لو أن حماس تمكنت من إنجاز صفقة تحدد هي فيها الأسماء, لأعداد الأسرى الذين سوف يرون النور, لكانت حققت إنجازاً وطنياً يعتد به, ويزيد في رصيدها لدى الشارع الفلسطيني والعربي, أما أن تحدد إسرائيل كما يقول د. محمود الزهار أسماء (550) سيتم الإفراج عنهم بعد شهرين فهذا يعكس النتيجة ولا يمكن أن يخدم الهدف الوطني ولا الحزبي في أحسن الأحوال.

ولو أنها تمكنت من إنجاز صفقة تتضمن قيادات العمل الوطني لكانت حققت ما يؤهلها للتفاخر, وصنعت ما يجعل فتح والجبهة الشعبية تدينان لها بإطلاق سراح مروان والرفيق سعدات, ولكنها بإنجاز صفقة لم تتضمنهما في الأصل إنما أثارت تساؤلات عن جدوى هذا التنازل الذي قدمته, خاصة وأنها كانت تعلن من قبل أن الصفقة لن تتم دون إخراج هذين الأسمين, إضافة لأسماء مناضلة لمعت في حماس, عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد وسواه.

ولو أنها تمكنت من إبقاء من سيتم إبعادهم لكان ما تحقق أهم, خاصة وأن مئتين وخمسون سيبقون وما يزيد عن مائتين سيبعدون والآخرون (550) ستختارهم إدارة السجون بمفردها كما ذكر الزهار أعلاه.

ولو أنها اشترطت على الإسرائيليين الإستجابة لمطالب الأسرى المضربين, لكانت ساعدت بل حسمت معركة الأمعاء الخاوية, ودفعت بها إلى النصر على السجان السادي والجلاد.

لو أنها تمكنت من فعل كل ذلك, لكانت أنجزت فعلاً وشاركتها احتفالاتها كل القوى والفصائل والجماهير, ولحققت كسباً دعائياً ليس له حدود, لكن صفقة بهذا الشكل والمضون جعلت مشاعر من علّق آماله على تنفيذها طوال السنوات تذهب ببساطة أدراج الرياح, وجعلت الكثيرون يتساءلون عن السرعة التي دفعت حماس إلى تقديم تنازلات لم يتوقعها الطرف الإسرائيلي بغية إخراج صفقة مهما تكون!!

لو تمسكت بما وعدت به, لكانت حصدت كسباً معنوياً أضعاف أضعاف ما تظن أنها حصلت عليه اليوم, لم تكن حماس مضطرة إلى تقديم هذه التنازلات والأسرى المضربون يتهدد حياتهم الخطر الأكيد.

لو أنها لم تتسرع لتحقق كسباً عارضا,ً لكانت حققت كسباً استراتيجياً كبيراً بالتأكيد.