إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، أعاد الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحرب الباردة، وأشعل عِداء واسع ضد سياسته واستيراتيجية المرفوضة من العالم كافة، وبل أنه خرج عن بروتوكلات الزعماء وأعلن الحرب الاقتصادية ضد كل من يقوم بالتصويت لصالح الحق الفلسطيني، وضد قراره المرفوض، وبهذا نجحت دولة فلسطين في تقديم قضيتها كأولوية في الأمم المتحدة وحصلت على زخم ودعم غير مسبوق من الأمم المتحدة، التي أيدت حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني فوق أرضه المحتلة، وأعادت التأكيد على المكانة القانونية الخاصة لمدينة القدس وللمقدسات الإسلامية وقرارات اليونسكو الخاصة بذلك.

وفي الجانب الأخر ومن قلب الميدان التحمت القيادة الفلسطينية مع جموع شعبنا في مدن الضفة الغربية واشتبكوا في يوم الأربعاء (يوم الغضب)، مباشرة مع جيش الاحتلال ومستوطنيه، وتقدمت المسيرات قيادات حركة "فتح" بأعلى مستوياتها، وقيادات الفصائل الفلسطينية، مما سجل لوحة فلسطينية غاضبة ورافضة للعنجهية والعنصرية الاحتلالية، ولقرارات ترامب الذي تجاوز كل الخطوط والحدود وأصبح وفق كل الإحصائيات العدو الأول لأمتنا وشعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وهذا ما نقلته كاميرات الإعلام من مشاهد تجمع الجاليات في كل العالم.

"لبيك يا قدس" شاركت فيه السلطة الوطنية الفلسطينية، وسمحت لكل الموظفين بالخروج للتظاهر ضد الإدارة الأمريكية، والوصول المباشر إلى نقاط التماس مع (إسرائيل)، كما أن الإعلام العبري نقل مشاهد أغاني تم بثها من تلفزيون فلسطين، واعتبرت تلك الأغاني قرار وطني لتوسيع مساحات الاشتباك الميداني وتصعيد المقاومة.

كل الجهود السياسية تبذل من كل التحالفات والمحاور ودول العالم من أجل أن يتراجع ترامب عن قراره الخاص بالقدس، أو أن تقوم الأمم المتحدة باتخاذ قرارات دولية ملزمة للإدارة الأمريكية للتراجع أو تثبيت الحق الفلسطيني ورفض كل قرارات ترامب وتبعات ذلك قانونياً، والإبقاء على القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في أن يعيش في دولة فلسطينية عاصمتها القدس، كما أن الرئيس الفلسطيني ومنذ قرار ترامب يقود حراك دولي واسع في العالم، بجانب حراك ميداني متصاعد لجموع شعبنا وقيادته في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.