قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إن حماية الأرض وصون هويتها في وجه التحديات والممارسات الإسرائيلية، وفي وجه مخططات انتزاع وتبديد هويتها، إنما تفرض علينا جميعا الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والمجتمعية، وتنفيذ المزيد من المشاريع والحملات والمبادرات للدفاع عن الأرض ومساندة أصحابها، خاصة في المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان".
وشدد على أن "هذه المرحلة المفصلية الهامة من تاريخ قضيتنا، تتطلب منا المزيد من الالتفاف حول الرئيس محمود عباس في موقفه الوطني الصلب في التصدي لمحاولات المس بهويتنا الوطنية والعبث بتاريخ ومكانة مدينة القدس".
جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفال المركزي بيوم الشجرة ومشروع تخضير فلسطين، وذلك اليوم الاثنين، في مقر كلية فلسطين للعلوم الشرطية بأريحا، بحضور محافظ أريحا والأغوار الشمالية ماجد الفتياني، ووزير الزراعة سفيان سلطان، ومدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله، وعدد من المسؤولين، ومن مدراء وضباط ومنتسبي المؤسسة الأمنية.
وأضاف الحمد الله: "كم هو معبر ومتماه مع حالتنا الفلسطينية أن نحتفل بيوم الشجرة في وقت يلتف فيه شعبنا حول قيادته الوطنية للمزيد من التجذر بأرضنا وهويتنا والتشبث بثوابتنا التاريخية، في هذا اليوم الذي نجتمع فيه لنطلق المزيد من فعاليات تخضير فلسطين ونغرس الأشتال في أعماق أرضنا، فإننا نحيي حراس الأرض ونشطاء اللجان الشعبية، وكافة المؤسسات الأهلية والرسمية التي كرستْ جميعها المقاومة الشعبية السلمية بحماية الأرض ومواردها، في مواجهة الجرافات ومخططات الاستيطان والتهجير ومصادرة الأرض".
وتابع رئيس الوزراء: "نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أحيي أهلنا في أريحا والأغوار الذين تشتد بهم الصعاب وتلتف حولهم الهجمة الاستيطانية ولا ينكسر صمودهم أو عزيمتهم، وأشكر كل الذين تتحد جهودهم وطاقاتهم لتنظيم هذا الاحتفال، الذي يشكل مناسبة وطنية ومجتمعية نثبت من خلالها أن بقاء شعبنا بل وتطوره وازدهاره، مرتبط بمستقبل هذه الأرض وبحقنا في العيش في رحابها وتكريس هويتها في الوعي العالمي، كل الشكر والتقدير كذلك لوزارة الزراعة ولكلية فلسطين للعلوم الشرطية، ولكل يد تغرس الأشجار وتبني وتزرع وتتصدى لكل محاولات اقتلاعها".
وأوضح الحمد الله: "تواجه الزراعة الفلسطينية عبئا إضافيا عما تواجهه باقي دول وشعوب العالم من أخطار بيئية وتحديات مناخية، فنحن نتصدى أيضا للانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة ضد البيئة الفلسطينية بكافة مكوناتها، ولهذا يتركز العمل الحكومي، خاصة في الأغوار الفلسطينية للمزيد من دعم صمود أهلها، على حماية القطاع الزراعي واستصلاح وتأهيل الأراضي وإنشاء وتطوير أنظمة المياه والري وشق الطرق. هذا بالإضافة إلى الجهود التي نبذلها مع القطاع الخاص، لتحسين قدرات المنتجات الزراعية وإدخال تقنيات حديثة، لتعظيم الصادرات وفتح الأسواق الخارجية أمام المنتج الوطني. وقد نفذنا، في الأعوام الماضية، شبكة متنامية من المشاريع التنموية خاصة في قرية الجفتلك، وتم البدء بصرف تعويضات للمزارعين المتضررين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد سجلتْ الأرقام الواردة في تقرير بالتريد الأخير، ارتفاع حجم مساهمة القطاع الزراعي في الدخل القومي خلال العامين الأخيرين بحوالي 70%".
واردف رئيس الوزراء: "في هذا السياق، يعتبر "برنامج تخضير فلسطين" إستراتيجية وطنية ريادية بل أحد أدوات المقاومة الشعبية التي بها نملأ أرضنا بالأشجار المثمرة والحرجية، ونحمي غطائنا النباتي وننهض بمنتجاتنا الوطنية. حيث ارتفع عدد الأشجار التي نزرعها سنويا في إطار هذا البرنامج خلال العامين الماضين إلى ما يزيد عن مليون شجرة. وليس بغريب أن نحيي هذه الفعاليات، من قلب كلية فلسطين للعلوم الشرطية، وبين هذا الحشد المميز من أبناء وقادة المؤسسة الأمنية ومنتسبيها وطلابها، فترسيخ الأمن والأمان هو الأساس لتحقيق الإنجازات على كافة الأصعدة والمجالات، وبتحقيق الاستقرار والسلم الأهلي نحمي التعددية السياسة ونعالج تبعات الانقسام والانفصال، ونحشد المزيد من الدعم الدولي لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة منذ إعلان الرئيس ترمب حول القدس".
واستدرك الحمد الله: "إن المجتمع الدولي بكافة أطرافه، مطالب باتخاذ خطوات فاعلة ورادعة للتصدي للقرارات الأمريكية التي أعطتْ إسرائيل الضوء الأخضر لتعيث في الأرض وتستبيحها، ولتمعن في استهداف أبناء شعبنا، خاصة شبابنا وأطفالنا، وتشرع القوانين المنافية للقوانين والقرارات الدولية، والتي تشكل عدوانا وجوديا وسياسيا وقانونيا على القدس. على دول العالم اليوم، الاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967، وعاصمتها القدس، لكسر الانحياز الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي وللحفاظ على حل الدولتين، الذي يمثل إجماعا دوليا لم تخرج عنه إلا الولايات المتحدة بإدارتها الحالية".
واستطرد رئيس الوزراء: "سنعمل سويا، على بناء دولتنا المستقلة كاملة السيادة على أرضها ومصادرها الطبيعية دون انتقاص، وعلى حكومة إسرائيل أن تدرك بأن فرض الحلول العسكرية والاستيطانية، ومحاولات انتزاع القدس وعزلها، لن تدفع بشعبنا للرحيل عن أرضه، بل ستزيده قوة وصلابة وتمسكا بحقوقه التاريخية التي لن تسقطها أية قرارات أمريكية أو إسرائيلية".
واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "أجدد التحية للمزارع الفلسطيني ولحراس الأرض في الخليل وغزة والقدس والأغوار، وفي كل شبر من أرضنا، وهم يسطرون رواية السلام والعدل والحياة. وأؤكد للجميع هنا، أنه لم يعد هناك أي وقت نهدره بالاختلاف أو الخلاف، فهذا وقت تحصين مشروعنا الوطني لا تمزيقه أو تفتيته، هو وقت حماية ثوابتنا الوطنية وتحقيق تطلعات شعبنا الثابتة في الحرية والاستقلال والخلاص من الاحتلال الإسرائيلي".
الفتياني: نحتفل بيوم الشجرة في ظل اشتداد التآمر على شعبنا وأرضه
وقال المحافظ الفتياني، يأتي احتفالنا هذا العام في ظل اشتداد الأزمة والتآمر على الشعب الفلسطيني، وأن ردنا على كل المحاولات والمؤامرات هو التمسك بالأرض والثبات فيها، وان احتضان الأرض وحمايتها يعنى مزيد من زراعة الأشجار المثمرة والحرجية، مشددا على أن فلسطين وعلى مر التاريخ كانت واحة خضراء، مؤكدا أن الحكومات الفلسطينية المتعاقبة لم تألو جهدا في زراعة وتخضير فلسطين، منوها إلى رمزية إطلاق حفل بداية تخضير فلسطين من أكاديمية الشرطة ومن المقار المؤسسات الأمنية والشرطة والتي هي رمز الأمن والأمان والرخاء، ورجالها هم من يزرعون ويدافعون عن الأرض ومقدرات الشعب الفلسطيني.
اللواء عطا الله: الشرطة الفلسطينية تولى زراعة الأشجار اهمية خاصة
وبين اللواء عطا الله، أن الشجرة تحتل أهمية ومكانة خاصة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، منوها إلى أنها ذكرت بالقران الكريم أكثر من مرة. وقال إن الشرطة الفلسطينية تولى زراعة الأشجار أهمية خاصة، وبدأت مراحل التخضير والزراعة منذ فترة طويلة استهدفت زراعة قرابة 200 ألف شجرة ما بين حرجية ومثمرة.
الوزير سلطان: الحكومة أقرت زراعة مليون شجرة هذا العام
وبين وزير الزراعة سفيان سلطان، أن الحكومة الفلسطينية ومن موازنتها العامة أقرت هذا العام زراعة مليون شجرة موزعة على مختلف مناطق فلسطين، منها 600 ألف شجرة مثمرة، و400 ألف حرجية ورعوية.
وضاف: "إن الزراعة تلقى اهتماما خاصا من الرئيس ورئيس الحكومة، مشيرا إلى أن الاستثمار بقطاع الزراعة ازداد في الأعوام الأخيرة، وأن حجم الصادرات الزراعية ازداد بنسبة 50% عن الفترات السابقة".
ونوه سلطان الى انه في الفترات السابقة تم زراعة 6 مليون شجرة ما بين حرجية ومثمرة
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها