فتح ميديا - لبنان

وزير الدفاع الأميركي، صرَّح قبل انطلاقه في زيارة إلى إسرائيل أنها شديدة العزلة عن محيطها اليوم، وبعد التأكيد على التزام الإدارة الأمريكية استمرار دعمها وتفوقها شدد على حمل مهمة تخفيف حدَّة خلافات إسرائيل مع تركيا ومصر.

جريدة وول ستريت جورنال الأميركية، وبقلم جوزيف جوف، سحبت ترحيبها بالربيع العربي، لأن فقراء مصر هجموا على السفارة الإسرائيلية في القاهرة.

الرئيس الأميركي باراك اوباما اقترح على نائبه جو بايدن العفو عن الجاسوس الأميركي-اليهودي الذي سرب لإسرائيل كميات كبيرة من الوثائق بالغة السرية والخطورة.

نائب الرئيس بايدن عارض فكرة أوباما قائلاً: ليتعفن في السجن.

وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان طالب بتسريع انجاز وثيقة تتضمن حجج رفض إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطينية مضمونها عدم قدرة السلطة الفلسطينية تنظيم انتخابات عامة على أراضيها، ما يؤكد عدم نضج الفلسطينيين لقيام دولة مستقلة لهم. وبالمناسبة ذاتها تتحرك الحكومة الإسرائيلية بموازاة الحراك الفلسطيني، لإيفاد وفدين إلى كولومبيا والبوسنة دعماً للموقف الإسرائيلي الرافض الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.

في القدس قررت إسرائيل بناء ألف ومئة وحدة استيطانية فور تقديم طلب عضوية فلسطين إلى الأمم المتحدة. الولايات المتحدة وأوروبا نددتا بالقرار الإسرائيلي، بالطبع لمجرد الإعلان لا أكثر. فيما هآرتس تحدثت عن أزمة ثقة مع الحكومة الألمانية التي تجندت لإحباط المسعى الفلسطيني للحصول على اعتراف أممي بدولة مستقلة.

ببساطة أجابت الحكومة الإسرائيلية- وهي محقة: العلاقات مع الحكومة الألمانية والمستشارة ميركل جيدة ووثيقة، وأنه حين تكون هناك خلافات في الرأي تتم تسويتها بروح طيبة، رغم البيان الشديد اللهجة الذي أصدرته الحكومة الألمانية بعد إعلان القرار الإسرائيلي.

خلاصة ما سبق: اعتدنا، وعلى مدى وجود القضية الفلسطينية، على محاولة أوروبا- وليس ألمانية وحدها- غسل ضميرها الاستعماري- الإجرامي بطريقة أشد قبحاً ودناءة من فعل الإجرام والاستعمار، كونها تدعي التطهر- إنما بدم الشعب الفلسطيني ومصيره.

الولايات المتحدة- التي تعجز عن الإمساك بمسار الربيع العربي، تفضل إسرائيل المعتدية والمجرمة على أي وجه عربي آخر، وبالطبع هي بصدد عرقلة وإعاقة ذلك الربيع، لأنها تخشى حرية الإنسان العربي الحاسم في كراهيتها بسبب ارتباط سياستها في المنطقة بإسرائيل وسياستها العدوانية والتوسعية.

لم تثن سياسات الولايات المتحدة وأوروبا الفلسطينيين عن نضالهم ودأبهم في الحصول على دولتهم المستقلة، وسيبقى هؤلاء رافعين علم الحرية والاستقلال، ولا بد لربيع فلسطين أن يأتي مكللاً بكل ورود الكون وعطوره.

شاء من شاء وأبى من أبى.