كان متوقعا ان يعمد سكان مستوطنة الكونغرس الى وقف المساعدات الاميركية الى الشعب الفلسطيني وربما زيادتها لاسرائيل ومشاريع الاستيطان. فلم تكن هذه المستوطنة التي يحكمها متطرفو اللوبي الصهيوني الى جانب الحق في يوم من الايام. وكان المبعوثون الاميركيون والرئيس اوباما ووزيرته هيلاري كلينتون ودينس روس وديفيد هيل وجيمس حبطرش وجورج حلمنتش وتوم لابس قمبازه يهددوننا سرا وعلانية بوقف المساعدات اذا ما تجرأنا وطلبنا عضوية الامم المتحدة، اذ اننا في رأيهم يجب ان نبقى على هامش التاريخ والجغرافيا حتى يأذن لنا الاحتلال بذلك. فلو عرض قرار وقف المساعدات «اغلبها يذهب لخبراء ومستشارين اميركيين ومنظمات غير حكومية كاملة الدسم والارتباط بالسياسة الاميركية على الكنيست الاسرائيلي لما حصل على الاغلبية.. ولو عرض الامر على مسؤولين اسرائيليين وزراء واحزاباً لما حصل على ما يحصل عليه في دوائر البيت الابيض المتسود والمتهود. فالموقف الاميركي المتطرف حيالنا اكثر حدة من التطرف الاسرائيلي فبإمكاننا لمس ان عوفاديا يوسف المتطرف اقل تطرفا من زعماء الكنيسة الانجيلية الصهيونية.. وجماعة كوكلوكس كلان العنصرية الاميركية أكثر تطرفا من جماعة امناء الهيكل المزعوم ومجلس رؤساء المستوطنات اقل تطرفا من مجلس زعماء الجالية اليهودية في اميركا. فالتطرف الدولي انتاج اميركي بامتياز فابن لادن ربيب المؤسسة الاستخبارية الاميركية قبل ان ينقلب عليها ويحاربها والعولقي الذي اغتيل قبل يومين في اليمن كان ضيفا على جورج بوش في البيت الابيض قبل انقلابه على السياسة الاميركية. وكثير من القتلة المستوطنين قدموا من كاليفورنيا وبروكلين ومانهاتن.

فبينما تجتهد الادارة الاميركية في أكبر عملية خداع في التاريخ لرشوة الثورات العربية بالمليارات وتسمين قيادات مخصية لها نجدها تحارب الطفل الفلسطيني وتحاول صوملة الارض الفلسطينية.

إن وقف المساعدات لا يعني اننا عشنا عمرنا عليها وسنركع على عتبة مستوطنة الكونغرس طالبين المغفرة والصفح الجميل بل هو حافز اضافي لكي نواصل درب التحرير والاستقلال فليس قدرنا ان نبقى تحت بسطار الاحتلال وحذاء الكونغرس.. وان جعنا نأكل لحم جلادنا.. فالجوع كافر وسنكون من الكافرين بالسياسة الاميركية ومعنا كل احرار ومحبي السلام في العالم