خلال السنوات الماضية كُتبت العديد من المقالات عن القائد الرمز ياسر عرفات، ورغم كل ما كتب عن الأخ أبو عمار رحمه الله فما زالت هناك العديد من المقالات التي تنشر عن القائد التاريخي للشعب الفسطيني بشكل دائم وكما هو كل فلسطيني وفي كل عام أشعر شخصيًا بالرغبة العارمة  في الكتابة عن الأخ أبو عمار.

هذه الرغبة بالكتابة عن الأخ أبو عمار في ذكرى رحيله تشابه شعوري الدائم بضرورة زيارة ضريحه في رام الله بكل زيارة للوطن، فأنا أعتقد بأن الكتابة عن الشهيد الراحل ياسر عرفات هي تطهر ثوري وأعتقد كذلك بأن زيارة ضريحه هي قسم وتجديد للعهد وكما أشير إلى أن زيارة متحف الشهيد ياسر عرفات هي الوقوف الذاتي أمام الحقيقة التي لا تغيب عن عظمة هذا القائد وصحبه.

اليوم سأكتب عن "ياسرنا"، ياسر عرفات كما نراه وكما هو فينا وحتمًا لن أوفي هذا القائد حقه فهو الزعيم والقائد وهو الرئيس الشهيد وهو بلا تردد من رسخ الهوية العربية الفلسطينية لهذا الشعب العظيم في كل المحافل.

"ياسرنا"، حيث إن الكتابة عن ياسر عرفات "وطنية"، وحيث إن تعزيز وحفظ سيرة هذا القائد فينا هي "قضية وطنية" و"هدف وطني" يساعدنا في تعزيز هويتنا الوطنية وترسيخها في صفوف أبناء هذا الشعب جيلاً بعد جيل  فكما عزز ياسر عرفات من حضور فلسطين وجعلها ترتبط به فإن الكتابة عن ياسر عرفات هي كتابة عن فلسطين وتعزيز لحضورها الوطني والعربي والإنساني.

"ياسرنا"، حيث إن الكتابة عن ياسر عرفات "واجب وطني" ونضال، وحيث إن تعزيز مكانة وسيرة وحضور هذا القائد فينا هي تعزيز وترسيخ لحقوق الشعب الفلسطيني الساعي للحرية والتحرر والسلام، وحيث إن سيرة ومسيرة ياسر عرفات بكل ما فيها هي فلسطين، فلا يمكن الحديث عما مرت به قضية فلسطين دون التطرق أساسًا إلى ياسر عرفات.

بالمحصلة، لا يمكن تناول فلسطين دون ياسر عرفات "أبو عمار" سواء أحببته أم لم تحبه، وسواء كنت مؤيدًا له أم معارضًا، فلا يمكن الحديث عن فلسطين دون ياسر عرفات، ولا يمكن الحديث عن ياسر عرفات دون فلسطين، فياسر عرفات هو الذي جاب العالم مدافعا عن قضيتنا العادلة؛ فجعل قضيتنا حاضرة في كل المواقع، وكل المحافل وفي كل المناسبات.

بالنهاية، لا يمكن أن نتوقف عن كتابة ياسر عرفات، ولا يمكن كذلك أن نكتب ياسر عرفات، فهو قصتنا التي لم تنته بعد، ياسر عرفات هو هويتنا التي ما زالت مستهدفة بالتقسيم والإلغاء والانقلاب، ياسر عرفات هو حضورنا الطاغي وهو مؤسس ثورتنا وواضع أسس دولتنا القادمة لا محالة مهما بلغت التحديات  فلا نهاية للكتابة عن ياسر عرفات لأنه "ياسرنا" وبكل اختصار مع تأكيدي على أن ياسر عرفات لا يمكن اختصاره فكيف تختصر ياسر عرفات وأنت تجده في القدس والمخيمات حكاية، وتجده في كل المدن والريف قصة، والغريب في ياسر عرفات بأنك لا تحتاج للبحث عنه فهو فقد يأتيك من مكان ما في لبنان أو من حدث في سوريا وقد يفاجئك  بوجوده في ذكريات  او مذكرات في الأردن أوقد تجده كجزء من مكان  في مصر، بحق وبلا مبالغة هو قائد لا يمكن اختصاره ولا يمكن التوقف عن كتابته فهو كل التفاصيل والأسطورة التي ستبقى حاضرة فينا فكما يبدو ياسر عرفات هو طائر الفينيق الأسطوري الذي عاش معنا بهيئة أب وقائد وسننتظر عودته وانبعاثه من جديد.

ياسر عرفات لا يتوقف عن الحضور فهو الحاضر في غضبنا  وحزننا وفرحنا كذلك وبكل صدق في كل عام يتأكد لي بأننا لن نتوقف عن كتابة ورواية ياسر عرفات لأنه "ياسرنا" "ياسر عرفات فلسطين" وهذا هو السر فلقد عاش معنا ومن أجلنا ولنا واستشهد معنا ومن أجل فلسطين، بكل فخر أقول: كما هو شعبنا وكما هي قدسنا  وكما هو قرارنا، "ياسرنا" عصيٌ على الغياب.

المصدر: الحياة الجديدة