طالب المفتي سوسان جميع أئمة وخطباء المساجد التركيز في خطبة يوم الجمعة على معاناة وصمود وبطولة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي، معلناً عن حملة تبرعات ستنطلق بعد صلاة الجمعة في جميع مساجد صيدا دعماً لأهلنا في فلسطين.

واعتبر سوسان أنَّ "فلسطين أرض الصمود والتحدي والشهادة، كل يوم يسقط شهيد ويرتقي مجاهد، حتى الفتيات يتقدمن ويسقطن دفاعاً عن فلسطين وأرضها وشعبها. منذ اغتصاب فلسطين قبل ما يقارب من سبعة عقود ونحن اليوم نعيش ذكراها المأساوية المؤلمة، وإنَّ كل جريمة قتل يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي وجيشه المغتصب تختصر هذا التاريخ لتجعل منه تاريخاً حياً نابضاً ليطالبنا باستمرار المقاومة وليذكرنا بعظمة هذا الشعب المعطاء وليزيل عن أعيننا غشاوة القبول بالتنازل والتراجع والاستسلام".

إنَّ جرائم الاحتلال تؤكد لنا حجم الاجرام الصهيوني وما يختزنه من حقد على شعبنا وأمتنا، وإنَّ جريمة قتل فاطمة حجيجي هذه الصبية الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها 16 سنة والتي قتلت مؤخراً بدم بارد على أيدي الجنود الصهاينة في منطقة باب العامود في القدس تستصرخ فينا كل حس وطني واسلامي وعربي وإنساني للثبات والصمود والمواجهة، فاطمة هي الشهيدة الرقم 306 التي تسقط منذ هبة تشرين أول 2015 ومن بينهم 29 شهيدة (11 منهن قاصرات). وبينت تقارير مؤسسات حقوق الانسان أنَّ من بين الشهداء 169 أعدموا بطريقة مباشرة من قبل الجنود الصهاينة على خلفية " تنفيذ عمليات طعن أو دهس أو للاشتباه بذلك". وسقط في باب العامود وهو الموقع الذي سقطت فيه فاطمة 13 فلسطينياً. وقال تقرير لمؤسسة الحق ان من بين الشهداء 72 طفلاً وقاصراً تحت الثامنة عشرة .

وأضاف: "إنَّ جرائم الاحتلال وقواته الغاصبة تدفعنا للتساؤل عن معنى انقسامنا وتشتتنا وتفرقنا في الداخل الفلسطيني كما في مخيمات الشتات واللجوء. إنَّ دماء شهدائنا تناشدنا أن نبقى في حالة وحدة وتضامن وتماسك وتعاون لتحقيق حلم التحرير والعودة حتى لا تضيع دماء شهدائنا سدى. وهنا أتوجه بالتحية والإكبار لتلك القامات الصامدة في السجون الاسرائيلية على انتفاضتهم وصمودهم وقوتهم حتى بامعائهم الفارغة".

وإنني أدعو أهلنا وأخوتنا أن يكون يوم الجمعة 12 أيار في جميع مساجد صيدا يوماً للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين الأبطال المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، ورفضاً لجرائم العدو الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. وندعو ائمة وخطباء المساجد للتركيز في خطب الجمعة على معاناة وتضحيات هؤلاء الأسرى، علماً أن جميع مساجد صيدا ستشهد في الوقت نفسه حملة تبرعات دعماً لأهلنا في فلسطين.