بقلم: نرجس عوض نعسان
منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023، وقطاع غزة يشهد ارتفاعاً حاداً في أسعار السلع الأساسية، ما شكل ضغطًا كبيرًا على الأسر التي تعاني أصلاً من تراجع في قدراتها الشرائية وندرة المعروض من السلع في ظل حرب احتلالية لتجويع المواطنين.
تقول المواطنة سجى أبو فضة (19 عاماً): إن "أسعار السلع ارتفعت بشكل هائل، حيث كان سعر كيلو السكر قبل الحرب 2 شيقل، وأصبح الآن 120 شيقلاً، فيما ارتفع سعر الأرز من 6 شواقل ليصل إلى 45 شيقلاً، والملح من 6 شواقل إلى 20 شيقلاً، موضحةً أن هذا الارتفاع الكبير وغير المسبوق في الأسعار جعل تأمين احتياجات الأسرة الأساسية مهمة شاقة، وخاصة للأطفال وكبار السن الذين أصيبوا بأمراض لها علاقة بسوء التغذية".
وفي سياقٍ متصل، تروي ماريا المدهون (19 عامًا) أن الأسعار كانت ملائمة نوعًا ما قبل اندلاع حرب الإبادة، ورغم الظروف الصعبة التي فرضها الحصار لسنوات، ولكن بعد أحداث السابع من أكتوبر، شهدت الأسعار ارتفاعًا غير مسبوق، ما حال دون قدرة معظم الأسر على تأمين احتياجاتها الأساسية.
وتؤكد المدهون أن الارتفاع المستمر في الأسعار دفع العديد من الأسر إلى التوجه نحو شراء سلع غذائية منخفضة الجودة، ما أدى إلى زيادة انتشار الأمراض ونقص المناعة. وتبين أن الأطعمة المتاحة غالباً ما تكون ذات جودة متدنية، ما يؤثر سلبًا على الصحة العامة، وخاصة صحة الأطفال وكبار السن.
وكانت بيانات صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء أشارت إلى أنه منذ السابع من تشرين الأول 2023 وحتى نهاية شهر أيلول، سجل مؤشر غلاء المعيشة في قطاع غزة ارتفاعاً بنسبة 283% نتيجة استمرار العدوان.
كما سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في قطاع غزة ارتفاعاً حاداً نسبته 11.38% خلال شهر أيلول 2024 مقارنة مع شهر آب 2024.
ويعود السبب الرئيسي لارتفاع مؤشر غلاء المعيشة في قطاع غزة إلى ارتفاع أسعار السلع ضمن المجموعات الفرعية الآتية رغم انخفاض مجموعات فرعية أخرى، وأبرز السلع التي ارتفعت هي: الخضراوات المجففة بنسبة 330%، وبدائل السكر وسكريات أخرى بنسبة 215%، والبطاطا بنسبة 114%، والبيض بنسبة 163%، والدجاج بنسبة 161%، والخضراوات الطازجة بنسبة 127%، وأغذية الأطفال 57%.
وارتفعت أسعار السلع الآتية في قطاع غزة لتبلغ بالمتوسط؛ البصل الناشف 35 شيقل/كغم، والثوم الناشف 154 شيقل/كغم، والسكر 18 شيقل/كغم، والبطاطا 35 شيقل/كغم، والبيض 101 شيقل/2كغم، والدجاج 49 شيقل/كغم، والبندورة بيوت بلاستيكية 61 شيقل/كغم، والكوسا 21 شيقل/كغم، والباذنجان 16 شيقل/كغم، والبامية 170 شيقل/كغم، والفلفل الحار 291 شيقل/كغم، والفليفلة الحلوة 87 شيقل/كغم، وخيار بيوت بلاستيكية 21 شيقل/كغم، والبرتقال 30 شيقل/كغم، والليمون 19 شيقل/كغم، والتفاح 39 شيقل/كغم، والموز 15 شيقل/كغم، والخوخ 24 شيقل/كغم، والجوافة 80 شيقل/كغم، والبلح 40 شيقل/كغم، والاجاص 25 شيقل/كغم، والافوكادو 200 شيقل/كغم، وحبوب الأطفال سيرلاك 31 شيقل/علبة 400غم، وزيت الزيتون 68 شيقل/كغم، وسمك الدنيس 159 شيقل/كغم، واسطوانة الغاز 229 شيقل/اسطوانة 12كغم، مع التنويه إلى أن مستويات أسعار هذه السلع لا تزال أعلى بكثير عما كانت عليه الأسعار قبيل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
يشير الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إلى أن القيود الإسرائيلية التي وُضِعَت على حركة البضائع وإغلاق المعابر، لا سيما معبر كرم أبو سالم، هو السبب الرئيس وراء هذا التضخم. ويضيف: أن "غزة تعتمد بشكل كبير على هذا المعبر الذي يخضع لتفتيش دقيق، ما يعطل دخول البضائع ويتسبب في نقص شديد في السلع الأساسية".
الغلاء في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب تدمير فاحش، ما يستدعي من المجتمع الدولي التدخل لضمان توفير السلع الأساسية بأسعار معقولة، وتخفيف الضغط المعيشي عن المواطنين الذين يتعرضون لإبادة لا تنتهي، وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها