طالبت ناشطات نسويات بضرورة وجود إستراتيجية واضحة لتطوير جيل من القيادات النسوية الشابة وتزويدهن بالمهارات القيادية اللازمة للوصول إلى مواقع صنع القرار، داعيات الشباب والشابات إلى ضرورة العمل جاهداً من أجل ذلك. وجاء ذلك خلال مؤتمر نفذه مركز شؤون المرأة بمدينة بغزة بعنوان "التحديات والفرص لأدوار النساء القياديات"، والذي أُفتتح بعرض فيلم وثائقي من إنتاج المركز تحت عنوان "المرأة وطن" حيث ركز على فكرة قدرة المرأة على العمل في مراكز صُنع القرار ونجاحها في توصيل رسالتها بكفاءة عالية.

بدورها قالت آمال صيام، مديرة مركز شؤون المرأة في ورقة عملها التي عرضتها خلال المؤتمر تحت عنوان "التحديات التي تواجه النساء في الوصول لمراكز قيادية في مؤسسات المجتمع المدني": "أن المؤسسات الأهلية أكبر مكون من مكونات المجتمع المدني ومن هنا تنبع أهمية إشراك القيادات النسوية الشابة في مراكز صنع القرار حيث أن مجلس إدارة تلك المؤسسات غالبيته من الرجال وهذا ما ينذر بالخطر".

واعتبرت صيام أن المشاريع الخاصة بتعزيز القيادات الشابة غير كافية حيث ينقصها الاستمرارية لذلك تتعثر الجهود المبذولة بهذا الصدد، مؤكدةً على أن غالبية المؤسسات الأهلية والنسوية يترأسها رجال باستثناء بعض الحالات يترأسها نساء.

ومن جانبها أكدت نبراس بسيسو، عضو مكتب التعبئة والتنظيم في المحافظات الجنوبية ومسئولة دائرة المرأة لحركة فتح، في ورقة العمل الخاصة بها التي كانت بعنوان: "دور القوى والأحزاب السياسية في تعزيز وصول النساء إلى مواقع صُنع القرار" أن المرأة الفلسطينية قدمت الكثير من العطاءات والنضالات إلا أن هناك تفاوت واضح في رؤية الأحزاب الفلسطينية لدور المرأة والذي يعتمد على ثقافة كل حزب. ونوهت بسيسو إلى أن هناك معيقات اجتماعية وثقافية وقانونية تعمل جميعها ضد وصول المرأة إلى مراكز صنع القرار.ودعت جميع الأحزاب السياسية إلى تأسيس رؤية جديدة تسمح للمرأة بالتفاعل والمشاركة على أن يكون هناك نسبة للنساء في جميع الهياكل التنظيمية.

وقالت بسيسو: "أمامنا آمال عريضة في المرحلة القادمة وأعتقد أن للمرأة الفلسطينية دور في إعادة اللُحمة الوطنية فيجب مشاركتها في محاولة توحيد الصف الفلسطيني" فيما قدمت زينب الغنيمي، مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة ورقة عمل كانت بعنوان "الفرص المتاحة أمام النساء ليصبحن قياديات" حيث قالت: "خلال 60 عاماً مررت بحياتي برحلة طويلة خُضت خلالها العديد من التحديات منذ كنت أبلغ 14 عاماً حين التحقت بالعمل الوطني".

وبينت أن القيادة تعني النُخب من النساء والرجال ممن لديهم/ن مواصفات معينة في شخصيتهم وساعدتهم الظروف سواء على المستوى العائلي أو الخارجي لشق الطريق نحو الانخراط بالعمل السياسي والوطني والمجتمعي ناهيك عن الاستعداد الذاتي ومدى الانتماء للقضية.

واعتبرت الغنيمي نفسها امرأة محظوظة كونها وجدت الدعم العائلي والمؤسساتي الذي لطالما دفعها نحو التقدم وتطوير ذاتها للعمل من أجل القضية وهذا يختلف من بيئة إلى أخرى فالكثير من النساء لم يجدن الدعم فتركن الساحة وانسحبن. وقالت: "مؤسسات المجتمع المدني لها دور كبير في توعية النساء بقضاياهن ولكن على النساء الدور الأكبر فالقيادة هي الإيمان بقضايا معينة والدفاع عنها دون انتظار أي مقابل.

بدورها قالت الناشطة الشبابية، ولاء الغصين في ورقتها حول "التحديات والفرص أمام الشابات للوصول لدور قيادي" : "لا يمكن لأحد تهميش دور رفيقات النضال أمثال دلال المغربي وليلى خالد وغيرهن، ولازالت التحديات قائمة ولكننا على يقين بقدرة الشابات على مواجهة تلك التحديات"
وأوضحت أن أبرز التحديات التي واجهت القيادات النسوية الشابة تجلت في ثقافة المجتمع الذكوري بدءاً من الزواج المبكر والحرمان من التعليم والسفر ولكن أخطرها على حد قولها عدم اقتناع الفتيات أنفسهن بقدرتهن على القيادة.

وأكدت الغصين أن الدور القيادي لازال يقتصر على القياديين التاريخيين نظراً لعدم ثقتهم بقدرة القيادات الشابة على ممارسة الدور ذاته، ما يعني  قلة الفرص المتاحة ناهيك عن التحديات القانونية ونظام الكوتة النسائية الذي لا يضمن وجود الشابات في القوائم الانتخابية. وأوصت بضرورة تنمية قدرات الشابات وتدريبهن وإتاحة الفرص لهن للاحتكاك مع القيادات وإحداث تغيير من ثقافة الإغاثة إلى ثقافة التنمية.
من جانبه أثنى الباحث ومهتم بقضايا التنمية، رامي مراد على الجهد المبذول حيال قضية مواجهة التحديات التي تحول دون وصول القيادات النسوية الشابة إلى مراكز صُنع القرار واصفاً إياها بحالة من التغير الدراماتيكي الذي ينعكس بالمُجمل على واقع النساء الفلسطينيات كما وأعرب عن أمله في توحيد الحركة النسوية فيما يصُب في خدمة المجتمع النسوي.

 وأكدت منسقة التدريب، شيرين ربيع في المركز على الدور المميز الذي يقوم به مركز شؤون المرأة ضمن العديد من البرامج والمشاريع التي يتبناها في إطار أجندة محددة تهدف إلي تطوير وتعزيز الدور القيادي للنساء لتوعيتهن بأهمية مشاركتهن في صُنع القرار، مشيرة إلى المؤتمر يأتي في سياق تسليط الضوء على النساء القياديات لخلق بيئة حوارية بينهن وبين القيادات النسوية الشابة".