فتح ميديا/ لبنان، أقام الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين- فرع لبنان واللجنة الاتحادية لمنطقة صيدا احتفالاً في مركز معروف سعد الثقافي بمناسبة يوم المهندس الفلسطيني الذي يصادف في السادس من كانون الأول من كل عام، وذلك بحضور أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" فتحي أبو العردات، وعضو قيادة الإقليم الدكتور رياض أبو العينين، وأمين سر حركة "فتح"في منطقة صيدا ماهر شبايطة، وعضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ظاهر، وعضو قيادة حزب الله في الجنوب زيد ظاهر، وعدد من قيادات الاتحادات والمنظمات الشعبية الفلسطينية واللبنانية.

بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت وتلاوة الفاتحة لأرواح شهداء فلسطين وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات، وبعدها قدَّم عريف الحفل كلمة وجدانية عدَّد فيها مراحل النضال التي مر بها اتحاد المهندسين في سبيل تكريس حق شعبنا الفلسطيني على شتى الجبهات وفي مختلف المراحل.

ثم ألقى ظاهر كلمةً حيَّا فيها المهندسين منوِّهاً لما قدَّموه من شهداء على مذبح حرية واستقلال فلسطين، ومشدِّداً على أهمية تكريس وحدة الدم والمصير بين الشعبين اللبناني والفلسطيني التي تجلَّت في العديد من المحطات المصيرية، داعياً في الآن عينه لإلغاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني.

من جهته، وجَّه المهندس منعم عوض التحية للتنظيم الشعبي الناصري ورئيسه المهندس أسامة سعد لاستضافتهم للحفل في مركز معروف سعد، متطرقاً إلى صعوبة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية في ظل ضباب الربيع العربي معتبراً أن هذا الربيع هو "ربيع مزيَّف" أباح للعدو الصهيوني استغلال الظروف لتعزيز ممارساته التهويدية.

وشدَّد عوض على عدد من النقاط التي يتبناها المهندسون الفلسطينيون وفي مقدَّمها: حق المقاومة بكل أشكالها حتى تحقيق الحرية والاستقلال والعودة، ودعوة حركة حماس لتنفيذ الاتفاقات الموقَّعة من اجل فلسطين، ومطالبة جميع القوى على الساحة الفلسطينية بالاتفاق على برنامج سياسي وبرنامج كفاحي موحَّد لمقارعة المحتل، معرباً عن تطلُّعه لعلاقات مميَّزة مع الأشقاء في لبنان مبنية على إقرار حقوقنا المدنية والاجتماعية والإنسانية على قاعدة رفض جميع مشاريع التوطين أو التهجي وعلى قاعدة حق العودة رقم 194.

ثم ألقى شبايطة كلمة "فتح" و"م.ت.ف" فحيَّا بدوره المهندسين الفلسطينيين ونوَّه لأهمية هذه المناسبة، وأضاف "كلنا يعلم أن مؤسس ثورتنا مهندس، وليس مهندساً علميا وعملياً فقط وإنما مهندس سياسي وعسكري" وأردف "وحين سألوه لماذا اخترت أن تكون مهندساً مدنياً وليس أي مهنة أخرى قال أن المهندس المدني هو مخطط ولولا المهندس لما كانت هناك حضارة"، وأضاف "ولو عدنا إلى ذكريات ثورتنا لوجدنا قصصاً كثيرة عن أهمية المهندسين في ثورتنا. فهم من كانوا يبنوا الإنشاءات والتحصينات العسكرية وكل ما يلزم لشعبنا من بنى تحتية حتى أن الرئيس ياسر عرفات كان يحرص على أن يجتمع بالمهندسين وبأعضاء الاتحاد دورياً، وكان يُشرف على أعمال المهندسين، وفي هذا قصص وحكايات كثيرة فمثلا أهالي عين الحلوة يذكرون حادثة الملجأ الكبير في المخيم عام 1980 حين وصل القائد أبو عمار إلى موقع الملجأ في المدخل الشمالي الغربي لمخيم عين الحلوة وكان العمل في مراحله الأخيرة، وكان يتواجد في الموقع آنذاك احد المهندسين المشرفين على المشروع ، وكان يواجه مشكلة فنية معقدة ناتجة عن تسرب غزير للمياه في ارضية الملجأ، وكان المهندس يحاول ضخ المياه خارج الملجأ ليتمكن من إجراء الصيانة اللازمة للأرضية، ولكن دون جدوى، نظراً للكميات الكبيرة من المياه التي كانت تتسرب الى داخل الملجأ من المنطقة الزراعية المحيطة به، بعد وصوله الى الموقع واستماعه للمهندس سأل القائد المهندس، لماذا لا تعالج مشكلة التسرب من مصدرها بدلاً من الضخ المستمر من أرضية الملجأ وبدون فائدة ، فأجاب المهندس كيف يمكنني السيطرة على المصدر وكيف لي أن اعرف من أين تتسرب المياه، فتناول القائد ورقة وقلم ورسم أربع دوائر تمثِّل أربع حفر حول مبنى الملجأ، وقال للمهندس أحفر في هذه المواقع إلى ان تصل الى مستوى أعمق بمتر واحد من مستوى أرضية الملجأ وابدأ بالضخ المتواصل من هذه الحفر وفي نفس الوقت باشر العمل في التحضير لصب طبقة خرسانية إضافية في أرضية الملجأ واستخدِم اسمنتاً خاصاً سريع الجفاف مضاف اليه مادة مانعة للرشح، وَحدِدْ الوقت اللازم لإنهاء عملية الصب واستمر في عملية الضخ، فاندهش المهندس وفريقه من الفنيين في الموقع مما سمعوه من القائد، وقال المهندس للقائد والبسمة تعلو فوق شفاهه: كنا نعرف ان قائدنا ابو عمار مهندس ولكننا لم نكن نعرف ان قائدنا من افضل المهندسين، فعانقه القائد وشد على كتفيه وقال له سأرجع إليك قريباً، آمل ان تكون قد انهيت المشكلة بنجاح إن شاء الله".

ولفت شبايطة إلى أن المهندسين الفلسطينيين ساهموا في إعمار لبنان قبل الحرب اللبنانية وبعدها وبعد حرب تموز العام 2006، مشيراً إلى أنهم بالرغم من ذلك لم يأخذوا حقوقهم في الرتبة والراتب، وداعياً إلى المطالبة بحقوقهم الإنسانية في لبنان.

وأكَّد شبايطة أن المفاوضات ليست سوى وسيلة من وسائل النضال، لافتاً إلى أنه في حال فشلها بإعطاء الحقوق لأصحابها دون  المس بالثوابت الفلسطينية التي  يدافع  عنها  الرئيس ابو مازن، فذلك يعني انهيار التسوية، وأضاف "وهذا المتوقع، فيجب على مهندسينا أن يُجهِّزوا  أنفسهم  لصناعة الصواريخ والمتفجرات والإنشاءات العسكرية لفتح النار على  المحتل".

ودعا شبايطة الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين وأعضاءه لتشجيع الشباب دراسة الهندسة، منوِّهاً لأهمية العلم في الحد من حالات الإخلال بأمن المخيمات.