إحياءً للذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، نظَّمت حركة "فتح" في منطقة الشمال مهرجانًا جماهيريًّا في مخيّم البداوي، اليوم السبت 11-11-2017، بحضور حاشدٍ تقدَّمه ممثِّلو القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، ورؤساء بلديات، ومخاتير، وفعاليات، وجماهير لبنانية وفلسطينية من منطقة الشمال.

وبعد تقديمٍ من مسؤول المكتب الطلابي الحركي في منطقة الشمال الأستاذ محمد أبو عادل، افتُتِح المهرجان بآيات من الذكر الحكيم ألقاها الشيخ أبو عثمان.

ثُمَّ كانت كلمة لرئيس "دائرة أوقاف عكّار" فضيلة الشيخ مالك جديدة حيث قال: "السلام على القدس وعلى رجالها الأبطال، السلام على فلسطين الحبيبة وكلِّ شهدائها أصحاب الدماء الزكيّة، وفي مقدّمهم رمز أُمّتنا وكفاح قدسنا ومقدّساتنا القائد الرمز ياسر عرفات".

وأضاف: "فلسطين هي اليوم قضية القضايا والبوصلة الحقيقية لكلِّ مُسلمٍ عربي أصيل، وستبقى في الوجدان العربي والإسلامي لأنَّ جذورها في قلوبنا وأصلها في صدورنا، وفي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وجذرها في الوجدان العربي الحاضر، جهاد أولئك الأبرار الذين أعادوا الكرَّة من جديد، أبطال فلسطين والأقصى وعلى رأسهم الرجل الذي قُلتم فيه بأنَّه رجل بحجم وطن، ونحن نقول إنَّه رجل بحجم أمَّة هو القائد الرمز ياسر عرفات، فصبراً آل ياسر إنَّ موعدنا وإيّاكم في القدس الشريف، لقد منحكم الله وسام عزٍّ وشرف بأن جعلكم طليعة المجاهدين".

وأكَّد أنَّ لفلسطين بعدها الوطني العربي والإسلامي والإنساني، وأنَّ كلَّ حُرٍّ يحمل ضميرًا حرًا ينبغي أن ينتصر لقضية فلسطين.

وتطرق إلى وعد "بلفور" فاعتبره مزيّفاً قائمًا على باطل وأوهام لا يسندها التاريخ ولا العقل ولا المنطق مؤكِّدًا أنَّ "وعدنا إلهي بأنَّ فلسطين ستبقى عربيّة". ودعا أبناء فلسطين من كلِّ الاتجاهات للالتفاف حول القدس والأقصى، واللقاء على محور هذه القضية، وأضاف: "نرى فيكم مشروع النّصر للقدس والأقصى والأمة العربية من أجل ذلك علينا جميعاً ان نعد جيل النصر، واسباب النصر، ومن اول اسباب النصر من بعد الايمان بالله هي الوحدة على الهدف الاقدس والاشرف وهي فلسطين والاقصى".

وختم كلمته قائلاً: "إنَّ كوفية الاقصى دخلت إلى بيوتنا لأنّها كوفية أبو عمّار الذي لم يهادن، ولم يتنازل عن حبّة تراب من فلسطين، فالتحية لروحه الطاهرة وللمرابطين من كل أبناء فلسطين للدفاع عن المقدسات الفلسطينية".

وبعدها كانت كلمةٌ ألقاها مسؤول "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" في الشمال أبو عدنان عودة، ممَّا جاء فيها: "رحلَ المناضل والقائد الكبير أبو عمار بعد أن رسَّخ نهجاً ثورياً صلباً وعقب حصار إسرائيلي جائر لمقر الرئاسة، والذي جاء رداً على مواقفه الصلبة وتمسكه بالثوابت الوطنية".

ونوَّه ببروز حضور عرفات ومواقفه المؤثّرة على مختلف مراحل النضال الوطني منذ انطلاقة الثورة المعاصرة من حنكة ثورية وإرادة وصمود أمام كل التحديات، إذ إنَّه حوَّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجّلها التاريخ.

وإزاء ما يجري في لبنان من عاصفة سياسية كبيرة بعد استقالة رئيس الحكومة وما تلاها من توتر سياسي في المنطقة، قال: "يُهمُّنا نحن وكل الفصائل الفلسطينية أن نؤكِّد حيادنا الايجابي، كما مارسنا هذا الحياد في السابق بعدم التدخُّل في شؤون لبنان الشقيق والحفاظ على أمن واستقرار مخيماتنا".

كلمة "الحزب الشيوعي اللبناني" ألقاها مسؤول العلاقات السياسية في الشمال فلاديمير يوسف حيث قال: "في ذكرى استشهادك أبا عمّار نستذكرُ مواقفك وصلابتها وقوة الإرادة والمواجهة، لقد اغتالوك لأنَّهم خافوك، واعتقدوا أنَّهم باغتيالك ظفروا ومهدَّوا الطريق نحو المزيد من الاستبداد والسيطرة، ولكن شعبك الأبي الذي غرست فيه روح المقاومة وقوة الإرادة يواجه بالصدور والهامات العالية آلة الحرب الصهيونية متمسكين بالحقوق والثوابت".

وأضاف: "ما زالت تشهد منطقتنا العربية وجوارها مرحلة انتقالية صعبة المخاض تتصادم فيها الكثير من المشاريع التي لا تريد بمجموعها الا تامينا لمصالحها الحيوية لانقاذ اقتصادها المتهالك ورأس الحربة في جميع هذه المشاريع وهو ما تحيكه الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة".

ورفض استخدام لبنان كمنصة لتحقيق أجندات سياسية خاصة في صراعات المنطقة، وأيضًا أي تدخل خارجي يتنافى مع مصالح وتطلعات الشعب اللبناني، واعتبر أنَّ استقالة رئيس الحكومة تنطوي على تهديد خطير للبلد وتشرع الباب أمام عدوان العدو الإسرائيلي.

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في الشمال أبو جهاد فيّاض حيث قال: "ياسر عرفات أسَّس حركة "فتح" وأصبح رئيس اللجنة التنفيذية لـ"م.ت.ف"، وعنواناً لكلِّ ثورات التحرر في العالم حتى باتت كوفيّته الفلسطينية رمزاً للشعوب التي تسعى للتحرُّر من الظلم والاستبداد وكلماته تتناقلها شفاه المناضلين في كل أنحاء العالم حتى اسمه بات مرتبطاً باسم فلسطين".

وأضاف: "خسارتنا كبيرة برحيلك أيُّها القائد الرمز، ولكنَّ عزاءنا بوجود خليفتك الأخ الرئيس أبو مازن الثابت على الثوابت حامل الأمانة لاستكمال المشوار حتى تحقيق الحرية والاستقلال وإقامة الدولة على ترابنا الوطني الفلسطيني".

وتابع: "إنَّنا في هذه الذكرى المجيدة ومن مخيّمات الشتات نؤكّد التزامنا بالمصالح الوطنية لشعبنا من أجل استكمال مشروعنا الوطني باقتلاع الاحتلال الصهيوني من أرض الآباء والأجداد وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم تنفيذاً للقرار الدولي 194 رغماً عن الإدارة الأميركية ورئيسها ترامب المتصهين أكثر من نتنياهو والداعم لدولة الاحتلال الصهيوني ولجيشها قاتل الأطفال في فلسطين".

وأشار فياض إلى أنَّ "ما يجري في وطننا العربي من  إشعال الحروب يهدف لإعادة ترسيمه من جديد عبر ما يُسمّى بالربيع العربي الذي دمّر مقدرات الأمة فساداً وقتلاً وتدميراً مدعومة من أميركا وبعض الدول الإقليمية والعربية التي دعمت وموّلت العصابات التكفيرية المتمثّلة بداعش وجبهة النصرة والمتطرفين لتشويه صورة الدين الإسلامي الحنيف بسلوكهم الإرهابي وقتلهم الأبرياء.إنَّ الخلاف الواقع بين الدول العربية وإيران لا يخدم قضيتنا باي حال من الاحوال بل يخدم المشروع الصهيوني في المنطقة .

وثمّن فياض إصرار الشعب الفلسطيني وقيادته ممّثلة بالرئيس أبو مازن حرصا منه وعبر محاولاته المتكررة لإتمام المصالحة مع إخوتنا في حركة حماس نجحت المساعي المصرية في هذا الاتجاه وتم التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس في القاهرة وبدأت الأمور تسير بشكل ايجابي وبخطوات تدريجية.

وأكّد فياض ضرورة حفظ أمن لبنان واستقراره وشدَّد على أنَّ أمن مخيماتنا مرتبط بأمن لبنان وعلينا كفصائل فلسطينية تقع مسؤولية الحفاظ على أمن مخيماتنا عبر التنسيق مع الدولة اللبنانية، وطالب البرلمان اللبناني بضرورة تشريع قانون يضمن حقي العمل والتملك لأبناء شعبنا الفلسطيني للعيش بكرامة لحين عودتنا إلى ديارنا.

وطالبَ فيّاض "الأونروا" بضرورة الإسراع في استكمال عملية إعادة إعمار مخيَّم نهر البارد، ودفع بدل الإيجار للعائلات التي لم تتسلَّم بيوتها بعد والتعويض على أهالي الحي الجديد أسوةً بإخوتنا اللبنانيين من خلال الحكومة اللبنانية ممثّلة بـ"لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني".