الإعلامي التونسي محمد كريشان قال كلمته ورأيه مع خلاف كبير؛ وهو التونسي العربي مع بعض الفلسطينيين تماماً كما يحدث معنا في المجتمع الذي نحن كفلسطينيون جزء منه؛ إذ يقف معنا وينصفنا البعيدون، أما القريبون فالتمثيل سيد الموقف، والتظاهر بالتأييد عنوان بلا مضمون! وفي الحقيقة لا تهمني المواقف من خارج الحدود كثيراً؛ ليس لأنها غير هامة بل لأنني أعلم بأن القرار مسير وليس مخير! ما يلفت نظري وما يثيرني في الداخل الفلسطيني حيث من الغرابة أن أجد مواقف بعيدة كلياً عن الواقع، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ أن تولى مسؤولية قيادة العمل الوطني الفلسطيني لم أشعر يوماً أنه تخلى عن الثوابت الفلسطينية بل تمسك بها بشدة، ولم ينحرف عن بوصلة الخطوط والجهات التي تؤدي بنا إلى تحقيق الهدف المنشود في دولة فلسطينية، وبذل جهوداً كبيرة مع القيادة الفلسطينية في المحافل الدولية إلى أن حقق الفلسطينيون مكاسب عديدة من الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واعتمادها عضواً في الأمم المتحدة وانجازات كثيرة و متعددة؛ من الانضمام إلى الهيئات والمؤسسات الدولية و غيرها من الإنجازات التي لا يراها بعض الفلسطينيون أنها إنجازات، لا بل يستمرون في خطة المقارنة بين الرئيس محمود عباس والرئيس الشهيد ياسر عرفات لخطة في نفوسهم وقلوبهم؛ ومهمتهم في البحث عن ما قد يثير الناس لتأليبهم وتضليلهم لأخذ مواقف ثمينة بالنسبة لهم لا تتعدى أرنبة أنوفهم .
وللمرة المليون أقر أنني لا أدافع عن الرئيس محمود عباس ولا أنتظر شيئا منه أو من غيره؛ بل مهمتي كمواطنة أن أقيم أفعاله وأعماله وأن أكون منصفة وصادقة ومنطقية، وأشير إلى أنني انتقدته يوماً بسبب بعض سياساته الداخلية لكني أيضاً أكون منصفة، ولا يكون قراري نابع من مدى استفادتي و طموحي على حساب وطنيتي و مبادئي !
في الحقيقة أستغرب تلك المواقف التي لا تزال تنتقد الرئيس محمود عباس، ولا تزال تبحث عن نفسها ولا تزال مواقفها نابعة من مدى الحصول على طموحاتها، ويبقى السؤال ماذا يريد هؤلاء من الرئيس أن يفعل وهو يعلم أن مواقفه التي اتخذها قد تكلفه ثمناً باهظاً بعد أن رفض كل الحلول المطروحة والخطط التي شارك ويشارك بها بعض العرب؟ ماذا يريدون من الرئيس وهو الذي أعلن عن أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد وسيطاً نزيهاً، وأنه لن يقبل بها كطرف محايد في عملية السلام لأنها أثبتت عدم حيادها؟ ورغم أن الموقف الذي اتخذه الرئيس مقبول شعبياً إلا أن الضرر سيطال الرئيس أولاً لأن العرب في حالة مذبذبة من العمل السياسي، وجزء من الشعب ليس قليلاً ليس لديه ما يخفيه من عداوته للرئيس الفلسطيني محمود عباس فلا تهمهم مصلحة القضية؛ إذا رأوا أنهم خارج المعادلة، وذلك سر مواقفهم وحقيقتها وسر نفوسهم ورغبتها
كلمتي الأخير ة للرئيس محمود عباس " أبا مازن سامحهم لأنهم لا يعلمون " واليوم الذي سيندمون فيه على مواقفهم قريب وقريب جداً؛ لأن التطورات وتداعيات مواقفكم الوطنية ستظهر على قبورهم! وإن قلت لأنهم لا يعلمون فهذا رفع قليل من شأنهم لأنهم في الحقيقة يعلمون؛ لكن بوصلتهم محددة في مدى استفادتهم ومنافعهم الشخصية أما نحن فمن قبلك ومن بعدك لنا الله.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها