بابُ الشمس، درب الخطى الحرة نحو العُلى... شغفُ الحائمين في رياض التعب.

فامتشقْهم يا زمان، لأنهم ضوءُ صباحاتِ الغضب... خذنا إليهم، بحنين  أقاصيك والضواحي، واغرسْنا بينهم كشجر الزيتون في الأغنيات... اغرسْنا كهضابِ القمح على صدرك الشهي.

في خاصرة الغاصبِ إزرعْ سنبلة بلدية، فجذورُ السنابلِ أبلغ  ألماً من جراح رصاصه، حين تسرحُ بالترابِ، تتسلل الطعنة في خلاياهُ كالنار المحاربة.

 خذنا إلى هناكَ يا دربُ، إلى باب الشمس، إلى قصور من قماش وأوتادٍ... إلى قبضاتٍ يانعةٍ كالمجد... فهناك تأتي النسمة على وتر القلب، تشهق كالأغنية في حنايا الوطن.

خذنا إلى أشواق سكنتْ جراح الأرض، إلى ظلال تبعثرتْ في صدوع المَرارات... قل لهم... للمحتلين: لن تمروا... فمذاقُ لحمنا مرٌّ، ولون الزهر في أرضنا مرُّ، إلى خيلٍ تطاردُ قوافلَ الريح خذنا... يعربدُ صهيلها العاصي على مفارق النسيان ... يهزُّ صداهُ أفئدة فقدتْ نبضها النبيل...

 اقتلعوا الخيمة، لكن الغدَ آتٍ، بكل مواعيد الهمم... بكل حماقات الهمم.

لأننا القندولُ والحبق... باقون. لأننا الزعتر والطيون باقون... والصخر والندى، والغارُ والليمون... يصرخ... باقون.

هنا  وهناك، في تفاصيل الخارطة، كلسع الأبدِ على جلود الغاصبين... باقون...كلما أشرقَ في القلب عشقٌ... شعَّ في المدى نجمُ ثائر، باقون دائماً ... كالضوء على ثغر طفل من فلسطين.