كغيرهن من المخرجات العاكفات على أفلامهن ترى ريما وفسفوس أن المرأة الفلسطينية قادرة ويمكنها أن تبدع في المجال الفني كغيرها من نساء العالم ويمكنها أن تعمل لصالح قضيتها بكافة الأشكال من ضمنها الفن وصناعة الأفلام.

"ريما عمر" أحلامها تصل حدود القمر، "سحر فسفوس" تطمح للعالمية، وأخرى تسعى نحو التفوق كمخرجة مبدعة بجنسية وصبغة فلسطينية، يحاكين الواقع بغزة ويعلمن صعوبته ولكنهن يقبلن بكثير من التحدي ويتحلين بالصبر.

من بين ثلاثين سيناريو فيلم متخصص بقضايا المرأة قدمته فتيات غزيات لمهرجان "بعيون النساء 3" الذي يعقده مركز شئون المرأة بغزة أوائل، تشرين أول- أكتوبر المقبل، اختار المركز ستة منها، لتطبيقها فعلياً فيما اختار ستة أفلام أنتجت العامين الماضيين لعرضها ضمن فقرات المهرجان الرئيسية فيما سيتم عرض أخرى على هامش المهرجان.

ريما عمر تقدمت هذا العام بفيلمها "بقعة حمراء"، أما سحر فسفوس فتشارك بفيلم "طرقات"، كلاهما سيعرضان ضمن فقرات المهرجان الرئيسية إلى جانب أفلام أنتجها المركز لمخرجات أخريات وأفلام أخرى من الهند والإمارات ودول المغرب العربي، فيما ستعرض أفلام أخريات على الهامش ضمن ورش عمل تخصصية.
كان من مُخرجات هذه التدريبات أفلام فلسطينية خالصة بأيدي هذه الفتيات اللواتي خضن تدريبات مكثفة على أيدي متخصصين من قطاع غزة، كان من أبرزها دورة مكثفة في موضوع الحساسية الجندرية في كتابة السيناريو هذا العام إلى جانب دورات سابقة تستهدف المخرجات الناشئات ثم التخصص في تدريبات مكثفة في الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو والتصوير والمونتاج.

ريما عمر التي حاولت المشاركة بفيلم "أحلام مسلوبة" في مهرجانين سابقين، تجد نفسها أمام تحد جديد هذا العام، بفكرة فيلمها "بقعة حمراء" الذي يناقش واحدة من أعقد القضايا التي تواجهها بعض النساء في ليلة العرس.
المُشارَكة في مهرجان"بعيون النساء" يمثل لريما بداية لمشوار حياتها الفني كمخرجة فلسطينية، هي كما تقول عن نفسها لا تطمح لتحدي عادات وتقاليد مجتمعها بقدر ما تريد أن تبرهن لشعبها وللعالم أجمع أن السيدة الفلسطينية قادرة وأنها لا تعاكس تطلعاته للحرية وأن أهدافها تصب في ذات الهدف العام، وقيامها بعرض بعض مشكلات شعبها هدفه البحث عن سبل العلاج لا شيء آخر.


كما ريما فإن سحر فسفوس الأم لثلاثة من البنات الجميلات لا تعتزم التراجع أبداً عن خط حياتها كمخرجة مبتدئة وحلمها أن تجلس يوماً بين يدي مخرج ذو باع طويل لترتوي من تجربته الإخراجية الطويلة، مؤكدة حاجة المخرج الفلسطيني لتبادل التجارب مع آخرين وحاجة واقع الإخراج الفلسطيني للكثير الكثير من الإمكانات المادية واللوجستية والعلمية.

"طرقات" فيلم روائي لمدة خمس دقائق تشارك به فسفوس في فقرات المهرجان، يعالج قضية التحرش اللفظي بالفتيات والسيدات في المركبات العمومية، يلعب الأدوار شبان وشابات من مدينة غزة، كتبت فسفوس نصه وقامت بإخراجه وأنتجه المركز.

فسفوس حازت في مهرجان سابق على المرتبة الأولى عن فيلمها "ويبقى الأمل عنوان" الذي تناول قصة كفاح سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن تقدمت به للمهرجان الفني السينمائي المنعقد في الكلية التقنية حيث نالت شهادة البكالوريوس في فنون التلفزيون، كما فازت في مسابقة لكتابة السيناريو عقدها مركز شئون المرأة في وقت سابق من العام الماضي.

تتحدث الفتيات بثقة عن التقدير الأسري والدعم الذي يلاقينه من عائلاتهن، فكثيراً ما تناقش ريما والديها وأشقائها في قصة فيلمها فهم إما يضيفون أو يؤكدون على أهمية الفكرة وكيفية تناولها، أما فسفوس فإنها تجد دعما من عائلتها الكبيرة وزوجها الذي يوفر لها الوقت لـ"إبداعاتها" كما يقول، وهو من ساعدها في اختيار التخصص الجامعي وفيلمها الأول ومستمر في الدعم حتى العالمية كما تطمح.