الإعتقال والإستدعاء ومنع السفر على الفتحويين، مناضلين وكادرات وقادة، عادة دأبت عليها حماس منذ انقلابها الدموي وحتى الآن .

للأمر سبب وحيد، وهو سياسي. هو رسالة لا تتردد حماس في إرسالها لكل المعنيين بالحوار، والحريصين على وحدة الكلمة والصف، بأنها غير معنية سوى بسلطتها الفئوية العرجاء واللاشرعية. هي تقول للجميع: إن مصالح الشعب الفلسطيني والمخاطر التي تهدد مصيره وقضيته، ليست على خارطة اهتمام الحركة، وأن تدوير الزوايا مع الأميركي والأوروبي، وحتى الإسرائيلي هي الأولوية التي تأمل حماس من خلالها العبور إلى شرعية تشتهيها وتدفع في سبيل الوصول إليها الثمن الذي يعجز عن دفعه الأخرون.

للأسف، خوفنا أن تكون كلمات أفيغدور ليبرمان قد رنَّت كثيراً في الأذن الحمساوية. خوفنا أن تكون دولة غزة المسخ آخر خيارات الحركة الدموية. ألا تمنحنا هذه الحركة الظلامية كل التوضيحات والقرائن التي تدلُّ على أن الحصار مصلحة حمساوية صافية، وأن المحاصر الحقيقي هو شعب غزة وقواه الوطنية الصادقة؟

ممارسات حماس لا تفاجئ الذين خبروا سياستها، فهي أسلوب المراسلة الوحيد. وهي خيار علاقتها الوحيد بالآخر، أياً كان هذا الآخر. 

منع أعضاء المجلس الثوري لفتح من السفر إلى رام الله هو ممارسة لسلطة لا شغل لها غير التحرش والتعدي على الناس. ماذا تتحمَّل سلطة السيد اسماعيل هنية من المسؤوليات الوطنية؟

هل تسيِّر أمور الشعب وتعنى بأمنه وراحته ورخائه وتبحث عن السبل التي تؤمن  مستقبله؟

غير السمسرة والبلطجة والإبتزاز والسلب والنهب والمتاجرة بحياة الناس في غزة، ماذا تفعل حركة حماس؟

منهجية حماس قامت على القتل وظلم العباد والمتاجرة بالعذابات الكثيرة...

تلك ثقافة الظلام المستمدة من العصور البائدة... وهي لن تتبدل أبداً.