بعد 15 ساعة من الطيران المتقطع خلال أقل من 36 ساعة وصل الرئيس محمود عباس الى جمهورية الدومينيكان، حيث ألقى خطابا أمام مجلسي الشيوخ والنواب في هذه الجزيرة وسط بحر الكاريبي والتي تعرض غربها الى زلزال مدمر في هاييتي التي تتقاسم الجزيرة مع الدومينيكان التي نجت من الزلزال. وقبل هبوط الطائرة في العاصمة سانتو دومينيكو ألقى الرئيس نظرة أخيرة على خطابه خاصة وأنه سيشكر الدومينيكان على اعترافها بدولة فلسطين قبل عامين.

وما أثار قلق بعض أعضاء الوفد الفلسطيني زيارة مفاجئة قامت بها الوزيرة الأميركية هيلاري كلينتون للدومينيكان قبل وصول الرئيس بيوم واحد، وانتقدت توصية اليونسكو بانضمام فلسطين الى المنظمة الدولية بحجة أن هذه الخطوة سابقة لأوانها ويجب الحصول على عضوية الجمعية العامة للأمم المتحدة أولاً.

وكان الرئيس أجاب على سؤال بهذا المعنى في ستراسبورغ بعد خطابه في مجلس أوروبا، وقال إن هذا الموقف الأميركي لا مبرر له إذا علمنا أن أعضاء كنيست من حزب كاديما رحبوا بتوصية اليونسكو.

وشعر الرئيس بالارتياح في ستراسبورغ عندما شاهد عشرات من الفلسطينيين قدموا من المانيا والنمسا وباريس لتحيته وهم يفخرون بالكوفية رافعي الرؤوس وما زاده ارتياحاً ان أسئلة النواب الأوروبيين كانت تسأله عن المطلوب منهم لدعم الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن وتوارى النواب الموالون لأميركا واسرائيل. فالملاحظ أن النخب السياسية الأوروبية والمزاج الشعبي باتا يميلان الى الجانب الفلسطيني بقوة رغم أن أحزاب اليمين هي التي تحكم أوروبا حالياً، لكن المؤسف ان حليفاً تقليدياً للشعب الفلسطيني أخذ في التقرب من اسرائيل نتيجة لعدائه لتركيا التي تقترب من العرب وهي اليونان مع أن حكومتها هي اليسارية الوحيدة في الاتحاد الأوروبي، لكن أوروبا حتى الآن لم تحسم أمرها لتباين وجهات النظر إذ ان هناك ست دول أوروبية أعضاء في مجلس الأمن.

ويطرق الوفد الفلسطيني باب كولومبيا الحليفة للولايات المتحدة والمرتبطة بعلاقات عسكرية مع اسرائيل، فيما أن تجار السلاح والمخدرات الاسرائيليين ينشطون فيها مع المتمردين والحكومة معا لبيع السلاح والتدريب، لكن مقعد كولومبيا يمثل القارة اللاتينية التي اعترفت دولها بفلسطين وهذا المدخل الأساس للحوار مع كولومبيا وهناك مساع اضافية ستبذل مع البرتغال والبوسنة والهرسك وصربيا وبعض الدول الافريقية حتى لو تطلب الأمر ركوب الأفيال واجتياز الأدغال.

فقد سبق للوزير المالكي أن اقتحم أدغال رواندا للقاء رئيسها الذي كان منهمكاً في يوم عمل تطوعي لبناء مدرسة ووجده ينقل الطوب فانضم اليه في نقل الطوب ومن ثم اجتمعا وحصل على تأييد رواندا لفلسطين، في الوقت الذي تكرس الدبلوماسية الأميركية نفسها لاحباط المسعى الفلسطيني ويقف بعض العرب متفرجين أو يعملون سرا مع أميركا لعرقلة العمل الفلسطيني, وتلك من الكبائر الخيانية التي سيذكرها الربيع العربي عاجلاً أم آجلاً. فما زلنا في رحلة البحث عن أصدقاء في غياب جهود الأشقاء.