-لن نساوم على هوية ومكانة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية مهما تصاعد استهداف إسرائيل لها
حمّل رئيس الوزراء رامي الحمد الله، باسم القيادة الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استمرار انتهاكات المستوطنين وتهديدهم لحياة شعبنا وعبثهم بمقدراته ومقدساته وأماكن عبادته، بسبب عدم ملاحقتها لمرتكبي مثل هذه الأعمال في السابق، مشددا على أن ذلك يظهر استهتار إسرائيل بكل القيم والأعراف والقوانين الإنسانية بل والدينية أيضا.
وقال رئيس الوزراء: "لقد حذرت القيادة وعلى رأسها الرئيس محمد عباس ونحذر من أن مواصلة إسرائيل استهدافها لمساجد فلسطين وكنائسها، وتوسعها الاستيطاني، ومحاولاتها في تهويد القدس وطمس معالمها، إنما يجر المنطقة برمتها إلى دوامة من العنف وإلى صراع ديني لا تحمد عقباه. لكن شعبنا الفلسطيني لن ترهبه أعمال العنف ولن يضل الطريق، وسيظل متمسكا بالمقاومة الشعبية السلمية وببناء وتطوير دولته، سبيلا لتجسيد حقوقه التاريخية في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة على أرض وطنه، وفي دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والقدس عاصمتها وغزة والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج) في قلبها".
جاء ذلك خلال تفقده، اليوم السبت، المسجد الذي أقدم المستوطنون على حرقه يوم أمس الجمعة في قرية عقربا بمحافظة نابلس، ورافقه محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس، وعدد من مدراء المؤسسة الأمنية في المحافظة، والشخصيات الاعتبارية.
وأضاف الحمد الله: "يشرفني أن أتواجد بين أبناء شعبنا الصامدين المرابطين في عقربا، التي يلتف حولها الاستيطان وتهددها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات مستوطنيه، ورغم ذلك كانت وستظل رمزا للصمود والثبات والبناء والتقدم".
وتابع: "نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس وباسم الحكومة، أحيي أهلنا في بلدة عقربا وخربها، وفي كل شبر من محافظة نابلس وكل محافظات الوطن التي ترزح تحت الاحتلال والاستيطان، وتظهر للعالم إرادة البقاء والحياة في وجه الظلم والقهر والطغيان".
وأردف الحمد الله: "نحن هنا اليوم لنصلي معا في مسجد سعادة أبو شاهر الذي أضرم به المستوطنون النار وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه، في انتهاك إسرائيلي جديد يضاف إلى سلسلة طويلة من انتهاكاتها ضد أبناء شعبنا ومقدساتهم. فقد أقدم المستوطنون، قبل أعوام، على حرق مسجد أبي بكر في عقربا، وحاولوا استهداف أحد منازلها بالحرق، وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسجدا في خربة الطويل، وتوالت وتصاعدت اعتداءات المستوطنين فيها".
واستطرد رئيس الوزراء: "سنكون مع أبناء شعبنا في كل مكان، وسننبي ونعمر ما يدمره الاحتلال ومستوطنوه، ولن نسمح بأن يكون أي شبر من أرضنا مهددا أو مهمشا أو مستباحا، وسنباشر فورا بإعادة بناء وترميم مسجد عقربا ليظل مفتوحا للعبادة، وشاهدا على الظلم كما على إرادة البقاء والبناء التي يتحلى بها شعبنا".
وشدد على "أن العالم بأسره مطالب اليوم، بلا تأخير، بلجم الانتهاكات الإسرائيلية السافرة هنا في عقربا وفي القدس وفي الأغوار، ووقف العدوان الإسرائيلي المنظم والمتواصل على أبناء شعبنا المدنيين العزل في غزة، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية".
ونوه رئيس الوزراء: "في وقت تحتضن فيه بلادنا وأمتنا الإسلامية ذكرى الإسراء والمعراج، فإننا نناشد الدول العربية والإسلامية الشقيقة والصديقة نجدة القدس وأهلها وحماية تاريخنا ومقدساتنا ومواجهة سياسة التهويد والحرب المعلنة على الوجود والتاريخ الفلسطيني".
وهنأ الحمد الله، باسم سيادة الرئيس محمود عباس، شعب فلسطين لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، آملا أن "نحتفل العام المقبل بهذه المناسبة وقد تحررت فلسطين من الاحتلال، في كنف دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
واستدرك: "لقد قال شعبنا وقيادته كلمتهم أنه لن نساوم على حقوقنا التاريخية ولا على هوية ومكانة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، مهما تعاظمت التحديات أو تصاعد استهداف إسرائيل لها، وستبقى إلى الأبد القدس عاصمتنا، وسنبقى مرابطين متجذرين في أرضنا".
وأوعز رئيس الوزراء لوزير الحكم المحلي الاطلاع على احتياجات قرية عقربا وتلبيتها وفق الإمكانيات المتاحة.
وردا على إغلاق الاحتلال لشارع اليامون في القرية، قال رئيس الوزراء: "إننا نحاول مع كافة الدول للضغط على إسرائيل للسماح باستكمال الشارع الذي تم رصد كافة الأموال اللازمة لإنجازه".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها