تجمع عشرات من الفلسطينيين السلفادوريين في ساحة الشهيد ياسر عرفات في العاصمة سان سلفادور لاستقبال الرئيس ابو مازن وكان بينهم مسنون ولدوا في الاغتراب وشبان لا يعرفون العربية ولكنهم يفخرون بجذورهم, فالجالية كبيرة ومؤثرة سياسيا واقتصاديا لكن كبار رجال الاعمال لا يعبرون عن آرائهم ويميل بعضهم الى الاحزاب المحافظة حماية لمصالحهم وكان عمدة سان سلفادور السابق وراء اطلاق اسم عرفات على الساحة وكذلك على ساحة اخرى اكبر اسمها فلسطين والعمدة السابق الراحل من اصل تلحمي وقد استاء اليهود من ذلك وارسلوا في البداية بعض الزعران لتلطيخ التمثال النصفي لعرفات لكن الساحة بقيت باسمها اما في حالة ساحة فلسطين فقد رسم الفلسطينيون خارطة فلسطين فاحتج الاسرائيليون فقيل لهم هاتوا خارطة تبين حدود اسرائيل لان اسرائيل لا تريد الاعتراف بأي حدود لها. عموما هناك افراد نشطاء في الجاليات الفلسطينية الاصل وهناك خاملون وجبناء يخشون على مصالحهم الاقتصادية المرتبطة باليمين وبأميركا لذلك يغيب كبار الرأسماليين عن المناسبات ولكن ذلك لم يمنع رجل اعمال مسناً معتل الصحة من بيت لحم من دار سمعان ان يأتي الى الساحة حاملا اكليل ورد وهو المعروف بانه ملك المتاجر الكبرى في اميركا الوسطى مختلفا عن وزير خارجية هندوراس وهو من اصل فلسطيني وكان يعارض الاعتراف بفلسطين لكن الرئيس الهندوراسي اعترف واقال وزيره المرتبط اميركيا واسرائيليا.

فالواقع ان تفعيل الجاليات الفلسطينية في الخارج كان مهملا دوما وعولج بطريقة ارتجالية ولم توضع استراتيجية حتى الآن ولعبت الفصائل دورا مدمرا ادى الى النفور والابتعاد عن العمل لصالح القضية والجاليات نفسها. الا ان الاوضاع تحسنت وصار هناك لجان للجاليات تعنى بالاوضاع الداخلية والقضية المركزية وزاد الاهتمام اكثر في الآونة الاخيرة حتى ان الكثيرين يطيرون من بلد الى آخر لحضور اجتماع أو مقابلة الرئيس, ولعل ذلك يعود الى ان الجيل الثالث من المهاجرين اندمج في الحياة العامة وانخرط في العمل الحزبي والسياسي ولم يعد يخشى الافصاح عن جذوره كما يقول سمعان خوري رئيس الجالية في السلفادور الذي يصدر مجلة فصلية باسم الجذور عن الفلسطينيين. وقد اشار الرئيس ابو مازن اثناء اجتماعه بالرئيس السلفادوري موريسيو فونيس الى انتشار الجاليات الفلسطينية في اميركا اللاتينية وقال انه شخصيا وجد اقارب له اثناء زيارته للارجنتين من عائلة فانوس رغم انه لا علاقة بين فونيس وفانوس.

وكان الرئيس زار العام الماضي عدة دول لاتينية وخرج بنتيجة ان هذه الدول ارض خصبة للعمل السياسي الفلسطيني وكذلك الاقتصادي ولهذا حصد اعترافا شبه شامل من دولها وقام بجولته هذه بحثا عن الدعم راكبا بحر الظلمات هربا من بحر العرب المستكين لأميركا كما يقول زميلنا ناصر اللحام. فالقارة الجنوبية اكثر ترحيبا من الشمالية. ورغم اننا لا نتوقع انقلابا في الموقف الكولومبي في مجلس الامن الا ان الرئيس مصمم على المحاولة ولهذا جاء الى بوغوتا المدينة الشاهقة الارتفاع المعتدلة المناخ والتي ينقص هواؤها الاوكسجين لعله يتزود بدعمها في مجلس الأمن رغم زواجها الكاثوليكي مع اميركا واسرائيل.