البشرية تنتفض ضد العنصرية، وانتفاضتها تتعاظم كل يوم وتمتد لدول جديدة. إسرائيل تراقب عن كثب هذا التطور العظيم، لأنه لو استمر سيصيبها بالمقتل، ويضعها في قلب دائرة الاستهداف.

سجل إسرائيل طويل ومليء بالانتهاكات العنصرية وللقانون الدولي، ولكن ليس هذا السجل ما يقلق تل ابيب، أن ما يقلقها أن تصبح الفكرة التي نشأت على أساسها على أجندة الانتفاضة، خاصة أن الأمم المتحدة شطبت قرارًا سابقًا لها يعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية. إسرائيل تعلم أنها قامت ونشأت انطلاقًا من فكر عنصري ينفي الآخر ولا يعترف بوجوده كشعب.
الصهيونية ليست شكلاً من أشكال العنصرية، هي النموذج الاكثر دلالة على العقل الاستعماري المغرق بالعنصرية. إسرائيل هي نتاج تلك المرحلة التي كانت العنصرية فيها مبررًا لاستعمار الشعوب واضطهادها واستغلالها واستغلال ثروات بلادها بأبشع الصور، لذلك ليس من الغريب أن تكون إسرائيل هي آخر دولة احتلال، تحتل أرضًا وشعبًا آخر.
المشكلة، التي يجب أن يتوقف عندها المنتفضون، هي أن هذه الدولة تمعن بالعنصرية ولا ترى في هذا المسلك أنه غير اخلاقي. فهي والى جانب الاحتلال والاستيطان وسياسة التوسع والتهويد تقرّ وبكل غطرسة قانون يهودية الدولة الاكثر عنصرية في العالم، وتعلن ومن دون أي وخز ضمير إنها ستضم مناطق في الضفة من أرض شعب آخر، وللتذكير فإن قانون يهودية الدولة هو قانون ينفي الاخر ولا يعترف بالفلسطيني صاحب الأرض الأصلي بانه مواطن في الدولة، فهذه المواطنة هي حصرًا وحسب هذا القانون العنصري لليهود فقط.
إسرائيل العنصرية، دولة الاحتلال تراقب الانتفاضة العالمية ضد العنصرية وتحاول الإيحاء إنها غير معنية، إنها تتصرف كالنعامة تدفن رأسها في وحل العنصرية وتعتقد أن الانتفاضة والعالم لا يراها. القارة الأفريقية التي كانت ولا تزال الاكثر عرضة للعنصرية سترفع طلبًا جماعيًا لمجلس حقوق الانسان لمناقشة هذا الوباء الكريه، ونحن في فلسطين سندعم بقوة هذا الطلب وأن يكون العنصريون كل العنصريين في قفص الاتهام وفي مقدمتهم إسرائيل.
هناك فرصة ثمينة اليوم لتصحيح مسار الظلم، وكما كان شعار ماركس يا عمال العالم اتحدوا، فان شعار المرحلة يا مظلومي العالم اتحدوا في وجه العنصرية.