قال ممثل كندا لدى الأمم المتحدة، لا توجد أي قضية منذ العام 1945 قد حظيت باهتمام الجمعية العامة مثل قضية فلسطين، مشيرا إلى أن بلاده لعبت دورا بارزا في الأيام الأولى للصراع ودعمت مبدأ حل الدولتين لشعبين.

وأعرب في كلمته أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، عن القلق جراء استمرار العنف في غزة والضفة الغربية، الذي أدى على مدار الأيام القليلة الماضية إلى فقدان أرواح الكثيير من المدنيين لاسيما النساء والأطفال.

وأشار إلى أن الأنباء التي ترد حول إمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هي أنباء سارة، ولكنها مجرد البداية.

وحث على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس من كافة الأطراف، ودعم عمل الأمم المتحدة والأطراف الأخرى بغية التفاوض حول وقف لإطلاق النار يدوم لأطول فترة ويحقق استعادة الهدوء.

وذكّر ممثل كندا بأن الآلاف قضوا في فلسطين منذ العام 1945، وهؤلاء أشخاص وليسوا أرقاما وإحصائيات بل كان لهم أسر وآمال وطموحات، وهذه الخسارة يجب أن تكون حافزا لوقف التصعيد بشكل فوري وحماية المدنيين وتسوية الأسباب الجذرية للصراع والسلام والاعتراف والاحترام المتبادلين.

وأضاف: "نحن نقف بشكل قوي وداعم مع الشعوب إعلاء لحقهم المتمثل في العيش بسلام وأمن وكرامة ودون خوف، مع احترام حقوق الإنسان، ونقدر دور مصر والأردن والولايات المتحدة والأمم المتحدة في التفاوض على وقف إطلاق النار والحفاظ على حرية المعتقد والدين في المواقع المقدسة في مدينة القدس".

وأعرب عن قلق بلاده إزاء تطور الأزمة الإنسانية في قطاع غزة خلال الأيام الماضية، حيث أن أكثر من 70 ألفاً نزحوا داخل بلدهم والكثير لجأوا إلى مدارس الأونروا والتي هي في أوضاع كارثية، فيما يواجه المدنيون نقصا في الأدوية والغذاء والوقود وكذلك المنتجات الأساسية والضرورية، وحث كل الأطراف على مواصلة تيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل آمن لتصل إلى الأكثر حاجة.

وأكد أنه من غير المقبول رؤية العاملين في الحقل الطبي والمرافق الطبية والعاملين في الحقل الإنساني مستهدفون في قطاع غزة، ويجب ضمان هؤلاء ويجب أن يحترم القانون الدولي الإنساني من قبل كل الأطراف، مشددا على أهمية حماية حرية الصحافيين، الذين يشكلون حجر الزاوية في أي مجتمع، ويجب أن يقوموا بعملهم دون خوف، لاسيما أنهم يخاطرون بحياتهم ليقوموا بعملهم.

وأعرب ممثل كندا عن قلق بلاده العميق إزاء استمرار توسيع المستوطنات وعمليات الهدم والطرد، بما يشمل  حي الشخ جراح وبلدة سلوان، مؤكداً أن هذه الأفعال تؤثر على أسر وعلى مصدر ددخل الأفراد وهي لا تخدم مصلحة السلام وهي انتهاك لأحكام القانون الدولي، ونحن ثابتون على موقفنا التاريخي منذ 1967 في القرار 224 حيث لا نعترف بالسيطرة الإسرائيلية على أي اراضي احتلت بعد 1967.

وشدد على أهمية العمل للتوصل إلى اتفاق متفاوض عليه، يسوي القضايا العالقة، وقال" أؤكد أن كندا ملتزمة بهدف الحل العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط، بما يكفل قيام دولة فلسطينية تعيش بسلام وأمن إلى جانب إسرائيل، وسنعمل على دعم الجهود الرامية إلى حل الدولتين، ونحن ملتزمون بشكل راسخ بالنهوض بالديمقراطية والمساواة والشمولية والقانون الدولي".