أخيرًا، استقال نفتالي بينيت وسلم رئاسة الحكومة الإسرائيلية إلى شريكه في الإئتلاف يائير لبيد وهو الذي كان وزيرًا للخارجية، ويائير لبيد هذا يحاول أن يكون قدر إسرائيل كما كان بنيامين نتنياهو يطمح إلى ذلك في وقت من الأوقات، ولكن الطموح شيء والنجاح شيء آخر، وخاصة انه في هذه القضية الخارقة، قضية فلسطين والصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فإن الإسرائيليين يواجهون خصمًا غير عادي، وقدرة تفوق كل التوقعات على الإطلاق، لأن الشعب الفلسطيني يملك ما لا يملكه الآخرون وهو الحق الكامل، والوعي الشامل والثقة المطلقة في النصر.
يائير لبيد الذي يطمح أن يكون قدر إسرائيل، ليس أمامه سوى محاولات جربها غيره، لكنها جميعًا انتهت بالفشل الذريع لأن اساسها العنصرية، الإنغلاق على الذات، والتطبيل والتزمير لعمليات مزورة مثل التطبيع الذي اعتقد أنه سيكون النهاية للكفاح الفلسطيني، فإذا به يكشف عن زيف هش، وفضيحة للأطراف الدولية التي رقصت في اعراسه كل الرقصات، بل بعضهم الأكثر هشاشة وتفاهة، يحاول ان يجد له صيغة بديلة، صيغة الناتو الشرق أوسطي وتكون اسرائيل في القلب وفي الجوهر ورافعته الأساسية.
يائير لبيد يطمح إلى أن يكون قدر إسرائيل، فما هي خياراته، وهل هي جديدة أم تكرار لما جرب وسقط؟ هذه عقيدة وأصالة الصهيوني ان يطل على الإسرائيليين بوجه اكثر صهيونية وعنصرية وإيغالا بالجريمة من كل الذين سبقوه، وجاءته الفرصة سريعة، فهو يريد ان يكون له بيت في القدس الشرقية المعروفة في القانون الدولي بأنها أرض محتلة ومدينة محتلة، والحكاية كلها ان إسرائيل قامت بتهجير صاحب البيت الذي في القدس الشرقية، عاصمة دولتنا الفلسطينية الأبدية، تصوروا بالله عليكم، لم يجد يائير لبيد غير هذا العقل الفاشي جدًا، العنصري جدًا، الاجرامي المكشوف لكي يقول للإسرائيليين إنه يصلح أن يكون زعيمهم، يا للمهانة! أغلب الظن أن يائير لبيد يريد أن يقوم بفعل مخزٍ.
يا يائير لبيد هل فكرت جيدًا، أن القيام بخطوة مصيبة لا سابق لها يعني أنك تريد أن تقول إنك الإسرائيلي الشاطر، ليس هكذا شطارة حمقاء وجبانة في آن واحد، انت تريد ان تذهب الى هذه الخطوة الحمقاء لكي يقولوا عنك إنك الأشد تطرفًا، إذا أفعلها وسترى أنك ستكون الأشد ضجيجًا لحظة السقوط المدوي، ها انت تضع رأسك في رأس الفلسطينيين، لست الأول، ستفقد عقلك، وربما تدور في شوارع تل ابيب، وأنت تصرخ صراخ المجانين، ماذا افعل؟ حاولت أن اصطاد شيئًا في بحر هذه القضية الصعبة، ولكن الفلسطينيين اصطادوني، أعتذر لم أستطيع الافلات من ورطتي، انهم الفلسطينيون، لم أكن أعرف أنهم بهذه الخطورة، وحين عرفت كان قد فات الأوان.
المصدر: الحياة الجديدة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها