أطلقت جمعية "مسار" بالشراكة مع السفارة السويسرية وبالتعاون مع سفارة دولة فلسطين اليوم الثلاثاء 2017/10/24 حملة الكترونية بعنوان "إنسان من فلسطين"، بحضور سفيرة سويسرا مونيكا شودز كيرغوز، وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة، وممثلين عن جمعيات مهتمة.

بدايةً أكَّدت سفيرة سويسرا مونيكا شودز كيرغوز في كلمة لها "أنَّ سويسرا شريكة لجمعية "مسار"، لافتةً إلى قرب إحياء ذكرى النكبة، معربةً عن أسفها "لأننا في القرن ال 21 ولا يزال اللاجئون يهربون من الحروب".

وأشارت إلى أنه "قبل 70 عاماً اضطر الشعب الفلسطيني إلى اللجوء بسبب نزاع مسلح"، منتقدة تجاهل حقوق اللاجئين.

وأعلنت "أن حملة "إنسان من فلسطين" تجعلنا ننظر إلى أنفسنا في المرآة، وأن نفكر في كيفية حلول هذه الأزمة".

من جهته، أعرب السفير دبور عن تقديره لكل من ساهم في حملة "إنسان من فلسطين"، لافتاً إلى أنَّ هذا العمل "يهدف إلى تقديم صورة عن الواقع الذي يعانيه اللاجئون الفلسطينيون المصرون على العودة، ويناصر حقوقهم الإنسانية".

وتابع: "أهمية العمل أنَّه بمشاركة فلسطينية – لبنانية، عملاً بمبدأ التنسيق القائم بيننا وبين أشقائنا اللبنانيين على المستويات كافة".

وأضاف: "جميعنا يعلم أنَّ جذور المشكلة هي اللجوء القسري للفلسطينيين إلى لبنان والناتج عن التهجير من المدن والقرى التي كانوا يعيشون فيها وتشريدهم في شتى بقاع الأرض وإحلال شعب آخر مكانهم، والتنكر لحقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم للعيش بحرية واستقلال وكرامة في وطن سيد حر مستقل كباقي بني البشر، وترافق هذا اللجوء الفلسطيني ومنذ البداية مع صعوبات وتحديات كبيرة واجهت اللاجئين نتيجة حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية والتي أقرَّتها المواثيق والمعاهدات الدولية".

وأشار إلى "أنَّ حوالي ثلثي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر"، وقال: "لا أريد الخوض في الحديث عن المادة 59 من قانون العمل، والتي تمَّ تعديلها بحيث يسمح للفلسطيني بالعمل لكنه لم يطبق".

وأكَّد دبور "أننا كفلسطينيين في لبنان نترقب العودة إلى وطننا فلسطين ونناضل من أجلها بشتَّى السبل، سواء عدنا أحياء أم أسرى أم شهداء أم رفات، وكفانا تصريحات ومواقف لقد سئمنا".

وقال: "أتعلمون كم هو العدد المتبقي من الفلسطينيين في لبنان اليوم، اسألوا لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني وأنا متأكد من أنكم ستتفاجؤون من العدد المتبقي، الفلسطينيون ركبوا البحر والكثير منهم أكلته الأسماك".

وشدَّد السفير الفلسطيني على المحافظة بالعلاقات الأخوية التي تجمعنا والتزامنا الثابت بالحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان الذي استضافنا مشكوراً منذ هجرتنا القسرية عن وطننا، وهذا بإجماع وطني فلسطيني وعلى كل المستويات الشعبية والفصائلية والقيادية.

وذكر دبور بما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، "يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الآخاء، الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكن أن تستند إليه قيمة مطلقة وهي الكرامة".

ودعا إلى إعلاء الصوت عالياً في ذكرى وعد بلفور، هذا الإعلان الذي أعطى ممن لا يملك لمن لا يستحق، وكان أحد الأسباب لتشريد ومأساة شعبنا الفلسطيني منذ نكبة 48، داعياً إلى التحرك ورفع الصوت عالياً في وجه من هم وراء هذا الإعلان "وبدلاً أن يحتفلوا به عليهم أن يعتذروا عنه".

من جهته قال منيمنة: "يوماً بعد يوم، تضيق إمكانية الحوار العقلاني في قضايا اللاجئين وكل مسائل حقوق الإنسان في لبنان، فوسط الضجيج الشعبوي حول النازحين السوريين ومشاريع التوطين، تعود الهواجس نفسها التي غذَّت الحروب اللبنانية وأحرقتنا جميعاً بنارها إلى الواجهة، ويبدو لي لوهلة أننا لم نتعلم الكثير رغم الإثمان الباهظة التي دفعناها. كما يبدو لي أن الانقسام اللبناني حول اللاجئين الفلسطينيين بالإمكان استعادته في لحظة الهروب من اختلافاتنا أو التمايز فيها".

وأضاف: "أمام هذا الواقع، فإن لجنة الحوار منذ تأسيسها وعملها على امتداد السنوات، وإلى جانب الالتزام بدعم الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وسياساته الاقتلاعية ودعم حقوقهم الوطنية المشروعة، كان هدفها الرئيسي ولا يزال العمل لبناء علاقات سليمة وصحية بين الدولة والمجتمع اللبناني وبين مجتمع اللاجئين الفلسطينيين بكافة تلاوينه بما يدعم قضيتهم وعودتهم إلى بلادهم ويحترم متطلبات وجودهم اللائق على الأراضي اللبنانية وهو التزام راكمنا خلاله مكاسب لن نضحي بها".

وأكَّد "أنَّ مقاربة مشكلات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من زاوية حقوقهم الإنسانية ضرورية، لكنها غير كافية إن لم تتلازم مع مسار سياسي قادر على التصالح مع الماضي وبناء وعي جديد مبني على المعرفة الموضوعية لأوضاعهم يسعى إلى تبيان المخاطر الحقيقية وطمأنة الهواجس والمخاوف المبالغ بها أو الناجمة عن الأحكام المسبقة أو المعلومات المجتزأة وغير الدقيقة".

وقال: "من هنا، كان هدف اللجنة التأسيس لمقاربة سياسية مشتركة بين اللبنانيين لكيفية التعامل مع قضية اللجوء الفلسطيني مع استيعاب وتجاوز الظروف والملابسات والخلافات وذاكرة التناقضات التي رافقت المراحل الطويلة التي عبَّرتها العلاقات المتبادلة، وأثر جهود تواصلت قرابة العامين، نجحنا خلالها في إدارة حوار لبناني - لبناني هادئ بمشاركة الأحزاب والتيارات السياسية الرئيسية في لبنان، تمَّ التوصل إلى صياغة نص مفتاحي يعبد الطريق نحو إجراءات تنفيذية وتفاهمات أشمل وأوسع، يمكن البناء عليها في إقرار توصيات عامة في شأن الملف الفلسطيني تحفظ للبنان سيادته على أرضه وللاجئين الفلسطينيين حقهم في العودة وفي تحسين أوضاعهم لحين ذلك، ولقد رفعنا نص الوثيقة إلى مجلس الوزراء لاعتمادها كسياسة عامة للحكومة اللبنانية".

وطالب بتصحيح المغالطات والأخطاء الشائعة بدءاً من عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان وواقع أوضاعهم المعيشية الناجم عن وضعية اللجوء وعن القيود التشريعية على معظم حقوقهم المدنية.

ودعا إلى اجتياز الحاجز الأصعب والذي يتمثل في إيجاد مساحة تواصل وتأثير في البيئة الأبعد عن التعاطف مع الفلسطيني وقضاياه في لبنان، عسى أن تكون محاولة لردم الهوة التي أوجدتها الحرب اللبنانية ونتائجها على المجتمعين اللبناني والفلسطيني.

وألقى رئيس جمعية "مسار" كمال شيا كلمة جاء فيها: "لسنا هنا لعرض الوقائع التاريخية للجرائم الصهيونية، إنما للتأكيد على أنَّ مآسي الشعب الفلسطيني سببها الاحتلال الصهيوني لفلسطين".

وأضاف: "يتكلمون عن السلام، السلام أيها الأصدقاء ليس هدفاً بل نتيجة، فالأهداف للشعوب هي الحقوق والعدالة والحرية، وهذه الثلاثة هي مبادئ أيضاً، من يتكلم ويطرح السلام للسلام إنما يبقي الوضع القائم كما هو، أي الاحتلال والظلم والعنصرية، الاحتلال الصهيوني والحركات الإرهابية التكفيرية هم الخطر على المنطقة وأعداء هذه المنطقة والسلام في العالم أجمع".

وأكَّد أنَّ الفلسطيني هو مقيم في لبنان إلى حين العودة، وهذه مؤكدة، ويجب أن يكون له حقوق في لبنان، مشيراً إلى أنَّ حقوق الفلسطينيين في لبنان تعود بالنفع على اللبنانيين والفلسطينيين على السواء وهذا ما تؤكده علوم الاقتصاد والاجتماع والسياسة.

بعد ذلك، تمَّ إطلاق الحملة الالكترونية "إنسان من فلسطين" التي تهتم بحقوق الإنسان الفلسطيني في لبنان.