بيان صادر عن قيادة حركة "فتح" في لبنان
إنَّ ما تعرَّض له الموكب القيادي الفلسطيني صباح يوم 13/3/2018 من هجوم إجرامي مخطّط له بدأ بتفجير العبوات الناسفة، وتبع العبوات إطلاق الرصاص على الموكب الذي كان بقيادة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله، والأخ ماجد فرج مدير جهاز المخابرات العامّة الفلسطينية، وأدى إلى اصابة سبعة من أفراد الموكب، إضافةً إلى اضرار لحقت بسيارات الموكب. ورغم هذه الجريمة الخطيرة سياسيًّا وأمنيًّا واجتماعيًّا، إلاَّ أنَّ الموكب تابع مسيرته لتأدية الرسالة التي جاء من أجلها إلى قطاع غزة، وهي إنقاذ القطاع الحبيب من المحنة التي أصابته بسبب الانقلاب الذي ولَّد وأسس الانقسام، والذي ما زال قائماً منذ أحد عشر عامًا. رئيس الوزراء ذهب فورًا إلى المشروع الذي جاء من أجل افتتاحه، وهو مشروع تنقية المياه والذي تبلغُ تكلفته مئةً وخمسة ملايين دولار وهو مشروع حيوي لأهل القطاع. وكانت كلمة رئيس الوزراء هادئة وموضوعية وفي صميم العمل الوطني الذي يخدم شعبنا في قطاع غزة، ومن أجل تعزيز الوحدة الوطنية، وإنهاء جريمة الانقسام.
ونحن نتوقَّف أمام هذا العدوان المركّز والمُخطَّط له لنؤكد القضايا التالية:
أولاً: إنَّنا ندين الجريمة التي حصلت على أرض قطاع غزة ونطالب قيادة حركة "حماس" بالكشف عن الجهة التي خططت ونفَّذت جريمة الاغتيال كون حركة "حماس" ما زالت هي صاحبة القرار الأمني في القطاع.
ثانيًا: عندما نُطالب قيادة حركة "حماس" بالكشف عن الجهة كونها هي الجهة المعنية أمنيًّا بالتحضير للزيارة، وإجراء الاستطلاع الامني قبل وصول الوفد، وعند وصوله، وبعد حدوث الجريمة. وما نطلبه كحركة "فتح" من قيادة حركة "حماس" الهدف منه كشف الجهة الحقيقية التي نفَّذت الجريمة، وهذا الكشف يصبُّ في خدمة قيادة حركة "حماس"، وفي خدمة المصالحة وإنهاء الانقسام.
ثالثًا: نحن ندرك تمامًا أن هناك جهات عديدة متضرّرة من إنهاء الانقسام لأنَّها تعتاش على الانقسام سياسيًّا، وأمنيًّا، وميدانيًّا. ولذلك إذا أردنا الاستمرار في جهودنا لإنهاء الانقسام علينا أن نعطي الاولوية اليوم لمعرفة من هو الطرف المصر على عرقلة الوحدة الوطنية.
رابعًا: إنَّ هذه الجريمة التي جاءت متساوقةً مع المخاطر السياسية والميدانية التي نتجت عن صفقة ترامب التدميرية تؤكّد أنَّ المخاطر على المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى الوحدة الوطنية أصبحت تعشش في قلب الجغرافيا الفلسطينية.
خامسًا: إنَّ المصداقية لدى الرئيس أبو مازن، ولدى رئيس الوزراء ولدى اللجنة المركزية كان واضحًا من خلال التمسّك بالمصالحة وإنهاء الانقسام، ويتجاوز كلّ العقبات، لأنَّ مصالح شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات لها الأولوية في حساباتنا الوطنية والسياسية، ولن نسمح للفتنة أن تُدمِّر نسيجنا الداخلي.
سادسًا: إنَّ هذه الجريمة تؤكِّد ضرورة أن تعمل قيادة حركة "حماس" جديًّا على إنهاء الانقسام، وأن تكون السلطةُ صاحبة الصلاحيات الكاملة في الضفة وفي قطاع غزة، وـن يكون القرار الفلسطيني قرارًا وطنيًّا جامعًا.
إنَّنا في قيادة حركة "فتح" في لبنان، ونيابة عن مخيّماتنا وأهلنا الذين يتطلّعون إلى رؤية الوطن موحّدًا جغرافيًّا ووطنيًّا بوجه الاحتلال الصهيوني، الذي يمارس كلّ أشكال العنف والقتل، واستباحة المقدسات، واستيطان الاراضي.
ونُهنِّئ الرئيس أبو مازن أولاً على سلامة رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله، والأخ ماجد فرج، والوفد المرافق لهما. ونقولُ نحنُ نكْبر الثبات والصمود، والموضوعية، والإرادة الوطنية التي تحلّى بها الوفد الفلسطيني، والذي أعطى الأولوية لإنهاء الانقسام رغم الجراح، ورغم العقبات. فلا دولة دون غزة، ولا دولة في غزة، ولا دولة على أراضي الغير، وإنَّما دولة وطنية فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967، وعاصمتها القدس رغم أنف ترامب ونتنياهو ورغم جبروت صفقة العصر، ولن نيأس فنحن في أرض الرباط.
التحية لشهدائنا الأبطال
التحية لأسرانا البواسل
التحية لجرحانا على أمل الشفاء
وإنَّها لثورةٌ حتى النَّصر
قيادة حركة "فتح" – لبنان
14/3/2018
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها