تعاملت الشعوب بطرق مختلفة مع كمامة فيروس الكورونا "Covid 19".. الشعوب في شرق آسيا، مثل الشعب الصيني والياباني وكوريا الجنوبية التزموا التزامًا تامًا، وفي أوروبا كان هناك التزام شبه تام. ومن دون شك يعكس التقيد باجراءات وتعليمات السلامة والوقاية مدى تحضر الشعوب وقدرتها على الانضباط.

طريقة ارتداء الكمامة في معظم الدول العربية، وعندنا هنا في فلسطين هي أقرب الى النكتة، فمعظم من في الشارع أو السيارة يضعون الكمامة على ذقونهم،  والبعض عندما تسأله لماذا لا ترتدي الكمامة؟ يجيب أنا معي كمامة إنها في جيبي، وقلة قليلة ترد، والله يا اخي بتخنقني خلي هل الكورونا تصيبني. والاغرب أن معظم السياسيين يتصرفون بنفس الطريقة ويلبسون الكمامة على ذقونهم، بدل أن يكونوا قدوة في طريقة لبسها الصحيحة، ومن المؤكد أن أحدًا منهم لا يريد أن يكون كالرئيس الأميركي ترامب الذي يرفض حتى الآن لبس الكمامة وانظروا ما حل في بلده.

عدم لبس الكمامة بطريقة صحيحة لا يؤدي الى انتشار الفيروس بشكل سريع وضاغط، وإنما هو هدر للمال، فهي ظاهرة تشبه الى حد بعيد التدخين، فهو ليس مضرًا للصحة فقط وإنما هو يمثل هدرًا كبيرًا للمال، الذي يمكن أن يصرف في مجالات مفيدة في حياة الفرد والأسرة والمجتمع. استخدام الكمامة بطريق سيئة ومضحكة، هو مؤشر غير إيجابي، خصوصًا أننا شعب يقاوم الاحتلال من أجل حريته واستقلاله، ولدينا اقتصاد متهالك ومشاكل لا حصر لها ونقوم بهدر مئات آلاف الدولارات على كمامة لا نستخدمها بالطريقة الصحيحة.

أن الأخطر في الظاهرة، هو ان كل شخص منا يعلم علم اليقين اهميتها لسلامته وسلامة اسرته واحبابه، ويعلم ان الوباء متفش وينهك قطاعنا الصحي وينهك البلد. في كل مرة اخرج فيها من المنزل لقضاء عمل، أشعر بمرارة، خاصة عندما ادخل الى مؤسسة خاصة أو عامة أو سوبر ماركت وحتى صيدلية احيانا وارى معظم الناس يضعون الكمامة على ذقونهم... ما العمل؟ كيف يمكن ان نقنع المواطن والمسؤول بالطريقة الصحيحة لاستخدام الكمامة ومتى يجب أن نرتديها وكيف؟

في تلفزيون فلسطين ليل نهار يكررون إعلانات السلامة والوقاية من الكورونا ومن ضمنها الحث على لبس الكمامة والطريقة الصحيحة لاستخدامها.. ما العمل؟ هل الحل هو بفرض الغرامات؟ هذا بالفعل قد يمثل حلا لأن فيه مصلحة للانسان وسلامته ومصلحة للأوطان، لا بد من اللجوء أحيانًا الى سياسة العقاب، دول متحضرة كثيرة استخدمت الغرامات من أجل أن تلزم الناس بارتداء الكمامة ونجحوا في ذلك.

علينا أن نكون صارمين نحن أيضًا.