بمناسبة يوم الشهيد، وبرعاية واحتضان سوق صيدا التجاري عند بوابة صيدا الشمالية قرب نهر الأولي، افتتح السجل الثقافي بالتعاون مع تجمع أسر شهداء فلسطين في لبنان موسمه الثقافي الأول بأمسية شعرية فنية مميزة، حضرها حشد من الفنانين والمثقفين والشعراء والمهتمين.

في البداية افتتح منسق السجل الثقافي الشاعر طه العبد المهرجان بكلمة رحب فيها بالحضور الكريم، وشكر القيمين على سوق صيدا التجاري عموماً، ومديرته الآنسة ريما الأسدي خصوصا إذ لم توفر جهداً لإنجاح حفل انطلاق الأنشطة في موسمها الأول، كما شكر الحضور الكريم وكل من لبى الدعوة، وعرَّف في السياق بالسجل الثقافي ورؤيته التي ترنو إلى غد أفضل.

كلمة تجمع أسر الشهداء قدمها أمين سره في لبنان عصام الحلبي الذي دعا إلى استمرار عقد الأنشطة الثقافية، وطالب بضرورة احتضان أسر الشهداء إكراماً للشهداء وللدم الذي قدم في سبيل الوطن.

وباسم سوق صيدا التجاري قدم الفنان وليد سعد الدين كلمة حيا فيها السجل الثقافي والقيمين عليه، وحرصهم على تقديم فن وطني ملتزم.

 كما قدم رئيس اتحاد الفنانين التعبيرين الفلسطينيين محمد الشولي كلمة أشار فيها إلى أن الثقافة اليوم أقوى من الرصاصة وأن ما نحتاجه في شتاتنا الفلسطيني هو وحدة الصف، وهذا يحتاج إلى ثقافة وطنية عالية وملتزمة تجمع الجميع تحت مظلة الوطن.

ثم عرّف منسق السجل الشاعر طه العبد بالمشاركين في الأمسية وهم الشاعر الزجلي الفلسطيني محمد قادرية، والشاعر والمخرج المسرحي اللبناني خليل متبولي، والشاعر الفلسطيني ابن مخيم اليرموك موسى الغوري، والشاعر وليد سعد الدين، والشاعر خالد زيدان من جمعية الهلال الأخضر اللبناني.

 وقدم في السياق الثقافي التراثي مدير الدار الفلسطينية للتراث الفنان محمد موسى أبو سمرا كلمة حيا فيها السجل الثقافي، وسوق صيدا التجاري، وركز من خلالها على ضرورة الحفاظ على التراث لأنه رمز الهوية، وعلى ضرورة الاعتناء به وحمايته من السرقة والتزوير.

وقدمت الفنانة الفلسطينية ابنة مخيم عين الحلوة ميرنا عيسى بعض أغانيها الفلسطينية والتي تفاعل معها الحضور بشكل لافت.

رافق الشعراء على أوتار العود الفنان الكبير والمتميز محمد الآغا، وكان له وصلات غنائية منفردة ألهبت مشاعر الحاضرين، وعنوانها ويلات اللجوء، والإصرار على العودة، ورفض التوطين والتعويض، فلا بديل عن فلسطين.

قصائد الشعراء حاكت نضالات الشعب الفلسطيني في سبيل عودته وتحرير أرضه، كما حيت صمود أهالينا في مخيم اليرموك المحاصر والذين يموتون جوعاً في أمة تموت تخمة.

من الحضور قدم الأستاذ ابو خالد ادلبي بعض أغاني التراث الشعبي اللبناني ومدائح للرسول صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده الكريم.

وتواصلت السهرة الشعرية والفنية على أنغام الوتر المقاوم للفنان محمد الآغا، فاستعاد من أغاني التراث الفلسطيني تلك التي تربى عليها مناضلونا وفنانونا وشعراؤنا.

تميزت سهرة السجل الثقافي الأولى بكونها عانقت حرية العصافير في فضاء مفتوح فلم تحجزها القاعات المغلقة ولم تكبلها الجدران الأربعة فكانت ثقافة الجماهير منهم وإليهم.

وفي الختام شكر منسق السجل الثقافي الشاعر طه العبد جميع الحاضرين، واعداً إياهم بالمزيد من الأنشطة والأمسيات التي تحاكي وجدان الناس، وترنو إلى حيث يتطلعون، فالثقافة عنوان للحضارة يجد ضالته فيها كل باحث عن غد أفضل.