تقرير: بسام أبو الرب

منذ اللحظات الأولى لعملية انتزاع ستة أسرى حريتهم من سجن "جلبوع" فجر الخامس من أيلول/ سبتمبر الجاري، وإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تمارس سياسة وحشية بحق الأسرى، الذين تحتجز حريتهم في عدد من السجون، من قمع وتنكيل وعزل انفرادي.

وبعد إعادة اعتقال أربعة من الأسرى الستة، وممارسة أبشع طرق التعذيب والتحقيق معهم، وتضليل الرأي العام حول مصيرهم ومنع إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي للمحامين والمؤسسات الحقوقية الدولية من زيارتهم؛ قررت الحركة الأسيرة الدفاع عن حقها وكرامتها في الحياة والحرية، من خلال الشروع بإضراب مفتوح عن الطعام على شكل دفعات بدءا من يوم الجمعة المقبل تحت شعار "معركة الدفاع عن الحق"، حسب بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين.

وتعتبر خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام من أخطر وأقسى الخطوات التي يلجأ إليها الأسرى؛ للمخاطر التي قد تفضي إلى مشاكل جسدية ونفسية عليهم، وقد تؤدي إلى استشهاد بعضهم، كما حدث مع الشهيدين راسم حلاوة وعلي الجعفري واللذين استشهدا بتاريخ 24/7/1980 خلال إضراب سجن "نفحة"، والشهيد محمود فريتخ الذي استشهد على أثر إضراب سجن جنيد عام 1984، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد بتاريخ 14/10/1992 في إضراب سجن عسقلان.

رئيس نادي الأسير قدورة فارس قال، "إن الحالة النضالية التي تعيشها الحركة الأسيرة وتحفزها للدفاع عن حقوقها؛ من شأنها إثارة الرأي العام الدولي والعالمي ضد حكومة الاحتلال التي تحاول ارتكاب جرائمها في الظلام والتغطية عليها، أيضا يضعها تحت الرقابة السياسة والإعلامية".

وأضاف: "أن ما يحدث اليوم وما تتعرض له الحركة الأسيرة يذكرنا بأحداث عامي 1986-1987، عندما حاول مدير سجون الاحتلال والذي كان مستجدا في منصبه آنذاك، التنكيل بالأسرى وفرض عقوبات عليهم، وفي عهده تمكن 9 أسرى من انتزاع حريتهم، ستة من سجن غزة وثلاثة من سجن "نفحة"، وعلى أثرها أقيل من منصبه".

وتابع  فارس: "خيار الإضراب عن الطعام للأسير هو خيار المضطر وفلسفة الإضراب تعرض النفس للخطر وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى استشهاد بعضهم، كما حدث سابقا في الإضرابات التي خاضها الأسرى".

وبين أن موضوع الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن "جلبوع"، سيعيد الثقة للجميع ويعيد زمام المبادرة ورفع المعنويات للأسرى؛ رغم ما يترتب على ذلك من حالة قلق لدى الجميع، من طبيعة ردود الأفعال من قبل الاحتلال.

وأكد فارس أن الحركة الأسيرة بعد مرحلة الاستفزاز والقمع التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال، في حالة ثورة ودفاع عن إنجازاتها التي حققتها بعد نضال مرير، والتي كان أهمها بناء الهياكل الاعتقالية والتنظيمية، موضحا أن الاحتلال يعمل على بناء أقسام جديدة في السجون كما يحصل في سجن "عوفر"، على درجة عالية من الاحتياطات الأمنية، إضافة إلى التفكير في إغلاق بعض الأقسام في بعض السجون التي تضم أسرى أمنيين.

يشار إلى أن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أعلنت أن الدفعة الأولى من الإضراب ستضم 1380 أسيرا من عدة سجون، ضمن خطة تدريجية للتصعيد خلال الفترة المقبلة، إضافة الى قرار حل كافة الهيئات التنظيمية لكافة الفصائل في مختلف السجون، ودخول دفعات جديدة من الأسرى في هذه المعركة الثلاثاء المقبل، وسيدخل 100 أسير من قيادات التنظيمات بالإضراب عن الماء الجمعة اللاحقة لبدء الإضراب، من بينهم عضوا اللجنة المركزية لحركة "فتح" كريم يونس ومروان البرغوثي.

وكشفت الهيئة، أن الحركة الأسيرة ستطالب من خلال هذه المعركة بالتالي: وقف سياسة القمع والتنكيل والتنقلات التعسفية، وإنهاء العقوبات المفروضة على مئات الأسرى وإخراج المعزولين منهم للأقسام العادية، وعودة الظروف الاعتقالية إلى ما كانت عليه قبل 5 أيلول الجاري، ووضع حد لسياسة الاعتقال الإداري التعسفية ووقف سياسة التجديد للمعتقلين الإداريين، وعودة الزيارات العائلية عبر الشبك، وتنفيذ زيارات أهالي أسرى غزة، وتركيب هاتف عمومي ثابت ودائم في السجون، وإعادة مواد "الكانتينا" كما كانت قبل "قانون شاليط" وإدخال المواد التموينية والخضار واللحوم والفواكه، وإعادة إدخال الملابس عبر زيارات الأهل.