فتح ميديا/ لبنان، افتتحت رابطة أطباء الأسنان الفلسطينيين مؤتمرها العلمي الدولي الثاني برعاية نقيب الأسنان في لبنان البروفسور ايلي معلوف، في قصر الأونيسكو ببيروت الجمعة 2013/12/13.

وقد حضر المؤتمر كل من علي إسماعيل مُمثِّلا وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل، وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية، وممثِّلو المهن الحرة في الأحزاب اللبنانية، ورؤساء الروابط والتجمعات والفعاليات، إلى جانب عدد من النقابيين العرب والوفود العربية، وممثلي المنظَّمات الدولية والعربية واللبنانية والمنسِّق الإعلامي للمؤتمر محمد عاصي.

وبدأت أعمال المؤتمر بالنشيدَين اللبناني والفلسطيني، وعرض فيلم وثائقي عن أهم الشخصيات الفلسطينية التي أدَّت دوراً مهماً في العالم، ثمَّ تحدَّث عريف المؤتمر الدكتور طلال أبو جاموس مرحِّبا بالحضور ومقدِّماً المتحدِّثين.

وكان أول المتحدِّثين السفير دبور، فنوَّه إلى ما بذله الفلسطينيون للخروج من أزقة البؤس والحرمان والوصول إلى أعلى درجات العلم والمعرفة، وأضاف "هذا المؤتمر الذي يُشكِّله نخبة من شباب فلسطين يعكس وجه الشخصية الفلسطينية العصية على الطمس والإلغاء رغم الاقتلاع والتهجير من الأرض منذ عشرات السنين".

وأضاف: "تمر القضية الفلسطينية اليوم في مرحلة صعبة ودقيقة، فالمحتل الإسرائيلي يضرب معاوله الاستيطانية بشدة في عمق الأرض، ويضع المخططات الهادفة إلى استهداف النسيج الاجتماعي الفلسطيني وضرب مكانته ووحدته عبر عمليات التهجير القسري بهدف فرض يهودية الدولة ومقاسمتنا المسجد الأقصى مكانيا وزمانياً، أما العاصمة القدس فقد وصلت عملية التهويد والسيطرة عليها الى مراحل خطيرة ومتقدمة أصبحت تهدد عروبتها وهويتها الوطنية المسيحية والاسلامية مترافقا ذلك ما تشهده منطقتنا العربية من ازمات وصراعات بالغة الخطورة مما افقد قضيتنا الفلسطينية العمق العربي".

وتابع: "لبنان لنا كل الثقة به، رئيسا وبرلمانا وحكومة وشعبا، وبمناصرتهم القضية الفلسطينية وأخوتهم أبناء شعبنا الفلسطيني اللاجئ وبالوقوف الى جانبه، وبروح الإخوة التي تجمعنا نعمل لاقرار الحقوق الاجتماعية والإنسانية بهدف تحسين الظروف المعيشية لشعبنا الى حين عودته الى وطنه فلسطين، والذي نؤكد تمسكنا به ورفض التوطين والتهجير، والتزامنا الثابت الأمن والاستقرار ودعم السلم الاهلي في لبنان والوقوف صفا واحدا في وجه كل محاولات إدخال مخيماتنا في اية تجاذبات والتدخل في الشأن الداخلي اللبناني".

وقال: "نتطلع الى مؤتمركم للمساهمة في التخفيف من معاناة أهلنا في المجالات الصحية، بكم تتجسَّد وحدتنا الوطنية ومعكم نقف خلف قيادتنا الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس في النضال بكل الوسائل لانتزاع حقنا المشروع في الحرية والاستقلال لفلسطين ولشهدائها ولرمزها الشهيد ياسر عرفات واسرانا البواسل جنرالات الصبر. العهد هو العهد والقسم هو القسم بان نستمر في الثورة حتى تحقيق كامل اهدافنا الوطنية بزوال الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس، واقرار كل الحقوق لشعبنا الفلسطيني، الباقي في ارض أبائه واجداده الخالية من أي مستوطن او جندي محتل".

من جهته ألقى الدكتور محمد عمايري كلمة اللجنة العلمية، جاء فيها: "ان الرابطة عازمة على بناء جسور من العلم ضمن آفاق رؤية جديدة، تتطلع فيها دوما الى فلسطين الحبيبة فإنها وربما على صغر حجمها، ولكنها كبيرة في انجازاتها فقد أشرفت في العامين الماضيين على العديد من المشاريع التي تهتم بتوعية الأشخاص صحيا ورفع المستوى التثقيفي عندهم، ومن هذه المشاريع: الحملة الوطنية لوقاية اسنان الاطفال، المحاضرات المستمرة في روضات الاطفال والمدارس الابتدائية لأولياء الامور والكادر التعليمي، عقد العديد من الايام العلمية، حضور كل الايام العلمية لإخواننا الأطباء في الروابط اللبنانية، وحضور معظم المؤتمرات العربية".

كذلك ألقى نقيب اطباء الأسنان الفلسطينيين حسن الناطور كلمة قال فيها: "حدث جميل ان نلتقي هنا، مرة اخرى، في المؤتمر العلمي الدولي الثاني في بيروت، عاصمة الشرائع والنور والحرية، من اجل العمل معا وسويا لرفعة الشأن العلمي والصحي ورفعة الشان العام".

واضاف: "يعبر هذا اللقاء عن اهتمامين كبيرين: الأول اهتمام بقضية الإنسان بوصفه أثمن الكائنات، وارقأها، والثاني الاهتمام بقضية شعب لا يزال يناضل من اجل حريته واستقلاله كما يناضل من اجل كرامته وحياة افضل. إن "ربيع العرب"، ربيع فلسطين، ات لا ريب فيه، بحيث لن تستقيم امور الشرق الاوسط ما لم ينته الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين وما لم تتحقق دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وما لم تتحقق آمال اللاجئين في العودة الى وطنهم وديارهم وممتلكاتهم".

واشار الى ان الرابطة "تهدف من هذا المؤتمر الى اثراء مجال طب الاسنان بين أطبائنا الفلسطينيين واخوانهم العرب بكل من هو جديد من ابحاث علمية وطرق علاجية وتقنيات حديثة تساعد في تطوير عمل جميع العاملين في هذا المجال، وتهدف ايضا الى تبادل الخبرات عن طريق استقطاب المتحدثين المتمزين من دولنا العربية ومن خارجها. لذلك حرصنا على استقطاب العديد من المحاضرين العالميين من دول اوروبية واميركية وعربية".

وتابع: "ان سعينا الى تطوير التفاعل الحر بين المشاركين وتعزيز الروابط الانسانية والمهنية والنقابية، فضلا عن مواكبة التطور المعرفي في حقل طب الاسنان، انما هو مسعى للارتقاء بالخدمات الطبية المتخصصة لقطاع واسع من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، نظرا الى المعاناة الاستثنائية التي اثقلت كاهل ابناء شعبنا المعذب في مخيمات اللجوء القسري اننا في هذا المؤتمر اذ نطرح على انفسنا اهدافا قريبة، وبعيدة، تعكس آمال تطوير العمل العربي المشترك وطموحاته، وتطوير العلاقات مع المحيط الاقليمي والمحيط الدولي حتى تستطيع المواكبة والايفاء بواجباتنا كأطباء تجاه مجتمعاتنا".

ثم القى البروفسور معلوف كلمة قال فيها: "أثني على الجهد المقدم من الهيئة الادارية للرابطة في سبيل تطوير القدرات العلمية للطبيب الفلسطيني ليواكب التطورات العلمية والتقنية الحاصلة على مستوى مهنة طب الاسنان وعلومه، وهذا يؤكد حضور الطبيب الفلسطيني في الساحات العربية على افضل صورة ومستوى علمي، وكلنا يعرف حجم الصعوبات والعراقيل والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني المظلوم من البلد الام الى الشتات وفي انحاء الوطن العربي من قوانين واجراءات تزيد من معاناة هذا الشعب تحت عنوان عدم التوطين الذي يرفضه كل الشعب الفلسطيني المتمسك بحق العودة الى ارضه وقدسه ولا يرضى عنها اي ارض بديلة ابدا".

واضاف: "ينعقد مؤتمركم هذا في ظل ظروف امنية وسياسية واجتماعية صعبة لما نراه من تجاوزات وتعديات على الانسان والاديان والحريات العامة مما اضاع البوصلة عن حرية الاوطان الى احتجاز حرية الانسان وممارسة العنف والارهاب الفكري والاعتداء على المقدسات ودور العبادة من كنائس ومساجد ووصلت الى حد حجز حرية الفرد لكل من يخالف هذه المجموعات في الرأي والفكر، وهذا بالطبع امر مدان وغير مقبول وغريب عن مجتمعنا وافكارنا، وللاسف كل هذا باسم الدين وهذا يجافي الحقيقة وتاريخ التعايش والعيش المشترك في هذه المنطقة لان الاديان السماوية تلافت على رسالة السلام والمحبة بين الناس واحترام الرأي والمعتقد".

في الختام، قدم الناطور ودبور درع الرابطة الى معلوف، ثم قدم الناطور درع الرابطة مع عضوية الشرف الى السفير دبور "لمساهمته في دعمها ومساعدة انشطتها".

بعدها، انتقل الجميع الى افتتاح المعرض الذي يحوي أدوات طب الاسنان وآلاته.