أفض حبرَ النقمة على جَلَدي
 علَّ غيبوبتي تصهُلُ يقظة
 فامتطي قوسَ عبوري
 كالسهم الفتي...
 أعبر...
حتى كبدِ الملحمة .
 أفض بأسَ خوفهم على دهشتي
 وأيقظْ خمرَ الحماقة بي
 فقد أرهقني الحكماء ...
 أذلَّتني تغاريدُ حشمتِهم .
 ما أجملَ نوم الخائفين...
ما أقسى... سبات الأولياء.
أفضْ دمَك الزهريّ في جدول القصيدة
وامتشقني... علماً قانياً
 قبل مشيبِ الشظايا في جسدِ البستان.
مَنْ يحرُسُ القلبَ من سعالِ النميمة؟
تلك سُمرتي أُريقُها على سطوحِ الحارات
كي تشربَني الأزقَّةُ...
فالجدرانُ ممسوسةٌ بجلودِ الخائبين
بصورِ المقصوفينَ في منتصفِ البلاء.
ذوِّبيني...
في ترابِ الحواكيرِ الموحلة
وفي الأمكنةِ الباردة من سفوحِ التلال.
اشتهي يا سيِّدة الظلِّ العتيق
أن أصيرَ تراباً مخمليّاً
حصى بركانيّاً... وبقايا رماد.
حيث لا مطر
من أين يشربُ النهر؟
وحيث لا رصاص في الصدر
من أين تشربُ الأرض؟
كأننا يا سيِّدةَ الحزن...
من بلادِ الأنهرِ المؤجَّلة.
مَنْ يرعى الخوفَ بشهوةِ الحتوفِ... سوانا؟
نراوغُ النارَ الكفيفة بزنانير الخفاء
في ظهر تابوتِ السماء نتركُ للعتمةٍ ثقباً جاهليّاً
كي تنزَّ المزاميرُ دخاناً... ووجعاً لاهوتيَّ الهوى.
أقلعتْ عن المطرِ السماء
فالأرضُ تمطرُ الآن... سواداً بربريًا وأشلاء
 وتمطرُ نزَقاً من بغيٍ ودعاء.
لكم في ذاكرة الحِقبِ يمامٌ
وأكفٌّ لها نكهةُ الزيتِ.
يا أيُّها المنسيّون في قيعان جراحكم:
لا تخافوا بلدوزرَ العابرين...
فالزيتونُ لا يعطي سرَّه إلاّ للتراب
والخصوبةُ لا تنطقُ زوراً
حيث الظِلالُ لا تشي للحطابين أسرارِ الجذور.
أقلعتْ عن المطر السماء...
منذُ افترسَ الجرادُ حدائقَ الغيم
وجفَّتْ عروقُ التوّاقين للرحمة.
مَنْ يهُزُّ السماء من خاصرتِها؟
يدلقُ الجرَّة عن كتفِ الساقية...
مَنْ يشدُّ بكلتي يديهِ عنقَ النار؟
كالوشمِ المؤبَّدِ أنتَ بي...
أيُّتها الخوفُ المتسرِّبُ كالشهقةِ المجنونة
أراكِ مكيدتي الجميلة
أنعشني بتعويذةٍ أيها الناي...
فأنا غجريُّ الرحلة الدائمة
أطاردُ ظليَ الخائف...
ما أجملَ خوفه
ذلك الحاملُ رقصتهُ دائماً
 وهو يغيبُ.