قال الرئيس محمود عباس إن قضايا كبرى كالقدس واللاجئين والأسرى والحدود والأمن تبحث في المفاوضات، وأن الموقف الأوروبي سيتطور الى مستوى الحد من الاستثمار في المستوطنات، وان الاسرائيليين أخطأوا في انطباعاتهم نحو اهداف ومدى تحركنا نحو الأمم المتحدة
وكشف الرئيس في حديثه لبرنامج "لقاء خاص" بثته قناة العربية مساء أمس عن الوساطة الفلسطينية في صفقة اطلاق مختطفي اعزاز والطيارين التركيين ، والمساعي التي تبذلها القيادة لانقاذ حياة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات من الصراع الدائر في سوريا ، مؤكدا أوامره للكل الفلسطيني وقرار القيادة بعدم التدخل باالشأن السوري والعربي ، وطالب حماس بتنفيذ الاتفاقات الموقعة والذهاب الى الانتخابات لإنهاء الانقسام.
وتحدث الرئيس عن جولته في أوروبا فقال : "جاءت جولتنا في اوروبا لتوضيح موقفنا للأوروبيين الذين كانت مواقفهم ايجابية معنا ، خاصة تأييدهم لنا بالتوجه للأمم المتحدة.
وأشار الى خطا التقديرات الاسرائيلية فيما خص التوجه الفلسطيني نحو الأمم المتحدة فقال :"كان لدى الاسرائيليين انطباع بان الجانب الفلسطيني سيكتفي بالتوجه للأمم المتحدة ، وسيقف عند هذا التحرك ، لكن هذا لانطباع خاطئ" . واضاف الرئيس: "شرحنا للأوروبيين ظروف العودة للمفاوضات بعد الحصول على عضوية دولة في الأمم المتحدة".
عقبات اسرائيلية مؤذية: وحول النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية حذر الرئيس من تأثيرها السلبي المباشر على المفاوضات ونتائجها التي لا تحمد عقباها فقال :" قلنا للأوروبيين عن عقبات اسرائيلية مؤذية أمام المفاوضات ومنها استمرار الاستيطان وهو غير شرعي في الأراضي الفلسطينية والاجتياحات والانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى والقدس وكذلك اعتداءات المستوطنين اليومية، فهذه الأمور قد تؤد لنتائج لا تحمد عقباها، وقد طالبنا الاوروبيين بالضغط على اسرائيل لوقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية
واضاف الرئيس :" لدى الأوروبيين اجماع على الحد من الاستثمار في المستوطنات ، وقد سمعت هذا من كل الدول الأوروبية ومن السيدة كاترين اشتون ، وسيبدأون بتطبيق هذا القرار مع بداية العام القادم2014 " معبرا عن تقديره للموقف الأوربي الذي وصفه بالرسالة القوية قائلا:" اجراءات الاوروبيين تجاه الاستيطان رسالة اوروبية لإسرائيل بأن هذه المستوطنات غير شرعية ، وأن هذا الموقف قد يتطور ، ونحن نقدر كثيرا هذا الموقف الأوروبي ".
المفاوضات والقضايا الكبرى: وأكد الرئيس بحث القضايا الكبرى العالقة في المفاوضات التي مضى شهرين ونصف على انطلاقها فقال تُبحَث في المفاوضات القضايا الأساسية مثل الحدود والأمن والقدس والأسرى واللاجئين والمياه وغيرها من القضايا الكبرى العالقة.. لكنا لا نريد الحديث عن تفاصيل المفاوضات عبر وسائل الاعلام، فهذا متروك لوزير الخارجية الأميركي جون كيري ..، أما سقف المفاوضات فهو 9 شهور وقد مضى منها شهرين ونصف ".
تغيير اسم اسرائيل: وحول شرط اسرائيل على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية اسرائيل رد الرئيس قائلا:" عندما اعترفت الولايات المتحدة الأميركية لأول مرة في عهد الرئيس ترومان رفضت كلمة الدولة اليهودية فكيف يطالبوننا نحن بهذا الأمر الآن ، لذلك ان ارتأت اسرائيل ان تكون دولة يهودية فعليها الذهاب الى الأمم المتحدة لتغيير اسمها ".
اوهام حماس : وفي موضوع المصالحة طالب الرئيس حماس بتنفيذ التزاماتها في الاتفاقيات الموقعة للذهاب الى انتخابات تنهي الانقسام وقال:" وقعنا اتفاقيات مع حماس في كل من القاهرة والدوحة وذلك بعد الانقلاب عام 2007 حيث اوكلت الجامعة العربية ملف المصالحة لمصر العربية ، ومصر مازالت الراعي لها ، لكن حماس لم تنفذ هذه الاتفاقيات ، لذلك عليها تنفيذ التزاماتها ولنذهب جميعا الى الانتخابات " ..مؤكدا مشاركة الكل الفلسطيني في الحياة السياسية فقال :" لا نريد اقصاء احد ، نريد الذهاب الى الانتخابات جميعا.. ونتمنى ان يكونوا قد استوعبوا هذا الموضوع ..لنذهب جميعا الى الانتخابات وننهي حالة الانقسام الفلسطيني الحاصلة . وأضاف:" اعترى حماس بعض اوهام بسبب الظروف الاقليمية التي كانت بالمنطقة وعليها ان تكون واقعية".
وساطتنا انتجت الصفقة : وكشف الرئيس ابو مازن عن وساطته التي بدات منذ سنة ونصف حتى الوصول الى صفقة اطلاق المختطفين اللبنانين في اعزاز والأتراك في بيروت والمعتقلات السوريات فقال :" للبنان افضال كثيرة علينا كفلسطينيين ، ونحن لنا علاقات مع كل الأطراف السورية النظام والمعارضة ، وقد بدانا وساطتنا من سنة ونصف بدعم من الأتراك وبعلم كامل من المسئولين اللبنانيين ، واستمرت هذه المساعي حتى وصلت الى امكانية عقد صفقة ، حيث تطلق المعارضة السورية سراح 9 لبنانيين وتفرج الحكومة السورية عن بعض النساء المعتقلات لديها ، مقابل الافراج عن طيارين تركيين كانا محتجزين في لبنان ، وايدت كل الأطراف هذا الأمر ، الى أن افرج عنهم ، وكانت فرحة كبيرة للشعب اللبناني ".
اوامر صريحة: وحول الصراع الدائر في سوريا وانعكاساته على اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بسوريا ، وتكرار مىسيهم في الهجرة واللجوء قال مشددا :"اعطيت اوامرا صريحة للكل الفلسطيني بعدم التدخل ، وهو بالفعل ماحصل ، فقرارنا في القيادة الفلسطينية هو عدم التدخل في شؤون الدول العربية .. لكن حصل مؤخرا اشتباكات بين أطراف النزاع السوري في مخيمات اللاجئين في سوريا وأدى لتشريد معظم الفلسطينيين من مخيماتهم ، علما أن قرابة مليون فلسطيني موجودون في سوريا ولبنان ". ودعا الرئيس ابو مازن وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين للقيام بواجبها تجاه اللاجئين الهاربين من نيران الصراع في سوريا فقال :" ندعو وكالة " الاونروا " للوقوف أمام معاناة اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من الصراع الدائر في سوريا ، أما نحن فإننا نقدم ما نستطيع من معونات لإنقاذ حياتهم".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها