لم يكن اللقاء بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ووفد القيادة السياسية الموحدة للفصائل والقوى الفلسطينية في لبنان مجرد لقاء روتيني. هذه المرة جاءت الفصائل والقوى الفلسطينية حاملة معها إلى اللواء إبراهيم خارطة طريق فلسطينية نحو إرساء الأمن والاستقرار في المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة تتويجاً لخطوات عدة كانت بدأتها هذه القوة وبمباركة منه ومن كل المسؤولين الأمنيين والعسكريين ومن فاعليات صيدا الذين يحرصون على أمن المخيمات وعدم استخدامها مقراً أو ممراً لكل ما يُشكل مصدر تهديد للساحة والقضية الفلسطينية ومن خلالها للداخل اللبناني.

اللقاء الذي عُقد في مقر المديرية العامة للأمن العام في بيروت، شغل الوضع في المخيم عين الحلوة الحيز الأكبر منه، تحت عنوانين: خطوات تثبيت الأمن في المخيم ترجمة للإجماع الفلسطيني على هذا الأمر والدعم اللبناني له، واللذين ترجما في وثيقة مجدليون التي جرى التوصل إليها في آب الماضي، وما تمخض عنها من لجان لا سيما لجنة متابعة ملف المطلوبين في المخيم. والعنوان الثاني هو ما أُعلن عن مغادرة المطلوب اللبناني الأبرز شادي المولوي مع أربعة آخرين المخيم.

أوساط المشاركين في اللقاء من الفصائل والقوى الفلسطينية أبدت ارتياحها الكبير للأجواء "الأكثر من إيجابية التي سادته". وأشارت هذه الأوساط إلى أنَّ أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وأمين سر تحالف القوى الفلسطينية المسؤول السياسي لحماس في لبنان أحمد عبد الهادي، وضعا باسم الوفد، اللواء إبراهيم في أجواء الخطوات التي قامت بها الفصائل والقوى الفلسطينية على صعيد تثبيت الاستقرار في عين الحلوة من تشكيل للجان ملف المطلوبين والتنسيق الأمني وغرفة العمليات.

وأشارت هذه الأوساط إلى أنَّ اللواء إبراهيم رحَّب بالوفد مهنئاً بالمصالحة الفلسطينية بين "فتح" و"حماس"، ومثنياً على الجهود التي تُبذل، واللجان التي تشكل، من قبل جميع القوى والفصائل الفلسطينية في لبنان، ومن أجل إرساء الأمن والاستقرار في المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة. واعتبر اللواء إبراهيم أنَّ تشكيل هذه اللِّجان ولا سيما لجنة متابعة موضوع المطلوبين وَضَعَ قطار هذا الملف على السكة الصحيحة، مبدياً ارتياحه لما تحقق حتى الآن.

 وجدَّد طمأنته للقيادة الموحدة للفصائل والقوى الفلسطينية بأنَّ لا خوف ولا قلق على الوضع في المخيم، ولن يتم فتح جبهة في المخيم طالما أنتم موجودون وتقومون بهذه الخطوات التي ندعمكم فيها لأنَّها تصب في خانة تحصين أمن استقرار المخيم والجوار اللبناني.

كما أثار الوفد مع اللواء إبراهيم موضوع إدخال مواد البناء إلى المخيمات وموضوع إقامة الفلسطينيين النازحين من سوريا.

هذا وشدَّد الجيش اللبناني تدابيرَه وإجراءاته الأمنية على حواجزه الخمسة المحيطة بمخيّم عين الحلوة، عقب المعلومات التي تحدّثت عن فرار الإرهابي المطلوب شادي المولوي بزيٍّ تنكّريّ وهويةٍ مزوَّرة إلى سوريا.

مخابرات الجيش والقوى الأمنية تتولّى التأكّد من هروب المولوي من المخيّم، بمن فيها حركة "فتح" التي جنَّدت فصائلها لمعرفة حقيقة الموضوع، إلّا أنّ الأمر أصبح مؤكّداً لدى فاعليات المخيّم التي قالت: أنَّ "الهروب أراحَ المخيّم منه لأنه كان شرارةً لتوتير الأجواء".