القدس الشرقية

تعمل الحرب على تدمير أرواح ما يزيد على نصف مليون لاجئ فلسطيني كانوا ولا يزالون يعيشون في المنفى منذ ستة عقود. وتحدد خطة الاستجابة الطارئة للأونروا المتعلقة بسورية والتي تم إطلاقها اليوم التداخلات التي ستقوم بها الوكالة من أجل تعزيز صمود لاجئي فلسطين ومساعدتهم على تجاوز أخطار هذا النزاع. إن التوقعات بالنسبة للاجئي فلسطين من سورية قاتمة بشكل متزايد، حيث أن المجتمعات وسبل المعيشة والأصول وشبكات الدعم التي تم بناؤها بشق الأنفس عبر عقود طويلة تتعرض حاليا للتدمير. ومن حيث النسبة والتناسب، فإن النزوح في أوساط الفلسطينيين يعد أعلى بكثير منه في أوساط السوريين، كما أن تهديد الملاذ الآمن في سورية جنبا إلى جنب خيارات الهروب المقيدة بشكل حاد قد وضعت لاجئي فلسطين بمواجهة تحديات غير مسبوقة. وتبين هذه الخطة كيف سيتم تسخير ونشر منشآت الأونروا وخدماتها والأصول الإنسانية الهائلة الكبيرة المنتشرة في المنطقة لمساعدة لتقديم الدعم للاجئي فلسطين، إضافة إلى العديد من السوريين، على مدار العام القادم.

وقال فيليبو غراندي المفوض العام للأونروا أن "خطة الاستجابة الطارئة للأونروا المتعلقة بسورية تستحق الدعم الكامل من المانحين، ذلك أنها إطار عمل عملي وفعال لتسهيل معاناة لاجئي فلسطين داخل سورية والمنطقة". وأضاف غراندي بقوله "على الرغم من الصعوبات التي لا توصف والنزوح المنتشر والذي طغى الآن على معظم مجتمعات الفلسطينيين ومخيماتهم، إلا أن الأونروا ستقوم بالبناء على تجربتها للعامين الماضيين من أجل الاستمرار بمساعدة لاجئي فلسطين على تجاوز الظروف القاسية التي يفرضها النزاع السوري".

ويتم تقديم مساعدات الأونروا الطارئة جنبا إلى جنب برامجها الراسخة في مجالات الصحة والتعليم وتنمية المجتمع والإقراض الصغير والإغاثة وتدريب الشباب وتشغيلهم. إن خدمات الدعم تلك، والتي يقدمها أكثر من 3,000 موظف وموظفة، توفر مصدرا بالغ الأهمية للمجتمع ولصمود العائلة واستمراريتها في مواجهة الصعوبات المتزايدة. ومن أصل 540,000 لاجئ فلسطيني مسجل لدى الأونروا في سورية، فإن 270,000 شخص منهم أصبحوا الآن نازحين في البلاد، وهنالك حوالي 80,000 شخص فروا خارجها. وقد وصل 51,000 شخص إلى لبنان فيما أعلن 11,000 شخص عن أنفسهم في الأردن إضافة إلى 5,000 شخص في مصر، فيما وصلت أعداد قليلة إلى غزة وتركيا وأماكن أبعد. إن أولئك الذين وصلوا إلى لبنان والأردن ومصر قد وجدوا أنفسهم في مأزق قانوني محفوف بالمخاطر تفاقمه ظروف معيشية صعبة للغاية لدرجة أن العديدين منهم يقررون العودة إلى المخاطر داخل سورية.

ومن أجل الاستجابة بشكل مناسب لهذه الخطة، تطلب الأونروا مبلغ 417,4 مليون دولار أمريكي، سيتم تخصيص 310 مليون منها لدعم الاحتياجات الإنسانية للاجئي فلسطين داخل سورية، فيما تم تخصيص 90,4 مليون دولار للبنان ومبلغ 14,6 مليون للأردن. كما أن الحاجة تبرز لمبلغ 2,4 مليون دولار من أجل الاستجابة الطارئة خارج نطاق أقاليم العمليات الثلاثة تلك، بما في ذلك المساعدة النقدية لعائلات لاجئي فلسطين من سورية في غزة، وللتنسيق الإقليمي والدعم وكسب التأييد.

"لا يمكن للمساعدة الإنسانية إلا أن تمضي قدما"، يقول فيليبو غراندي مضيفا "في الوقت الذي يدخل فيه النزاع عامه الثالث، فإنني أجدد وبقوة مناشداتي السابقة لكافة الأطراف للتصرف وفقا لأحكام القانون الدولي، وخصوصا فيما يتعلق بحماية المدنيين السوريين والفلسطينيين. وقد أصبح الآن أكثر إلحاحا من ذي قبل الاعتراف بعقم العنف كوسيلة لحل الخلافات السياسية والبحث عن سبيل سلمي تفاوضي لإنهاء الأعمال العدائية".