في يوم الأسير الفلسطيني الإثنين السابع عشر من نيسان، صعدت الحركة الفلسطينية الأسيرة بتاريخها المجيد، وميراثها النضالي العظيم إلى أفق أعلى، حيث بدأ الإضراب الشامل عن الطعام لما يقرب من ألفي أسير، حيث يطمح الإضراب إلى أن يشمل كافة الأسرى الذين يزيد عددهم عن ستة آلاف، وهم يحملون على كاهلهم الميراث الكامل من البطولة وقوة الانتماء واتساع الحضور لقرابة مليون فلسطيني دخلوا المعتقلات الإسرائيلية كثيرة العدد.
نجحت الحركة الفلسطينية الأسيرة منذ بداياتها في أن تهزم حتى الإفلاس سياسات الاحتلال الاسرائيلي القائم معظمها على الكراهية والعنصرية عديمة الأفق، فالفلسفة الصهيونية تجاه أسرانا البواسل قائمة من خلال ممارسات شاذة إلى جعل الأسير ينهزم روحياً ويتحول مع امتداد الأيام إلى الشعور بأنه أصبح عالة على نفسه وعالة على أسرته وعالة على شعبه، ولكن هذه الفلسفة العنصرية السوداء قد سحقت، وتمكنت الحركة الفلسطينية الأسيرة من قلب الطاولة نهائياً على الاحتلال الإسرائيلي وحولت السجن الإسرائيلي إلى ميدان للمقاومة التي أصبح لها أبطالها ورموزها وميراثها على مستوى العالم، وأصبحت قضية الأسرى عالمية بامتياز من خلال تكريسها لأولوية أولى ومركزية لكل شعبنا الفلسطيني رغم محاولات هامشية يقوم بها بعض الصغار لإدخال قضية الأسرى ضمن مفردات الخلاف الفصائلي والتنافس الفردي. اللوحة التضامنية المدهشة التي رسمها ويرسمها شعبنا الفلسطيني في فعاليات غطت الوطن والشتات القريب والبعيد، تعبر عن الإعجاز الوطني، وعن المحبة الكبيرة للأسرى، ودورهم الخارق، وفضح الاحتلال الإسرائيلي مدى عنصريته البشعة من الرد الانفعالي الأسوأ الذي قام به فوراً، بزج عدد من قادة الأسرى في العزل الانفرادي، ومنع الزيارة لأهالي المضربين، وسماع أصوات من الاحتلال لا تعرف إلا الإرهاب والعنصرية، لكن كل ذلك جرب من قبل، وأسرانا يتوقعون ردود الأفعال السلبية بدلاً من الاستجابة لمطالبهم العادلة، ولكن قانون التاريخ الذي يحكم المعادلة هو النصر للأسرى في حريتهم وكرامتهم على سواد وعنصرية السجون، فالحرية لصناع الحرية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها