استجاب جنود جيش منظومة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي العنصرية لدعوة رئيس حكومة دويلة منظومة الإرهاب نفتالي بينيت فحرموا ستة أطفال يتامى من حضن أمهم وحنانها أصغرهم في ربيعه الرابع، وتركوا المواطنة الفلسطينية الأرملة غادة سباتين تنزف حتى الموت، فلا جريمة ضد الإنسانية ثابتة ومؤكدة وموثقة كما جريمة جنود جيش دويلة بينيت الذين أطلقوا رصاص بنادقهم على السيدة البريئة في مشهد ذعر من "جنود الجيش الذي لا يقهر" وثقته عدسة تلفزيون فلسطين عند المدخل الرئيس لبلدة حوسان غرب مدينة بيت لحم مهد رسول المحبة والسلام.

أطلقوا الرصاص على (غادة الأم) المكافحة من أجل حياة أفضل لأبنائها الستة، بعد وفاة أبيهم، لا تعرف غادة معنى الأسلحة الحادة أو النارية، لكنها تدرك جيدًا كأي أم فلسطينية تتمنى ألا ترى حواجز جيش الاحتلال عند مدخل بلدتها، معنى وجدوى التسلح بالصبر، والإيمان بيوم الحرية والاستقلال، فالجنود المدججون بأحدث الأسلحة تهديد خطير ودائم على حياة أبنائها، لكن غادة المصابة بضعف البصر -كما حدثتنا الصور- لم تدرك أنها قد وقعت في حقل ألغام جنود معبئين حتى النخاع بعدائية وعنصرية وأحقاد ضد الإنسان الفلسطيني، وزاد عليهما الأمر من رأس الهرم السياسي نفتالي بينيت، بإطلاق يد جيش جرائم الحرب في مناطق الضفة الفلسطينية بلا قيود، فكانت الأرملة غادة سباتين وأطفالها الستة على رأس قائمة ضحايا أوامر بينيت لجيش منظومته، وللأمن العام، وأجهزتها الأمنية.

نعتقد أن المحكمة الجنائية الدولية إذا نصبت ميزان العدالة، سترى رئيس حكومة منظومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت متهما رئيسا في جرائم حرب وضد الإنسانية، فهو الذي أصدر الأمر، ونفذه الجنود ميدانيًا، الذين جردوا من إنسانيتهم، واستبدلت بذاكرة صناعية، تنصاع للأوامر، حتى باتوا يرون كل فلسطيني إرهابيا حتى يثبت العكس.. لكن بعد قتله!!.. مثل جريمة قتل الفتى محمد زكارنة من جنين الذي باغته جندي من مجموعة النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي برصاصة متفجرة، قطعت شظاياها أحشاء الفتى الذي وجد في شهر رمضان فرصة للاستراحة من الكد والجهد لكسب لقمة العيش بكرامة على بسطة صغيرة، فطل بدراجته دون علم بوجود (الضباع البشرية) في منعطف، ففاجأوه لتقضي أوامر بينيت على أحلامه الصغيرة، ولتكون آخر دورة له على عجلة الحياة.

نعرف إرهاب المنظمات الصهيونية وإرهاب منظومة الدولة المسماة إسرائيل بوتيرته المتصاعدة شكلاً ومضمونًا منذ مذابح دير ياسين وكفرقاسم وخان يونس وغزة وجنين ونابلس، وربما يعرف العالم أكثر منا عن حيثيات مسلسل الجريمة التاريخية المستمرة حلقاتها منذ اكثر من مئة عام بحق الشعب الفلسطيني، لكن المؤلم أن ازدواجية معايير هذا العالم باتت أظلم وأشد قسوة علينا من جرائم القتل التي تنزل أوامر من رأس هرم منظومة الاحتلال والتمييز العنصري.

سيكتشف المجرمون أن أبناء (الفلسطينية الأم غادة) لن يتفرقوا، ولن يتشردوا، فروح أمهم ستظللهم، ستحميهم، ستوحدهم، ستمنح بصيرتهم مدى أوسع، وعمقا أبعد، وستكسبهم حكمة إنسانية ووطنية، وعقلانية، وصبرا، وإرادة عمل وإبداع ما يمكنهم من الوفاء لوالدتهم، فالفلسطينية غادة الأم هي بمثابة الوطن لهم، وكل فلسطيني سيعتبر نفسه ابن غادة، وما على المجرمين الصهاينة إلا حساب الندم على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، وتمردهم على القوانين الإنسانية والدولية، وسيعلمون أن العبث بأرواح المواطنين الفلسطينيين الأبرياء سيجلب لهم لعنة السماء وأهل الأرض.

 

المصدر: الحياة الجديدة