برأس مال لم يتجاوز الـ (200) دولار، وتحت اسم "أنا فكرة" نجحت ردينة أبو حطب وزميلها محمد دهمان في نهاية عام 2012، بتأسيس مشغل للأشغال اليدوية والملابس المطرزة بنجاح هو الأول على مستوى القطاع، وتمكنَ مشغلهم الصغير من استجلاب وكالات عربية ودولية وقالت ردينة إن فكرتها بدأت أثناء تواجدها في مصر وقررت تطبيقها بعد عودتها لقطاع غزة، وأضافت: " لم أكن أتوقع نجاح الفكرة، رغم تخطيطي المالي لها ويقيني الكامل بأنها لن تكلفني سوى الجهد ومجموعة من المواد البسيطة والمتوفرة في غزة

واستعانت ردينة بزملائها لإدارة المشغل وتسويق منتجاته عبر الفيس بوك، إذ أنها الطريقة الوحيدة التي لاحظوا نجاحها وساهمت في ترتيب عملهم، وفق قولها، وتابعت: أنشأنا شركتنا الخاصة بثلاثة أشخاص بالتعاون مع (20) فتاة وامرأة من العائلات الفقيرة واللواتي يمتلكن مهارة الأشغال اليدوية، وبدأنا في استقبال طلبات من طالبات الجامعات والدوائر الحكومية وبعض الجيران والأقارب فانتشر خبر شركتنا الصغيرة ووصل راتب العامل الواحد في المشغل إلى 2000 شيقل

وتابعت أبو حطب: نصنع شهريا من 10 إلى 20 قطعة "كروشيه" ونبيع الواحدة منها بـ (80 – 100) شيقل، وعادة ما يتركز عملنا على قطع التطريز والعبايات المطرزة والتي يبلغ ثمن الواحدة منها (150- 200) شيقل

وأكدَ المدير المالي للمشروع محمد دهمان أن المشغل المتواضع قدم قطعا فنية من المشغولات اليدوية من النادر إيجاد مثيل لها في قطاع غزة، وأضاف: " قسمنا فريق العمل إلى ثلاثة أقسام، الإدارة والتسويق والإنتاج، واعتمدنا على الفيس بوك و علاقاتنا الاجتماعية لتسويق منتجاتنا". 

وأشار دهمان إلى أنهم دربوا طاقم العمل المكون من 20 امرأة وفتاة لتكون منتجاتهم أكثر جودة، إذ أن المشتري في غزة يعتمد على الجودة خاصة بعد انتشار ظاهرة المشغولات اليدوية والتطريز الفلاحي الذي أصبح له ماكينات وأجهزة خاصة تستورد من الصين وعن أبرز المشاكل التي واجهتهم، قال دهمان: للأسف ثلاثتنا في الإدارة نعمل بوظائف أخرى، لذا كانت مشكلة التفرغ تضعف إنتاجنا وتؤثر عليه، إذ كان من الصعب علينا ترك وظائفنا الحكومية للتفرغ للمشروع ونحن لم نضمن ربحا منذ البداية ويذكر أن المشغل واجه بعض العقبات بسبب قلة المنتجين، لذا فإن إدارته تحاول في كل مرة استقطاب عدد جديد من النساء اللواتي يمتلكن الموهبة، شرط أن يكن من عائلات معوزة أو فقيرة.