بقلم: ماهر حسين
يبدو أن هناك دوماً ضرورة لتذكير الأخوة في حركة حمــــاس باستخدامهم أبشع أشكال التحريض بإسم الدين عبر تكفيرهم للبعض وتخوينهم البعض الاخر بغية تحقيق مصالحهم السياسية .
كفّرت حمــــاس كل من تنافست معه سياسيا"، وبشكل خاص إتّهمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بالكفر على اعتبار انها حركة علمانية؛ على حد وصف حمــــاس لفتح وللفتحاويين؛ وطبعا" مارست الدور الاكبر في التكفير بحق اليسار، هذا اليسار الذي نجد البعض منه يتعاطف مع حمــــاس الآن وبطريقة غير مفهومة ،فقد طال التكفير الحمساوي اليسار عموما" ولكن للأسف التحالف الغير معلن بين حماس وبعض قوى اليسار وبعض مثقفيه هو التعبيّر الحقيقي عن حـــال اليسار الفاقد للحضور والمتخبط في هويته. على كلٍ لم تكتفي حماس بالتكفير بل قامت حماس بتخوين كل من اختلف مع سياستها ومواقفها.
الغريب في الأمر بأن حماس ومنذ وثيقة الفندق في الدوحة تعيش حالة صمت سياسي مطبق يصل حد حيث بات الموقف السياسي لحماس مطابق نظريا" لموقف حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فأين ذهب التخوين والإتهام والتكفير .
الآن ..
نعيش لحظة إنقلاب السحر على الساحر ... فالسحر (سلاح التخوين والتكفير) والساحر (حماس) يمرون بمرحلة معقدة منذ التفجير الارهابي الاخير في غزة ضد شرطة حماس، حيث باتت بعض القوى المتطرفة في غزة تستخدم التكفير والتخوين ولكن ضد حمـــــــــــــاس حاضنتهم الأولى .
من جديد وللتوضيح ...
الساحر الآن والمقصود به حمــــاس يعاني من نفس السحر، وأقصد به سلاح التكفير والتخوين. فها هو السحر ينقلب على الساحر ليتحول التكفير والتخوين؛ اللغة التي خلقتها حماس؛ طريقة تعامل الحركات المتطرفة في غزة مع مواقف حماس.
اليوم باتت حماس هي الخائنة والكافرة والعميلة كما يبدو؛ اليوم باتت حماس هي التي لا تطبق شرع الله وهي التي تنازلت عن الوطن التاريخي غير الجائز التنازل عنه، بإعتباره أرضاً للوقف الإسلامي .
لغة حماس وسحرها الذي أستخدمته لحشد الجماهير وتغييب العقل الجماعي أصبحت تستخدم ضد حمــــاس فباتت نظرية (قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار) تستخدم ضد من اطلقهـــــــــــا في حماس وللتذكير (قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ) تم إستخدامهـــا من قبل حمـــاس أيام الإنقلاب في غزة حيث كانت هذه الفتوى للحث على قتل أبناء فتح ورجال السلطة الوطنية الفلسطينية .
بالمختصر ....
حماس لعبت في النار باستخدامها الدين للتخوين والتكفير خدمةً لمصالحها الضيقة والخاصة ولحشد الجماهير الفلسطينية والإسلامية لموقفها وها هي تعاني من تبعات النار التي أضرمتها .
لم تعِ حماس مطلقاً لخطورة ما أشرنا له مرارا" بأن التخوين والتكفير لا يجب أن يكون لغة الفلسطيني فالإجتهاد مقبول والتباين مطلوب والحق واحد ولا خلاف عليه .
على حمـــاس أن تتعاون الآن وبسرعة مع الكل الفلسطيني لوقف التطرف الأعمى في صفوف البعض من اهلنا في غزة من خلال فتح الباب للحريات الشخصية وقبول التعدّدية ومنح دور للمرأة والعمل لتعزيز توعية الطفل وبناء المجتمع على الأصول المدنية، باعتبار أن الكل مواطن فلسطيني له حقوق وعليه واجبات وعلى حماس ان تتراجع عن إنقلابهـــا فورا" لتعود غزة الى خضن الشرعية ولتعود غزة كما كانت ميداناً للثقافة والوعي والنضال ولنكون جميعا" أمام فرصة حقيقية لإظهار قدرة الفلسطيني على العيش متمتعا" بحرية الحركة والتنقل عبر مطار وميناء بعيدا" عن انفاق الجهل والظلام وبعيدا" عن الصفقات ، وليكون إعمار غزة الحرة هو المطلب الوطني الفلسطيني وبداية تحقيقنا لدولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على أراضينا المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمتنا وقبلة المؤمنين من الديانات الثلاث وأكثر .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها