نظَّمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تأبينًا للشهيدَين نور خليل حسن ديب وسعيد عمر محمد مسعود، اليوم الخميس 8-3-2018، في قاعة الشهيد فيصل الحسيني في مخيَّم الرشيدية.

وتقدَّم المشاركين في التأبين قائد فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة صور العميد توفيق عبدالله، وقيادة وكوادر حركة "فتح" التنظيمية والعسكرية، وممثِّلو فصائل العمل الوطني الفلسطيني، واللجان الشعبية والأهلية، وممثِّلون عن جمعيات ومؤسسات المجتمع المحلي ومخاتير وعلماء دين، وحشدٌ من جماهير شعبنا اللبناني والفلسطيني.

وبعد تقديمٍ من فضيلة الشيخ راسم قاسم، تلا فضيلة الشيخ حبيب زمزم آياتٍ عطرةً من القرآن الكريم.

ثُمَّ كانت كلمة حركة "فتح" ألقاها عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان يوسف زمزم، فقال: "نُودِّع اليوم الشهيدَين نور خليل ديب وسعيد عمر مسعود وقلوبنا تعتصر ألـمًا وحُزنًا على فراقهما، فالخسارة كبيرةٌ والمصيبةُ أليمةٌ خاصّةً أنَّ استشهادهما بهذه الطريقة الخارجة عن أعراف وتقاليد شعبنا وأهلنا في هذا المخيَّم، مخيَّم الإخاء والوفاء الذي قدَّم الشهداء في مواجهة العدو الصهيوني، وفي الدفاع عن المشروع الوطني وعن القرار الفلسطيني المستقل".

وأضاف: "نُودِّع شابَّين من مناضلينا الأبطال وهُما في ربيع العمر، وريعان الشباب مفعمان بالحيويّة والنشاط، كانت أُمنيةُ كلِّ واحدٍ منهما أن يستشهد في معارك البطولة والشرف في مواجهة العدو الصهيوني دفاعًا عن شعبنا وقضيّتنا المقدَّسة أو يرى النَّصر في حياته بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، ولكن قدَّر الله ولا رادَّ لقضائه وقدره، ولا نقول إلَّا ما يُرضي الله إنَّا لله وإنا إليه راجعون. ومن هنا فإنَّنا نُسجِّل أسمى آيات الاحترام والتقدير لذوي الشهيدَين آل ديب وآل مسعود على موقفهم المسؤول بالاحتكام إلى القضاء، والتجاوب مع المساعي الخيِّرة والطيِّبة لوأد الفتنة والحيلولة دون امتدادها التي قامت بها مشكورةً الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية مجتمعةً وفي مقدِّمتها قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" وقيادتها حرصًا منها على أمن وسلامة أهلنا في المخيَّم. كما نتوجَّه بالشكر إلى أصحاب الفضيلة العلماء واللجان الشعبية والأهلية والفعاليات وإلى كلِّ مَن ساهم في نزع فتيل الفتنة والعمل على المصالحة ونبذ الخلافات، وكذلك إلى آل موسى ومشعل والخواص الذين بادروا إلى تسليم أبنائهم المتَّهَمين بالقضية لقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" ومنها إلى الدولة اللبنانية ليأخذ القضاء والقانون مجراهُ، ولتفويت الفرصة على المتربِّصين بالمخيّم وأهله، آملين من الجميع مواصلة المساعي الطيّبة وبذل الجهود الخيرة لإتمام المصالحة بين العائلات، الجميع أهل وأقارب ونسب وجيران وعائلة واحدة، فاعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا".

وأردف زمزم: "إنَّنا ندعو القوى كافّةً إلى التنسيق والتعاون والشِّدة والحزم لفرض النظام والأمن لمنع تكرار هذا الحادث الأليم، وندعو الشباب أن يتَّخذوا منه عِبرةً ودرسًا.. ويتَّعِظوا".

وختمَ كلمته مُتقدِّمًا بِاسم "م.ت.ف" وحركة "فتح" من ذوي الشهيدَين بأحرِّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة سائلاً الله عزَّ وجلَّ أن يتغمَّدهما بواسع رحمته، وأن يُدخلَهُما فسيحَ جنّاته مع الشهداء والصِّديقين، وأن يُلهِم أهلهما الصّبر والسّلوان.

وبعدها كانت كلمةٌ لفضيلة الشيخ حسن موسى من وحي المناسبة.

كما ألقى المهندس أبو شفيق هويدي كلمةَ عائلة الشهيدين، جاء فيها: "بِاسم آل الشهيدين آل ديب وآل مسعود الذين صبروا على المصاب الجلل، وآثروا أن يُكونوا قدوةً ومثلاً يُحتَذَى في الحفاظ على العلاقة الأخوية بين أبناء المخيَّم، فإنَّنا نتوجَّه بالشكر إلى كلِّ مَن شاركنا العزاء، ووقفَ إلى جانبنا أو اتصل بنا مُواسيًا.