في حركة كان بها نفوذ الفعل والقول الجازم ،استولت عناصر حماس على مقر نقابة الصحفيين وطردت من فيها، وجاءت خطوتهم تلك بحسب رأيي متأخرة جداً، فقد كنت اتوقعها منذ زمن ، خصوصا بعد عدة غزوات للصحفيين 'الأشرار'عفوا ..الاحرار 'يسمون انفسهم هكذا' ولكن الذي فاجأني هو الانكشاف الحاد الذي تعامل به محتلو النقابة، مع الاداريين والصحفيين الموجودين في المكان،وأمام الرأي العام، فالتعامل كان أمنيا بامتياز، تفتيش وتدقيق وأسئلة حتى انهم حاولوا الاستيلاء على لابتوب احد الصحفيين المتواجدين هناك بالاضافة الى مصادرة محتويات المقر واجهزته وملفات الصحفيين.

صحفيو حماس'أصحاب الكلمة والصورة' انكشفوا هم والذين من خلفهم، خبطوا رأسهم بالحائط دون رجعة، فماذا يعني أن يطرد صحفي، صحفي من بيته بلا خجل، وصحفي يستولي على أوراق وتقارير طبية خاصة بالمدير الاداري للنقابة ويهرب بها مصطحباً معه ختم النقابة.وصحفي آخر يرد على الهاتف حين يرن ويرد على الطرف المتصل 'احنا النقابة الجديدة'.

ان ما حدث في نقابة الصحفيين عار كبير لن تستره الأقلام ولا الصحف، واحتلال النقابة من قبل أمن وصحفيي حماس، بلطجة على عينك ياتاجر والانقسام يتجدد كل يوم في هذه البلاد وهناك من يقول ' سنديره، وأغلب الظن، لسنوات طويلة اخرى، ولا يهم عددها'.

توقيت الغزوة مشبوه في الوقت الذي اعلنت فيه نقابة الصحفيين على لسان نقيبها ناصر النجار أن هناك تفاهمات وآليات لعقد المؤتمر العام للنقابة وحسم اية خلافات بلغة حوار ديمقراطية كلغة وحيدة مقبولة وصولا للانتخابات.

تصريح طريف ومدهش حد البكاء لياسر ابوهين رئيس كتلة الصحفي التابعه لحماس قال بعد أن طردوا الصحفيين من النقابة أنه 'شكَّل صحفيون فلسطينيون في قطاع غزة لجنة لتسيير شئون نقابة الصحفيين في ختام اجتماع حضره عشرات الصحفيين ظهر الثلاثاء داخل مقر النقابة بمدينة غزة.

وابوهين ورفاقه يعرفون ان الجميع يعرف أن ما حدث لا علاقة له بحقوق الصحفيين وامتيازات حرمت منها اطراف يتحدثون عنها، في حين أن هناك 22 مؤسسة صحفية مغلقة في القطاع،وانما الأمر سياسي بحت ينص على اتمام احكام السيطرة على باقي مؤسسات منظمة التحرير الموجودة في قطاع غزة. 

وأذكر أنه بتاريخ 19/3/2011 تعهد وزير داخلية حماس فتحي حماد، بمحاسبة المسؤولين من الاجهزة الامنية الذين قاموا بالاعتداء على الصحفيين خلال الاحداث التي شهدها القطاع يوم 15 آذار ورفض باسم وزارته وبشدة اي اعتداء على الصحفيين وتعهد بعدم اقتحام مكاتبهم او اعتقالهم .والآن ماذا يسمي السيد وزير الداخلية ما حدث في مقر نقابة الصحفيين؟

سؤال مهم يطرح نفسه الآن بكل قوة وبمناسبة استخدام القوة في السيطرة على مقر النقابة بدلا من الحوار العقلي والفكري وأيضاً بالتزامن مع نجاح المقاومة الفلسطينية في اتمام صفقة شاليط'على خير ان شاء لله' هل حماس بالفعل تريد المصالحة ؟وهل سيكون الاقصاء هو عنوان حماس الى الابد ..أم أنها ستقتنع في يوم من الايام بأنها جزء وليست كل الشعب الفلسطييني..وبأن للآخرين ايضا في كل شيء نصيب؟بالمناسبة أيضاً متى سيتم احتلال مركز التخطيط واتحاد الكتاب التابعَيْن لمنظمة التحرير الفلسطينية في غزة؟