بمناسبة ذكرى معركة الكرامة ويوم الأرض وذكرى استشهاد القائد خليل الوزير "أبو جهاد"، وبدعوة من حركة "فتح" وبحضور ومشاركة الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية واللجان الشعبية والمؤسَّسات والفاعليات والعلماء نُظِّم مهرجان جماهيري في قاعة الرئيس أبو مازن في مخيم الجليل في بعلبك، اليوم الأحد 9-4-2017.

بدايةً كانت كلمة بِاسم علماء مخيَّم الجليل ألقاها فضيلة الشيخ رياض صالح، مما جاء فيها: "في آذار ونيسان ذكريات فلسطينية لا يمكن نسيانها، بدأت بمعركة الكرامة وعملية دلال المغربي واغتيال القائد الشهيد أبو جهاد الوزير في نيسان، ومع دماء الشهداء، شهداء يوم الأرض. فهي كالماء في شهر الربيع تزهر الورود والنباتات كما الدماء تحيي الأرض، وهذه التضحيات استطاعت إقناع العالم بأنَّ الإسرائيلي ظالم ومغتصب لا يفهم إلَّا لغة المقاومة والاستشهاد، وسطَّرنا أروع الأمثلة بالبطولة والكرامة والعِزة من خلال شعب وأُمَّة تنشد (طل سلاحي من جراحي)، و(فدائي فدائي) فكُنَّا الأمناء على هذه الأمة وقلبها النابض في التاريخ المعاصر، وسنكمل مشوارنا مع الذين ارتقوا على طريق الحرية من القائد ياسر عرفات إلى كل الشهداء، ولن نقبل بديلاً عن أرض فلسطين، لأنَّ ما قدَّمناه لا يسمح لنا أن نستسلم".

كلمة المقاومة الإسلامية ألقاها فضيلة الشيخ سهيل عودة، فقال:"الاخوة الأعزاء في حركة "فتح" وفي الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية، السادة العلماء الأفاضل، إلى روح كلِّ شهيد قضى في سبيل الله وفي سبيل تحرير فلسطين، وإلى أرواح شهداء معركة الكرامة، وإلى روح الشهيد القائد أبو جهاد الوزير، وإلى أرواح شهداء عملية دلال المغربي البطولية نقرأ الفاتحة المباركة. أيُّها الأبرار، أيها الشهداء الكرام، المسيرة مستمرة، والجهاد قائم، ولن تغمض عين للمجاهدين والمقاومين ما دام شبر محتلاً من كل الأراضي العربية والإسلامية. في هذا اليوم المبارك، في يوم الجمعة، نستحضر كلمة رسول الله الأعظم (ص) إذ يقول مَن مات دون أرضه فهو شهيد، ومَن مات دون عرضه وماله فهو شهيد، وفي قضية فلسطين اجتمعت هذه العناصر الثلاثة، وهذا درسٌ رئيس سطَّره الشهداء من السيد عباس الموسوي، وراغب حرب، وأبو جهاد الوزير ودلال المغربي ورفاقهما الأبطال، وسطَّرته معركة الكرامة، أنَّ لفلسطين درباً وطريقًا ونهجًا واحدًا هو طريق السلاح والبندقية، لأنَّ ما أُخِذَ بالقوة لا يُسترَد إلّا بالقوة".

كلمة حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سر حركة "فتح" في البقاع م.محمود سعيد، فرحَّب بالحضور، ووجَّه التحية لشعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافةً، وأضاف: "نلتقي اليوم لإحياء مناسبات عديدة وعزيزة على قلوبنا جميعًا. إنَّه شهر آذار، شهر عروس فلسطين دلال المغربي والكرامة والأرض، وشهر نيسان ذكرى استشهاد أمير الشهداء القائد أبو جهاد الوزير، والكمالَين وأبو يوسف النجار، ويوم الأسير الفلسطيني. وإنَّني من البقاع الأشم أُحييكم بتحية الكرامة الفلسطينية والعربية التي استُعيدت في معركة الكرامة. بتحية الأرض الفلسطينية المباركة التي هبَّت جماهير شعبنا من أجلها في 30 آذار، والذي كُرِّسَ يوماً للأرض. وبتحية القائد الوزير المخطِّط للعمليات البطولية ومهندس انتفاضة الحجارة انتفاضة فلسطين الكبرى".

وأردف: "حركة "فتح" انطلقت في العام 1965 عبر بلاغها الأول، وبعد تخطيط مبرمَج سياسيًّا وعسكريًّا وثقافيًّا، وأعلنت أنَّها لن تقبل بهزيمة جديدة بعد هزيمة حزيران العام 1967، فكانت معركة الكرامة في 21-3-1968، حيث أثبت الشعب الفلسطيني أنَّه شعب الانتصارات والمواجهة بقيادة الرمز ياسر عرفات وإخوته الأبطال من الثوار الذين أقسموا على النصر أو الشهادة، وأُجبِرَ العدو الصهيوني على طلب وقف إطلاق النار بقيادة موشي دايان،  مَّما دفع الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر للقول إنَّ هذه الثورة هي أنبل ظاهرة في الأمة العربية، وهي وجدت لتبقى، وأكمل الشهيد الرمز أبو عمار هذه العبارة قائلاً ولتنتصر".

وتابع م.سعيد: "تمرُّ القضية الفلسطينية بأدِّق وأصعب الظروف في هذه المرحلة إذ اتضح أنَّ ما سُمِّي بالربيع العربي الذي انطلق في بداية 2010 كان خريفاً قاسياً، وأحد أهم أهدافه ضرب الأمة وتفتيتها، وإنهاء القضية الفلسطينية، وتعزيز أمن العدو الإسرائيلي، وطبعًا القضية الفلسطينية هي المتضرِّر الأول بعد وصول إدارة أمريكية منحازة بشكل كامل للعدو الصهيوني، وفي ظل الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية، ومحاولات بعض الأطراف العربية والإقليمية لإيجاد بدائل عن منظمة التحرير الفلسطينية، والخلافات العربية العربية التي تنعكس سلبيًّا على قضية الأمة، وتسابق بعض الدول لإقامة علاقات مع العدو رغم تماديه في الاستيطان، ومصادرة الأراضي وضمِّها، وتدمير البيوت، وقطع الأشجار، وتهجير الأهالي، وتكثيف الاعتقالات، وممارسة الإعدامات الميدانية، وإدارة الظهر لكلِّ قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية. إنَّنا نبارك جميع الخطوات التي يقوم بها الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية، ونؤكِّد دعمنا لهم في نضالهم السياسي والدبلوماسي من أجل تحقيق الحلم الفلسطيني، ونبارك ونعتزُّ بجميع الإنجازات التي تحقَّقت من الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، ورفع العَلم الفلسطيني على سارية الأمم المتحدة، وانضمام دولة فلسطين إلى الكثير من المعاهدات والاتفاقيات الدولية".

وأكَّد م.سعيد أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وشدَّد على ضرورة إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية وما تم التوصُّل إليه عبر اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني في بيروت. كما أكَّد ضرورة الحفاظ على أمن المخيَّمات والأمن اللبناني الذي هو مصلحة فلسطينية كما هو مصلحة لبنانية، وشكر كلَّ القوى السياسية والأمنية اللبنانية على تعاونها وتنسيقها لتعزيز الأمن في مخيّماتنا التي "تعتبر مراكب العودة لفلسطين".