عقود إلى استشهاد العشرات من المعتقلين والأسرى.

 

ووفقا لمتابعة شهادات المئات من المعتقلين والأسرى سنويًا، فإن جميعهم دون استثناء يتعرضون لأصناف من أساليب التّعذيب وسوء المعاملة، وذلك منذ لحظة الاعتقال، مرورا بالتّحقيق، وحتّى بعد الزّج بهم في السّجون والمعتقلات، حيث تتخذ سلطات الاحتلال عبر منظومة عنف شاملة طرق متعددة لتعذيب الأسير تتعدى مفهوم التعذيب المتعارف عليه، ولا تستثني سلطات الاحتلال أي من الفئات سواء الأطفال، والنساء، والمرضى، وكبار السن.

ومنذ عام 1967 قتل الاحتلال 73 أسيرا بعد تعرضهم للتّعذيب، نستذكر الأسير عرفات جرادات الذي ارتقى عام 2013 في زنازين معتقل "مجدو" بعد خمسة أيام على اعتقاله نتيجة تعرضه للتعذيب، وفي عام 2014 قتلت قوات "النحشون" الأسير رائد الجعبري بعد تعذيبه جسديا، وفي عام 2018 قتلت قوات الاحتلال المعتقل ياسين السراديح لحظة اعتقاله بعد تعذيبه وإطلاق النار عليه من نقطة الصفر، ومن العام ذاته قتلت قوات "النحشون" الأسير عزيز عويسات بعد أن عذبته في زنازين معتقل "ايشل" وعلى إثرها نُقل إلى إحدى مستشفيات الاحتلال حتى تاريخ إعلان استشهاده في 20 أيار / مايو 2018.

وفي شهر أيلول/ سبتمبر 2018، قتلت قوات الاحتلال المعتقل محمد الخطيب (الريماوي) لحظة اعتقاله من منزله بعد تعرضه للتعذيب، وكان آخر من قتله الاحتلال نتيجة التعذيب خلال التحقيق المعتقل نصار طقاطقة، وذلك في تاريخ 16 تموز/ يوليو 2019، علمًا أن الأسيرين عزيز عويسات ونصار طقاطقة من بين الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم حتّى اليوم.

وارتبط تصاعد عمليات التعذيب كما أكدنا سابقًا مع تصاعد مستوى المواجهة، ولعل السنوات التي تلت الهبة الشعبية كانت شاهدة على ذلك، إلا أنّ عام 2019 وتحديدًا بعد شهر آب/ أغسطس كانت المحطة الأبرز في عمليات التعذيب، فقد وثقت المؤسسات الحقوقية عشرات الشّهادات والروايات في حينه لمعتقلين تعرضوا للتّعذيب في معتقل "المسكوبية"، والتي كانت توازي من حيث مستوى العنف والتّعذيب الجسديّ، روايات الأسرى في سنوات الستينيات والسبعينيات، ولاحقًا شهدنا تصاعد في عمليات التّعذيب مع تصاعد المواجهة في شهري نيسان وأيار العام الماضي، ونيسان وأيار من العام 2022.   

جريمة احتجاز جثامين الشهداء والأسرى:

تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين المئات من الشهداء والأسرى في مقابر الأرقام والثلاجات، وقد تصاعدت هذه السّياسة مجددًا منذ عام 2015، ومع تصاعد أعداد الشهداء خلال العام الماضي، فإن عدد الشهداء المحتجزة جثامينهم منذ عام 2015، (117)، من بينهم 11 شهيدًا أسيرًا، وهم من بين 372، يواصل الاحتلال احتجازهم في مقابر الأرقام والثلاجات.

ومنذ عام 1967، قدمت الحركة الأسيرة 233 شهيداً، منهم 73 قتلوا جراء التعذيب، و74 نتيجة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء)، و79 نتيجة القتل العمد، و7 جراء قتلهم المباشر بالرصاص الحي، وهناك 11 جثمانًا من الأسرى الشهداء ننتظر الافراج وهم: أنيس دولة الذي اُستشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم اُستشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر والذي ارتقى خلال عام 2020، والأسير سامي العمور الذي اُستشهد عام 2021، والأسير داود الزبيدي الذي اُستشهد عام 2022، ومحمد ماهر تركمان الذي ارتقى بذات العام في مستشفيات الاحتلال، وكان آخرهم الأسير ناصر أبو حميد، المحتجز جثمانه داخل معهد أبو كبير في الوقت الحالي.

وأعربت مؤسسات الأسرى عن مخاوفها عن مخاوفها الكبيرة والحقيقة من سرقة أعضاء، وأنسجة من جثامين الشهداء الفلسطينيين، وقد صرح قبل عدة سنوات، ( يهودا هس) الذي كان مديرًا لمعهد أبو كبير الاسرائيليّ حتى عام 2010،  بأنه كان يشرف بنفسه على سرقة قرنيات عيون الفلسطينيين، وجلودهم لاستخدامها في علاج جرحى الجيش الاسرائيليّ.

سياسة (الحبس المنزليّ):

ابتكر الاحتلال الإسرائيلي نوعاً جديداً من السّجون، وخص به أهل القدس وأطفالهم، مطلقًا على هذا الإجراء التّعسفي، والعنصري مصطلح (الحبس المنزليّ) أو (الإقامة الجبرية)، حيث برزت هذه الظاهرة بشكل واضح بعد موجة الاحتجاجات عقب خطف الطفل محمد أبو خضير، وقتله في تموز 2014، واتسعت مع اندلاع انتفاضة القدس في تشرين الأول 2015.

 

وتلجأ سلطات الاحتلال الى الحبس المنزلي كنوع من أنواع العقاب للأطفال المقدسيين ما دون 14 عامًا، لأنّ (القانون الإسرائيلي)، لا يُجيز حبسهم، فتقوم باحتجاز الطفل داخل البيت طوال الفترة التي تبحث فيها المحكمة الإسرائيلية في ملفه، وذلك إلى حين انتهاء (الإجراءات القضائية) بحقه، وإصدار المحكمة حكمها في قضيته، والتي قد تكون بضعة أيام، وربما تصل إلى عام كامل أو أكثر، وهذه الفترة لا تُحتسب من فترة الحكم الفعلي، الذي يصدر لاحقاً بحقّ الطفل. ويُجبر الطفل خلال هذه الفترة بعدم الخروج من البيت بتاتاً، ويوُضع له أجهزة تتبع "سوار إلكتروني" معGBS.  

وتفيد الاحصائيات الرسمية بأن أكثر من 600 حالة حبس منزلي حصلت خلال عام 2022، انقسمت إلى نوعين:

1. يبقى الطفل في بيته وبين أفراد أسرته طوال الفترة المحددة وفقاً لقرار المحكمة إلى حين البت في قضيته، ويضطر الأهل في أحيان كثيرة إلى بيع ممتلكاتهم ومدخراتهم، لإيداع مبالغ مالية كبيرة في خزينة محكمة الاحتلال، لضمان تنفيذ شروط الافراج عن أطفالهم.

2. إبعاد الطفل عن بيت الأسرة ، وقد يكون الإبعاد إلى خارج المدينة، الأمر الذي يشتت العائلة و يكلف الأهالي مزيداً من الأعباء المالية لاضطرارهم إلى استئجار بيت بعيد عن سكنهم، إلى جانب المشكلات الاجتماعية التي تنتج لاحقًا.

ويترك الحبس المنزلي آثاراً نفسية صعبة على الأطفال، وذويهم، الذين يضطرون لمراقبة طفلهم بشكل دائم، ومنعه من الخروج من البيت، تنفيذاً لشروط الإفراج التي فرضتها عليهم المحاكم الإسرائيلية، فيظهر الوالدان في مخيلة أطفالهم بصورة "السّجان"، كما يترتب على الإقامة الجبرية حرمان الأطفال من حقهم في التعليم، وشعور دائم بالقلق والخوف والحرمان لديهم ، مما يسبب لهم حالة من عدم الاستقرار النفسي. وفي ظل هذه المعطيات الصعبة والمعقدة، فإن نسبة كبيرة من أطفال الحجز المنزلي و ذويهم، باتوا يفضلون بقاء الطفل في السّجن الفعلي، إلى حين انتهاء محكوميته. 

قضية إبعاد الأسير المحرر والمدافع عن حقوق الإنسان صلاح الحموري إلى فرنسا:

بتاريخ 18/12، قامت سلطات الاحتلال بترحيل الأسير المحرر والمدافع عن حقوق الإنسان صلاح الحموري إلى فرنسا، بعد أن قامت بسحب إقامته المقدسية أثناء فترة اعتقاله الإداريّ الأخيرة، وهو أسير محرر أمضى نحو 10 سنوات في سجون الاحتلال ويحمل الجنسية الفرنسية، وبدأت ملاحقته من قبل سلطات الاحتلال في عمر مبكر حيث لم يكن قد أتم حينها الـ 15 من عمره، ويواجه منذ ذلك الحين مضايقات قضائية، وإجراءات إداريّة تعسفية متواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيليّ، بما في ذلك الاعتقال الإداري، ومنع السفر، وإبعاد عائلته، والمراقبة والتجسس على هاتفه الخلوي، إضافة إلى منعه من التواجد في الضفة الغربية عدة مرات، كانت سلطات الاحتلال قد عرضت عليه أن يخرج من السّجن مقابل ترحيله إلى فرنسا قبل نحو 10 سنوات إلى حين انتهاء فترة محكوميته إلا أنّه رفض، وفضل السّجن على الخروج من البلاد، وأعادت سلطات الاحتلال اعتقال الحموري في آذار الفائت، وأصدرت بحقه أمرًا بالاعتقال الإداريّ لمدة ثلاثة أشهر تم تجديدها لمرتين.

وفي 29 تشرين الثاني الماضي، أعادت وزيرة الداخلية الإسرائيلية (أييليت شاكيد)، تأكيد قرارها الصادر في تشرين أول من العام 2021، بإلغاء إقامة صلاح الدّائمة في القدس، زاعمةً أنّه يشكّل (تهديدًا أمنيًا)، ومبررةً ذلك ب (خرقه للولاء) لدولة الاحتلال، استنادا لـ (الملف السري). ومع انتهاء أمر الاعتقال الإداريّ بحقّه وقرار المخابرات عدم تجديده، أمرت بترحيله قسريًا بعد جلسة استماع التي عقدت في يوم 6 ديسمبر.

فما حصل مع الحموري من تهجير قسري وملاحقة مستمرة يعتبر جريمة حرب، فبموجب المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يعتبر الترحيل القسري والترحيل القسري للفلسطينيين من القدس المحتلة جريمة حرب، وخرق جسيم للمادتين 49 و147 من اتفاقية جنيف الرابعة، إضافة إلى ذلك، فإن معيار "الولاء لدولة الاحتلال" غير قانوني، حيث يحظر القانون الإنساني الدولي صراحةً على سلطة الاحتلال المطالبة بالولاء من السكان الواقعين تحت الاحتلال، كما هو منصوص عليه في المادة 45 من أنظمة لاهاي والمادة 68 (3) من اتفاقية جنيف الرابعة.

الحموري واحد من أكثر من 14500 مواطن مقدسي قامت سلطات الاحتلال بسحب إقامتهم المقدسية منذ عام 1967 تحت حجج وذرائع واهية، وهي بذلك تتعمد جريمة التهجير القسري بحقّ المواطنين ضمن سياساتها لملاحقة الفلسطينيين و(عقابهم الجماعي)، وملاحقتهم بشتى الطرق، لا سيما العاملين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث قامت سلطات الاحتلال على مر العقود التي مرّت بملاحقة، ومعاقبة المدافعين عن حقوق الإنسان، والعاملين في المجال الحقوقي، ضمن سياستها الثابتة في استهداف الفلسطينيين بشتى مجالاتهم وتوجهاتهم.

استهداف الصحفيين والنشطاء:

 

 واصلت سلطات الاحتلال استهداف الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين خلال عام 2022، بمختلف أماكن تواجدهم، حيث سُجلت عشرات حالات الاعتقالات أثناء ممارسة عملهم الصحفي، أو على خلفية آرائهم الشّخصية.

استهداف الصحفيين والنشطاء:

 واصلت سلطات الاحتلال استهداف الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين خلال عام 2022، بمختلف أماكن تواجدهم، حيث سُجلت عشرات حالات الاعتقالات أثناء ممارسة عملهم الصحفي، أو على خلفية آرائهم الشّخصية.

يذكر أن الاحتلال يعتقل في سجونه 15 صحفيًا/ة، من مختلف المناطق الفلسطينية، خمسة منهم رهنّ الاعتقال الإداريّ،  وكان من بين الصحفيين الذين تعرضوا وما يزال معتقًلا، الصحفي نضال أبو عكر من بيت لحم، حيث أمضى نحو 16 عامًا في سجون الاحتلال معظمها في الاعتقال الإداري، وكان قد أفرج عنه بشهر أيار- مايو ليعاد اعتقاله مرة أخرى في الأول من آب/ أغسطس، وصدر بحقه أمرًا بالاعتقال الإداري مرة أخرى لمدة ستة أشهر، يذكر أنه خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام برفقة 50 معتقلًا إداريًا رفضًا لجريمة الاعتقال الإداري في الـ25 من أيلول/ سبتمبر 2022، أيضًا كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الصحفية المقدسية لمى غوشة في الرابع من شهر أيلول/سبتمبر 2022، بعد اقتحام منزل عائلتها في حي الشيخ جراح بالقدس، وحوّلت إلى التحقيق والعزل في سجن "هشارون"، وعاشت ظروفًا قاسية، ومددت محكمة الاحتلال اعتقالها عدة مرات، قبل أن تقرر في 13 سبتمبر الإفراج عنها، بشرط منعها من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتحويلها للحبس المنزلي.

ولم تتوقف انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين حد الاعتقال والضرب والملاحقة، بل تعدت ذلك لتصل حد الاغتيال والقتل كما حدث مع الصحفية المقدسية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة بتاريخ 11 أيار/ مايو 2022، حينما استهدفها جنود الاحتلال بشكل متعمد ومباشر، بينما كانت تمارس عملها الصحفي مع مجموعة من الصحفيين في مدينة جنين، أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمدينة ومخيم جنين.

وبعد حادثة اغتيال شيرين بنحو شهر، أطلق جنود الاحتلال المتمركزين على مدخل مخيم العروب في الخليل النار على الصحفية غفران وراسنة، وراسنة صحفية تعمل في إحدى الإذاعات المحلية، وهي أسيرة محررة.

إغلاق المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان:   

في 18 أغسطس/آب، داهمت قوات الاحتلال مكاتب سبع مؤسسات مجتمع مدني فلسطينية وهي: مؤسسة )الحق، ومؤسسة الضمير، ومركز بيسان، لجان العمل الصحي، والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، ولجان العمل الزراعي، واتحاد لجان المرأة الفلسطينية(، وأمرت بإغلاقها وقامت بعد العبث في محتوياتها، والاستيلاء على الممتلكات الخاصة فيها، في محاولة لوقف عملها في مجال حقوق الإنسان ضمن سياسة الاحتلال السّاعية دوما لإسكات الفلسطينيين، في شتى مجالات عملهم، جاء الاقتحام بعد عشرة أشهر من حظر عمل تلك المؤسسات في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني 2021، حيث يشكّل هذا القرار حلقة من حلقات سلسلة أعمال العدوان المتواصل والممنهج الذي يمارسه الاحتلال الاحتلال بحقّ أبناء شعبنا الفلسطيني، ومؤسساته الوطنية والأهلية التي تعمل وفقا للقانون الفلسطينيّ، وتحوز على احترام ومكانة وطنية ودولية.

قرصنة أموال الشعب الفلسطيني واستمرار التحريض الإسرائيلي على الأسرى:

 

تواصل سلطات الاحتلال حملات التّحريض بحق الأسرى والمعتقلين، إنسجاماً مع الضغوطات اليمينية المتطرفة التي تصاعدت خلال العقد الأخير ضد الأسرى والشهداء، في محاولة لتجريم كفاحهم المشروع ضد الاحتلال، واستمرت في هجومها على القيادة الفلسطينية بسبب وقوفها لجانب قضية الأسرى والشهداء، وإصرارها على الوفاء بالتزامها الوطنية، والإنسانية، والمالية تجاههم وتجاه أُسرهم وأطفالهم.

حيث واصلت حكومة الاحتلال اقتطاع جزء من عائدات الضرائب (المقاصة)، وسرقة أموال شعبنا الفلسطيني، مما شكل سبباً رئيسياً في الأزمة المالية الخانقة التي تعانيها السلطة حاليا، وأثر سلباً على الموازنة العامة للسلطة الفلسطينية.

وأشارت في تقريرها إلى أن استمرار اقتطاع الأموال يأتي أيضاً في إطار الحرب الاقتصادية والإرهاب المالي الذي تُمارسة حكومة الاحتلال بغرض الضغط والابتزاز السياسي، والمساومة على حقوق شعبنا الثابتة، في ظل ثبات الموقف السياسي الفلسطيني، وعدم التخلي عن قضية الأسرى، باعتبارها ركن أساسي من أركان القضية الفلسطينية.

ومع تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برئاسة "نتنياهو" وتسلم عضو الكنيست المتطرف "ايتمار بن غفير" وزارة الأمن القومي، والتي سيكون ضمن مسؤوليتها الإشراف على السجون الإسرائيلية، فإنه من المتوقع الاستمرار بالتّحريض بحق الأسرى، وتفاقم الأوضاع سوءاً داخل السجون، مما ينذر بانفجار الأوضاع، وانعكاسها على الخارج، بالإضافة إلى اقتطاع أموال المقاصة.

واقع الحركة الأسيرة عام 2022 وما شهدته من تحولات ونضالات مستمرة

لقد واجهت الحركة الأسيرة تحوّلات كبيرة على صعيد مستوى السّياسات التّنكيلية، ومحاولات إدارة السّجون المستمرة لسلبهم ما تبقى لهم من حقوق، وشكّلت هذه التّحولات امتدادًا للإجراءات التّنكيلية الممنهجة التي حاولت فرضها بعد انتزاع أسرى سجن جلبوع الستة حريته في شهر أيلول / سبتمبر من العام الماضي.

ويستعرض هذا القسم من التقرير، أبرز السّياسات الثّابتة والممنهجة، التي استمرت إدارة سجون الاحتلال، وأجهزة الاحتلال في تنفيذها بحقّ الأسرى، وصعّدت منها، وابتكرت أدوات جديدة لفرضها على الأسرى.

سياسات ثابتة استمرت إدارة السّجون في تنفيذها بحقّ الأسرى

جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) ...أداة لتصفية الأسرى وإعدامهم داخل السجون:

وفقا للأرقام والإحصائيات التي تم رصدها من قبل عدة مؤسسات فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى وحقوق الإنسان، فقد بلغ عدد الأسرى المرضى المحتجزين داخل أقبية الاحتلال مع نهاية العام  2022، أكثر من 600 أسير يواجهون أوضاعا صحية غاية في الصعوبة، من بينهم 200 أسير وأسيرة يعانون أمراض مزمنة، و24 أسيرًا على الأقل مصابون بالأورام والسّرطان بدرجات متفاوتة، و6 أسرى مقعدين، و33 يعانون أمراض في العيون، و34 أمراض في الكلى، و120 أسيراً مصاباً برصاص جيش الاحتلال، و58 أسيراً يشتكون من أمراض القلب، و 16 يشتكون أمراض في الدم والأوعية الدموية، و79 أمراض في العظام، و45 يعانون من أمراض نفسية وأعصاب، و27 يعانون من مشاكل تنفسية، بالإضافة إلى العشرات ممن يعانون من مشاكل بالأسنان، وأمراض أخرى مزمنة كالسكري، والضغط.

فبعد منتصف عام 2021، سُجلت على الأقل 6 حالات بين صفوف الأسرى بالإصابة بمرض السرطان وأورام بدرجات مختلفة، وكان آخرها حالة الأسير وليد دقة الذي تبين إصابته بنوع نادر من السّرطان يُصيب نخاع العظم.

وكانت رحلة الشهيد ناصر أبو حميد مع جريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء) الشاهد الأبرز، والتي أدت في النهاية إلى استشهاده في 20 من كانون الأول/ ديسمبر 2022، وسبقته الأسيرة سعديّة فرج الله التي استشهدت كذلك في شهر تموز/ يونيو 2022، عبر عملية (قتل بطيء) تعرضت، خلال فترة اعتقالها.

وعبر مراقبة الواقع المأساوي، الذي يعيشه الأسرى المرضى، والجرحى في سجون الاحتلال، يتضح بأن دولة الاحتلال تسعى لشن حرب صحية على الأسرى ضاربة بعرض الحائط  كافة القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حقوقهم كأسرى حركات تحرر، ونتاجاً لتلك السياسة الجائرة ارتقى 74 شهيداً من أبناء الحركة الأسيرة إثر تعرضهم لجريمة الإهمال الطبي الممنهج (القتل البطيء)، وهم من بين (233) شهيدًا من الحركة الأسيرة منذ عام 1967.

 

ويبلغ عدد الأسرى المرضى القابعين في عيادة (سجن الرملة)، 14 أسيرًا، من بينهم أسرى يقبعون فيه منذ تاريخ اعتقالهم، أبرزهم: (منصور موقدة، معتصم رداد، ناهض الأقرع)، إضافة إلى مجموعة من الجرحى الذين اعتقلوا خلال خلال العام الماضي، ويشرف على رعايتهم الأسيران إياد رضوان، وسامر ابو دياك، بالإضافة إلى الأسير محمد ابو حميد الذي رافق شقيقه الشهيد ناصر طوال فترة احتجازه في "الرملة".