أحيت جبهة التحرير العربية الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقتها والذكرى السبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي باحتفال سياسي مركزي حاشد في قاعة الشعب في مخيَّم برج البراجنة صباح اليوم الأحد 9\4\2017.

وحضر المهرجان عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" رفعت شناعة على رأس وفد من قيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثِّل حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي المحامي حسن بيرم، وممثل الجبهة العربية مسؤول الساحة اللبنانية حسين رميلي، وممثِّلو فصائل الثورة والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثِّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، ومختار منطقة برج البراجنة نبيل عبد العزيز الحركة، وممثلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت، وكوادر وأصدقاء ومناصرو ورفاق الجبهة العربية.

بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت وقراءة سورة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية والأُمَّتين العربية والإسلامية، تلا ذلك النشيدان الوطنيان اللبناني والفلسطيني.

وكانت الكلمة الأولى لجبهة التحرير العربية ألقاها مسؤول الساحة اللبنانية حسين رميلي جدَّد فيها عهد الجبهة في البقاء إلى جانب القضية الفلسطينية حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف.

وطالبَ رميلي فصائل الثورة الفلسطينية بإنهاء الانقسام المميت بين الفصائل لما فيه من مصلحة لفلسطين والشعب الفلسطيني ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وأدان رميلي الأحداث التي تشهدها بعض المخيَّمات الفلسطينية مطالباً الضرب بيد من حديد على كلِّ مَن تسوّل له نفسه العبث بأمن المخيَّمات لأنَّها الممر الوحيد للعودة إلى فلسطين وأرضها، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى التوقيع على ميثاق شرف لعدم العبث بأمن المخيَّمات.

ثُمَّ كانت كلمة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ألقاها المحامي حسن بيرم رأى فيها أنَّ فلسطين هي التي توحِّد الشعوب العربية باعتبارها القضية المركزية للأُمَّتين العربية والإسلامية.

وأكَّد بيرم أنَّ النزوح القسري للشعب الفلسطيني يحتِّم على اللبنانيين احتضان الشعب الفلسطيني في مخيّماته، والوقوف إلى جانبه في محنته حتى عودته إلى أرضه فلسطين، مؤكِّداً إيمان حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي بما كان يقوله الرئيس الراحل صدام حسين أن فلسطين بحاجة إلى الحضن الدافئ أكثر من حاجتها للمال والسلاح.

واعتبر بيرم أنَّ مسؤولية تحرير فلسطين هي مسؤولية قومية وليست مسؤولية الفلسطينيين وحدها، لأنَّ الوحدة هي مصدر قوة الأمة العربية وفي التجزئة انفراط عقد الأمة،ومواجهة العدو تحتِّم الوحدة بين الشعوب العربية.

وناشدَ بيرم فصائل الثورة الفلسطينية إلى التوحُّد حول البرنامج الوطني لأنَّ المستفيد الوحيد من ذلك هو الكيان الصهيوني الذي يعمل يومياً على طمس الهوية الفلسطينية مدعوماً من مجتمع دولي منحاز إلى إسرائيل على الرغم من كونها دولة للفصل العنصري.

كلمة منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" رفعت شناعة استهلَّها بتوجيه التحيّة للشعب الفلسطيني في ذكرى انطلاقة جبهة التحرير العربية التي آمنت بأنَّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمّة العربية، لافتاً إلى أنَّ هذا ما عمَّق العطاء والنضال والكفاح الشعبي للجبهة في الإطار الفلسطيني.

ورأى شناعة أنَّ التعدُّد الايديولوجي والفكري الفلسطيني أعطى زخماً نضالياً للقدس وفلسطين محذِّراً من نجاح المحاولات اليومية للصهاينة لمصادرة القرار الفلسطيني وإجبار الشعب الفلسطيني وقيادته على الاعتراف بيهودية الدولة العبرية مؤكِّداً القرار الفلسطيني وقيادته بالتمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطين على كامل التراب الفلسطيني.

وطالبَ شناعة فصائل الثورة الفلسطينية بإنهاء مأساة الانقسام الحاصل بين الفصائل لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، كما طالبَ بتفعيل المجلس الوطني الفلسطيني، وانضمام فصائل الثورة الفلسطينية كافةً داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

ودعا شناعة الفصائل الفلسطينية إلى تشكيل حكومة وحدة فلسطينية ممثلةً بكافة الفصائل الفلسطينية حتى تستطيع بوحدتها مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وتفعيل المجلس الوطني الفلسطيني، وإجراء الانتخابات الوطني لاختيار مَن يقود الشعب الفلسطيني سياسياً على المستويين الداخلي والدولي.

وشدَّد شناعة على أنَّ موقف القيادة الفلسطينية من القمة العربية هو موقف مبدئي، وطالب القيادات العربية بأخذ دورهم الطبيعي في دعم حل الدولتين الذي تبنَّته منظمة التحرير، واعتبار القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية، مناشداً القيادة العربية الوقوف إلى جانب القدس في المجالات كافةً لأنَّها أمانة في أعناق الجميع.

وانتقد شناعة موقف المجتمع الدولي من القضية الفلسطينية وانحيازه إلى الجانب الإسرائيلي، مطالباً المجتمع الدولي بإنصاف الشعب الفلسطيني كونهم أصحاب حق في فلسطين التاريخية.

ونوَّه شناعة إلى أنَّ ما تتعرَّض له المخيَّمات الفلسطينية في لبنان وسوريا يشكِّل تهديداً جدياً على القضية الفلسطينية. وتطرَّق إلى الأحداث التي يشهدها مخيَّم عين الحلوة مشيراً إلى أنَّ الإشكالات المفتعلة تؤرق الأمن الفلسطيني وأمن الجوار. وأكَّد أنَّ القيادة الفلسطينية لن تتراجع حتى إنهاء حالة بلال بدر ومجموعته الخارجة عن الإجماع الفلسطيني، واصفاً مجموعة المتشدِّد بدر بالمصيبة الوطنية.