العدوان الإجرامي الصهيوني على قافلة الحرية يرفع منسوب بشاعة إسرائيل إلى أقصاه. لكن ونحن نقول ذلك، لنتصوَّر أن نظاماً عربياً أو أميركياً لاتينياً أو آسيوياً قام بالفعل نفسه، ماذا كانت ردة الفعل الأميركية – الغربية؟.

مع ذلك لا يفاجئنا الفعل الإجرامي الصهيوني تجاه قافلة الحرية، فقد سبق ذلك حصار لقطاع غزة، عمره خمس سنوات. تخلله عدوان بربري، ذهب ضحيته أكثر من 1400 شهيد، ودمار كبير مازال قائماً حتى الآن، وبين الإثنين اعتداءات يومية لا تحصى.

لا يفاجئنا الفعل الذي تجاوز كل حدود فامتياز الإجرام بات شأناً حصرياً بالصهيونية، التي تصرُّ على حصريَّة حصول حرب الإبادة بحقها.

لا ندري المدى الذي ستذهب إليه حركة الشجب والإستنكار العالميين، لكننا على يقين بتهاوي صورة إسرائيل إلى مستوى الدولة المجرمة – المارقة، رغم حصانتها من الغرب، والولايات المتحدة خاصة.

على العرب، ومعهم كل الأصدقاء والمؤمنين بالحد الأدنى من العدالة في العالم أن يقفوا اليوم للإسهام بتظهير صورة الغاصب – المجرم – العنصري لكيان الإحتلال الإسرائيلي، وللإسهام بتظهير بشاعة هذا الوجه الذي تمادى في غطرسته وإجرامه.

إن كل من أسهم متضامناً مع شعبنا وقضيتنا، كل من أعطى شعب فلسطين من وقته وصوته وحضوره هو مؤمن بقضايا العدل والحرية في المنطقة والعالم. إن بين هؤلاء الشهداء والجرحى والأسرى، الذين نفاخر بهم ونضعهم في طليعة مناضلينا وشهدائنا وجرحانا، هؤلاء جزء من فاتورة العدالة والحرية في العالم.

إن هؤلاء المتضامنين، الذين يمنحون قضيتنا بعدها الانساني والعدلي هم بارقة أمل في زمن طغيان الخطاب الصهيوني والصمت العالمي المفجع. بوركت تلك الهامات الآتية من جهات الدنيا والطارخة بوجه الطغيان الصهوني. وعليه، سوف تحمل الصهيونية وكيانها المجرم عار سلوكها البشع، وانفلاتها القذر، وسيبنى على ذلك ارتفاع في مستوى كراهيتها وعزلتها لدى شعوب العالم.

إسرائيل اليوم في قمة إجرامها ووقاحتها، لكن قضيتنا اليوم ناهضة في الضمائر الحيَّة.

لتتوحد الجهود في سبيل إعلاء قيمة هذا الحدث الجلل، وبالتالي إعلاء صوت فلسطين، صوت الحرية والإستقلال.

الاعتداء الصهيوني الجديد، هو اعتداء على قيم الحرية والانسانية.