أطلقت مؤسسة الدراسات الفلسطينية، منصّة رقمية جديدة بعنوان "توثيق استهداف الثقافة في قطاع غزة"، تقدّم معلومات شاملة حول الموروث الحضاري والثقافي المستهدف من قِبل الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وتوثّق أعمال التدمير المستمرة للإرث الثقافي التراكمي في القطاع.
تتألف المنصّة من سبعة أقسام يتمّ تحديثها باستمرار، يتناول القسم الأوّل منها المؤسسات الثقافية والفنية التي جرى استهدافها، بينما يركز القسم الثاني على الأماكن الأثرية والمباني التاريخية والمتاحف.
أما القسم الثالث، فيرصد الأرشيفات والمكتبات التي تمّ تدميرها، بينما يوثّق القسم الرابع أسماء شهداء القطاع الثقافي وأعمالهم الفنية والأدبية.
ويقدّم القسم الخامس شهادات مصوّرة، وهي عبارة عن مقابلات أجرتها المؤسسة مع مبدعين وفنانين وكُتّاب وعاملين في الثقافة في قطاع غزة، ترصد فيها المشهد الثقافي منذ بدء الحرب على القطاع.
يضم هذا الجزء مقالات تحليلية أيضاً، وهي مقالات استكتبت المؤسسة خلالها عشرات الكُتّاب، تربط الجهد التوثيقي المعلوماتي بالجهد البحثي التراكمي.
وتسلط المقالات المنشورة الضوء على الاستهداف الثقافي الممنهج الذي تنتهجه إسرائيل، عبر ما كُتب في مدوّنة فلسطين الميدان، فضلاً عن مدوّنات المؤسسة بالإنجليزية، والمقالات التي نُشرت في مجلات المؤسسة المتعددة، وأوراق السياسات ذات الصلة.
كما تشمل المنصّة قسماً خاصاً بالسجل الإعلامي، الذي لا يزال قيد الإعداد لجمع الفيديوهات والتقارير والبيانات الصادرة عن مؤسسات أخرى في هذا الصدد.
وقالت المؤسسة على موقعها: "تحاول المنصّة أن ترسم صورة مقارنة للنسيج الثقافي الذي كان قبل الإبادة في القطاع، وما آل إليه بعدها من مرافق ومؤسسات ثقافية ومواقع تاريخية وأثرية وعمارة، ومكتبات، ومتاحف، وأرشيفات، ومؤسسات تعليم الفنون، والإنتاج الثقافي والإبداعي، والصناعات التراثية التقليدية".
أضافت: "كما تهدف إلى توثيق وتحليل وعرض آثار وأبعاد الاستهداف الممنهج للثقافة والموروث الحضري في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023. ويتضمن ذلك مسحاً للواقع الحالي، وربطه بالسياقات التاريخية لاستهداف الثقافة الفلسطينية، في محاولة لطمس الهوية والتاريخ الفلسطيني".
كما تشمل المنصّة جمع وتوثيق البيانات، ومسح الأضرار التي طالت المؤسسات والعاملين في الثقافة في قطاع غزة، وإنشاء قاعدة بيانات إلكترونية يستطيع الباحثون في الشأن الثقافي الاستعانة بها في أبحاثهم.
ولفتت المؤسسة إلى أنها "تعمل بصورة مستمرة ومتواصلة على تحديث المعلومات والبيانات الواردة في المنصّة، بهدف تقديم مصدر موثوق وشامل يساعد الباحثين والفنانين والمهتمين والعاملين في المجال الثقافي، من أجل الوصول إلى معلومات دقيقة بشأن حجم الدمار والانتهاكات التي تطال الثقافة الفلسطينية".
تأتي هذه الخطوة، في إطار جهود مؤسسة الدراسات الفلسطينية المستمرة لتوثيق سياسات الاحتلال الإسرائيلي، "الهادفة إلى تدمير الهوية الثقافية الفلسطينية، للمساهمة في تعزيز الوعي العالمي والمحلي، وفتح المجال للنقاش الأكاديمي والإبداعي بشأن قضية استهداف الثقافة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها