زارَ وفدٌ من قيادة تيار المستقبل اللبناني ضمَّ المنسق العام للتيار في الجنوب د.ناصر حمود، وأعضاء منسقيّة الجنوب: محيي الدين النوام وأمين الحريري وهشام قطب وحنان النداف، قيادةَ حركة "فتح" في لبنان يتقدَّمها أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، وعضو قيادة حركة "فتح" – إقليم لبنان طالب الصالح، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، وذلك في مقر الاتحادات والمنظمات الشعبية لمنظمة التحرير الفلسطينية في صيدا، اليوم السبت 15-4-2017.

وجرى خلال اللقاء استعراضٌ للأوضاع في مخيَّم عين الحلوة في ضوء الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدها، والخطوات التي تتَّخذها القيادةُ السياسية الفلسطينية الموحَّدة لدعم عمل القوة المشتركة من أجل تثبيت الهدوء داخل المخيَّم من جهة، وبلسمة جراح الأهالي من جهة ثانية.

وإثر اللقاء تحدَّث اللواء فتحي أبو العردات، فأشار إلى أنَّ زيارة منسقيّة الجنوب في تيار المستقبل لقيادة حركة "فتح" في لبنان تأتي في إطار الاطمئنان على أوضاع المخيَّم، وتُشكِّل استمراراً لموقف التيار الحريص على المخيَّم وعلى أمنه واستقراره، وفي ظل تعاون كامل بين الفصائل الفلسطينية مع الدولة اللبنانية، ومع صيدا وأحزابها وقواها ونوابها، متوجِّهاً لهم بالتحية على وقفتهم المسانِدة لشعبنا.

وأضاف: "أبلغتُ د.ناصر حمود موقفنا الثابت بالحفاظ على وحدة الموقف الفلسطيني، والذي اقترن ببُعدَين؛ الأول، المعالجة الميدانيّة من خلال القوة المشتركة مدعومةً من الفصائل وقوات الأمن الوطني لتثبيت الأمن والاستقرار، والبُعد الثاني هو البُعد السياسي وبلسمة جراح شعبنا وهو ما نقوم به بالتعاون مع الأونروا والمؤسّسات الدولية، وكيفية ترجمة ما اتفقنا عليه بأن لا تكون هناك مربعات أمنية تعترض عمل القوة المشتركة، وكيفية دعم عمل القوة والمحافظة على ما اتفقنا عليه بأن يمثُلَ مَن قاموا بجريمة إطلاق النار على القوة المشتركة إلى العدالة، ونؤكِّد تمسُّكنا بذلك".

وتابع أبو العردات: "الأمور في عين الحلوة ستتجه باتجاه الهدف المنشود، فالجزء الكبير من هذه المهمّة قد تمَّ تحقيقه، ونحن بحاجة لاستكمال هذا الجهد بوحدة موقف فلسطيني، وبوحدة موقف لبناني داعم للموقف الفلسطيني، لئلا يكون هذا المخيَّم مأوى أو ممرًّا أو مستقرًّا لأي فرد أو مجموعة تستهدف الأمن والاستقرار داخل المخيَّم وجواره، وذلك بالتعاون الكامل مع الدولة اللبنانية على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية كافةً".

ورداً على سؤال حول مدى الاطمئنان إلى ما استقرَّت إليه الأمور في عين الحلوة قال أبو العردات: "القوة المشتركة لها الحق بدخول كل مناطق المخيَّم، وبالتالي الاطمئنان ناتجٌ عن ثقتنا بموقفنا، وثقتنا بالاخوة الذين تصدوا لهذه المجموعة المتطرّفة المجرمة، فثقتنا نابعة من وحدتنا ومن رغبة أهلنا في المخيَّم بالتخلُّص من كل هذه الظواهر المجرمة، وكذلك الأمر من خلال تعاوننا مع إخوتنا في صيدا ومع الدولة اللبنانية".

بدوره لفت د.ناصر حمود إلى أنَّ هذه الزيارة إنَّما تهدف للاطمئنان على أوضاع أهالي المخيّم الذين مرَّت عليهم أيام صعبة جدًا، وأوضح أنَّ قيادة حركة "فتح" أطلعت وفدَ التيار وطمأنتهم على الوضع الميداني في مخيَّم عين الحلوة وما آلت إليه الأمور على الصُّعد الأمنية والسياسية والاجتماعية مضيفاً: "أخذنا تطميناتٍ بأنَّ الوضع يتّجه إلى مزيد من التحسُّن والاستقرار، وهذا ما ننشده كصيداويين وكأهالٍ يقطنون في المنطقة".

وتابع: "نأملُ أن تُستكمَل هذه الخطوة، وأن تكون أحداث وآثار هذا المربّع الأمني الذي كان بقيادة شخص إرهابي قد ذهبت إلى غير رجعة، وبرأيي الأيام القادمة ستثبت تضامناً فلسطينياً أكبر، ودعماً للقوة المشتركة في تحقيقها للأمن في مخيَّم عين الحلوة والجوار".

وختم د.حمود كلامه قائلاً: "نحن كقيادة سياسية مستعدون لتقديم المساعدة سواء أكانت اجتماعيّة أو ميدانيّة لتخفيف صعوبة ما يواجهه الأهالي الذين تضرَّروا، وسنعمل على بلسمة الجراح من خلال علاقاتنا بالمؤسسات الدولية ومن خلال علاقاتنا بالحكومة والدولة، وبالتالي فهذه زيارة تواصل وزيارة اطمئنان، وستتبعها زيارات لنرى كيف يمكن أن نزيد من التعاون في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار في المخيَّم والجوار".