ست مخرجات من قطاع غزة استطعن بإبداع وتميّز لفت الأنظار الى عادات وقضايا مجتمعية غير جيدة من خلال انتاج أفلام تحاكي الواقع. شكلو حلو..بس"، "منشر غسيلو"، "ان جي كوز"، "أولادي حبايبي"، "الفرازة يما"، أسماء اختارتها المخرجات لأفلامهن ليحكي كل منها قصة تتضمن عادة سيئة في المجتمع يجب التخلص منها، وذلك ضمن مشروع مخلفات.

المخرجة رنا مطر والتي أخرجت فيلم "شكلو حلو..بس" قالت: " ان اسم مخلفات دفعها لاختيار فكرة تتحدث عن البحر بما يحتويه، وأن البحر جميل ولكن الانسان يعمل على تخريبه". وقالت مطر " أن البحر هو المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة وهو أمل الغزاوي، مشيرة الى أنه رغم ذلك فهو متنفس غير آمن". وأضافت:" في البداية سلطت الضوء على ما يمثله البحر للغزيين من مكان للتنزه، لتنتهي الفكرة بما يقوم به الانسان من تلويث لهذا البحر ورمي النفايات والمخلفات فيه".

وتمنت مطر أن يكون الفيلم خطوة في اتجاه المحافظة على البحر، متمنية أن يقوم المسؤولون بدورهم بانقاذ البحر والمحافظة على الملاذ الأهم في حياة الغزيين. أما فيلم "منشر غسيلو" والذي استغرق خمسة أشهر في الاعداد يسرد بأسلوب ساخر من خلال التصوير الحي والكرتون جزءاً من قاموس التحرش اللفظي الذي تتعرض له المرأة في المجتمعات العربية.

 المخرجة أريج أبو عيد أوضحت أنها قامت بمشاركة المخرجة الاء الدسوقي في عرض الفكرة في هذا الفيلم لتشير الى أن الفتاة مهما ارتدت من ملابس فهي تتعرض للتحرش. وقالت أبو عيد:" المرأة تتعرض للتحرش اللفظي ولا علاقة لما ترتديه بذلك". ووجهت المخرجات شكرهن لمؤسسة شاشات القائمة على المشروع ولما أتاحته لهن من فرصة لطرح مثل هذه المواضيع.

المخرج عبد السلام شحادة المشرف على بعض الأفلام أكد أن مؤسسة شاشات أعطت المخرجات من الضفة وقطاع غزة الحرية في عمل الأفلام ضمن مشروع "مخلفات" للتعبير عن أفكارهن وعن هموم وقضايا الناس، مضيفاً :" يجب اظهار غزة ليست فقط بمظهر الحصار والخوف والقلق، بل يجب ابراز القضايا المختلفة فيها". وأوضح شحادة أن الأفلام تم انتاجها تحت مسمى مخلفات، مبيناً أن الفتيات اخترن مواضيعا مختلفة ما بين البطالة والسلوك المجتمعي وعلاقته بالمرأة وغير ذلك. وأشار شحادة الى أن السينما الفلسطينية تواجه صعوبات عديدة منها قلة الأدوات ووسائل الانتاج. وشكر شحادة مؤسسة شاشات لاهتمامها بدعم سينما المرأة الفلسطينية واعطائها المهارات للتعبير والتمكين والقدرة على سرد القصة بلغة بصرية من خلال قضايا لها علاقة بالمجتمع والمرأة. ويذكر أنه تم افتتاح مهرجان شاشات التاسع لسينما المرأة في فلسطين، وتم عرض الأفلام التي تم انتاجها بحضور عدد كبير من المثقفين وأساتذة وطلبة الجامعات والصحفيين ومختلف شرائح المجتمع.