بقلم: حسن بكير
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي انطلقت في الأول من يناير عام ١٩٦٥ وحملت راية الكفاح المسلح، وأحرزت العديد من الانتصارات العسكرية على العدو الصُّهيوني، ووصلت إلى الأمم المتحدة بالبندقية المقاتلة، كان لا بد لها أن تتزامن بانتصاراتها العسكرية فيما بعد مع انتصاراتها السِّياسية التي انتهجتها الدبلوماسية الفلسطينية، بقيادة الرَّئيس الشَّهيد الرَّمز ياسر عرفات، وسار على دربه وخلفه الرئيس محمود عباس.
هذه المتغيرات في النهج، تأتي نتيجة المتغيرات السياسية والأمنية في المنطقة والعالم، ونتيجة الضغوطات التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية، للرضوع للإملاءات الأميركية والإسرائيلية ومن بعض الأنظمة العربية المتخاذلة.
فكانت الانتصارات التي أوصلت فلسطين إلى الأمم المتحدة كعضو مراقب، والإنتساب إلى العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية منها، محكمة الجنايات الدولية ومنظمة اليونيسكو، ورفع علم فلسطين أمام مبنى الأمم المتحدة.
٥٣ عاماً مضت على التاريخ النضالي لحركة "فتح"، العسكرية والسياسية، والالتفاف الجماهيري والشعبي لا يزال يتزايد، لتمسُّك القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس بالثوابت الوطنية.
في هذه المناسبة المباركة، أحيت حركة "فتح" في بيروت - الشعبة الغربية هذه المناسبة باضاءة شعلة الإنطلاقة، وبمسيرة جابت مخيم مارالياس مساء الجمعة 2017/12/29.
شارك فيها أمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، وقادة الأحزاب والقوى السياسية والوطنية اللبنانية، وعدد من أعضاء إقليم حركة "فتح"، والسفير إدريس الصالح، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثل حركة الجهاد الإسلامي، وممثل أنصار الله، وممثلون عن حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" رئيس حزب الوفاء اللبناني، وممثلو المؤسسات والجمعيات والروابط البيروتية، وممثلون عن الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة، ورئيس التيار الشعبي، وممثلو اللِّجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، والفرق الكشفية ( الكرامة- بيسان- يعبد- شَعَب)، وأمين سر وأعضاء الشعبة الغربية، وحشد فتحاوي وشعبي من مخيمي شاتيلا ومارالياس، وأشبال وزهرات حركة "فتح".
بدايةً تمَّ قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشُّهداء، تلاها النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح"، ثمَّ كانت كلمة القوى الوطنية اللبنانية ألقاها مدير دار الندوة جهاد الخطيب، جاء فيها: "في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة نوجه التحية للقدس قبلتنا، قبلة العرب والأحرار.
وتابع: "نقول للأسيرة عهد إنك ولدت في زمن التراجع ، عهد أراك؛ فتقفز الدمعة من عيني، رفعت رؤوسنا، سلام لك وللتراب المقدس تحت قدميك، جوادك العربي الأصيل ينتظر فارساً عربياً يمتطيه، وتأتي به يشاطرني الحزن على غيابك القسري، ويشاركنا الإفتخار بمواقفك البطولية في وجه المحتل الغاصب ".
وأضاف: "لك يا رمزنا أبا عمار، منا ومن الأسرى، ومن أهلنا في فلسطين والشتات، ألف تحية، وإننا سنبقى على العهد مع حامل الأمانة الرئيس القائد أبو مازن لتحقيق آمال الشهداء بالعودة إلى فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وهذا القسم نلتزم به، لأن العهد هو العهد، والقسم هو القسم، فنم أبا عمار قرير العين، لأننا سنبقى على موقفنا مهما عصفت بنا الرياح". مطالباً في هذه المناسبة الدولة اللبنانية أن تتخذ القرار التاريخي باعطاء الفلسطينيين في لبنان الحقوق المدنية والسياسية، لأن هذا الأمر لا يجوز أن يبقى قيد المراوحة.
وختم الخطيب قائلاً: "القدس لنا؛ وستبقى عاصمة فلسطين؛ وإن القرار الظالم سيسقط مهما مورس من ضغوطات، لأن الشعب الفلسطيني وقيادته في "م.ت.ف" وحركة "فتح" وكافة الفصائل مدعوون إلى موقف سياسي وشعبي واحد يتمسك بالحقوق وبيده وحدة الموقف. ومن هنا لا بد من الدعوة إلى تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لأنها أقوى سلاح لمواجهة هذه المرحلة الصعبة."
ثمَّ ألقى كلمة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" جمال خليل؛ عضو قيادة الحركة في بيروت إذ فيها: "بسم كل هذا التاريخ جئنا لنجدد العهد والقسم بأننا سنبقى قابضين على الجمر، متمسكين بثوابت الشهداء والأسرى ، وإننا لن نساوم على فلسطيننا كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة على أرضها وسمائها ومائها، إن القدس عاصمة دولتنا، لا تقبل القسمة والانقسام، هذه هي "فتح" ديمومة شعبنا وطليعته، تبتدع أساليب المقاومة بكل أنواعها للوصول إلى أهدافنا الوطني".
وتابع: "إن الظروف التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية، تتطلب من الجميع التمسك بالوحدة الوطنية، التي لطالما نادينا بها، لأنها السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا بالحرية والاستقلال بعيداً عن كل الحرتقات السياسية والمصالح الجانبية ،لأن القضية والشعب والأرض والقدس في خطر، وطالما يسعى رئيسنا وقائد حركتنا الأمين المؤتمن السيد الرئيس أبومازن للعمل مع الكل الفلسطيني من أجل وحدة الصف والتمسك بالثوابت والدفاع عن كل ذرة تراب بأرضنا المقدسة".
ومن هنا نؤكد رفضنا القاطع لقرار ترامب بنقل السِّفارة الأميركية إلى القدس، وأننا في "فتح" سنقاوم بكل الوسائل، دبلوماسياً وسياسياً وشعبياً، تأكيداً منا على عروبة القدس وفلسطينيتها.
وفي هذا اليوم، يوم انطلاقة المارد الفتحاوي، نؤكد على التلاحم الوطني اللبناني الفلسطيني والذي تكرس بالدم منذ عشرات السنين، وهنا نوجه التَّحية للشَّعب اللبناني الذي كان السباق باحتضان قضيتنا وبذل الغالي والنفيس لنصرة قضيتنا العادلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها