قيادة حماس في غزة تعمل على تبريد الأجواء الساخنة فيما تسميه (تل الإسلام) حيث تم اغتيال الأسير المحرر القيادي في حماس مازن فقهاء، بالتوازي مع جهودها لإرسال رسائل مباشرة لدولة الاحتلال مفادها إنها ليست معنية بحرب، خاصة وأن حبر قرارها تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة لم يجف بعد، فحماس بحاجة إلى وقت لتمرير (عملية تجميل) الانفصال ليصبح أمراً واقعاً، عدا إنها مازالت ترتب أمورها الداخلية بعد إفراز الانتخابات الداخلية لقيادة عسكرية (السنوار) ستسيطر على قرارها السياسي.
فهذا فتحي حماد عضو المكتب السياسي لحماس، قال:" إن الاحتلال لجأ إلى طريقة "الاغتيال الهادئ؛ لأنه لا يريد حرباً، بحيث لا يعطي ذريعة للمقاومة بأن تنتقم بإطلاق الصواريخ".. ويقول في موضع آخر من تصريحاته لصحيفة حمساوية: "لذلك لا بد من وضع قواعد للرد بأساليب جديدة". ويضيف: "إن الأمر يحتاج إلى توقف لاستنباط وعمل تقييم لمرحلة جديدة".
لسنا من دعاة الحروب، حتى إني قد تحررت نهائيا من فكرة الحروب المقدسة والسلاح المقدس، وغيرها من المفاهيم التي لا تعني إلا استغلال العاطفة الوطنية للإنسان لزجه في اتونها الحارقة المدمرة.. لكن كلام حماد لا يحتمل أكثر من تفسير واحد، وهو إن حركته لن تنتقم لأن السؤال المشروع – مع إعادة التذكير إننا ضد إشعال النيران في قطاع غزة لأن المحروق والمقتول مجانا هم أبناء شعبنا، والسؤال المشروع هو: هل انتقام حماس مرتبط بنوعية السلاح الذي تستخدمه دولة الاحتلال، أم بتطبيق معادلة الرعب، التي لطالما ضجت بها تصريحات قياديي حماس؟، فجريمة الاحتلال واحدة سواء كانت بكاتم صوت أو برشاش أو بصاروخ طائرة، أو بقنبلة يدمر انفجارها عشرين بيتا وتجعلها أثراً ؟!... أما الجواب فليس مطلوباً من قيادة حماس لأن الناس تعرف الكثيرين مثل حماد في حماس لا يحسنون إلا إطلاق قذائف التخوين والتكفير العشوائية باتجاه الآخر الفلسطيني في الوطن.
يعترف حماد بالاختراق الإسرائيلي لحماس، ويعترف بانشغالها بأمور السلطة الدنيوية على حساب الشعارات الدينية، والجهاد، والمقاومة، التي أوهمت بها الجماهير الفلسطينية والعربية، وخدرتها، حتى تمكنت من الاستيلاء بالقوة المسلحة على قطاع غزة، بجغرافيته وسكانه لتنشئ دويلتها!!!. فحماد قال: "هناك أمور كثيرة تم إغفالها، وإن الأجهزة الأمنية- ويقصد أجهزة حماس اعتقدت أن الاحتلال لن يعود لها.. المفاجأة أنه عاد لهذه الطريقة القديمة".
يحاول حماد كعادة قيادات جماعة الإخوان استهبال، الجماهير المتطلعة لمعرفة الحقائق، والتي نعتقد إنها في قضية اغتيال المحرر الفقهاء سيكون العثور على المرجان واللؤلؤ في وادي غزة أهون من الحصول على الحقيقة من قيادة حماس، فهو يتحدث في جملة عن الفر والكر في المعركة، ويعتبر لجوء دولة الاحتلال للاغتيال كهروب من الهزيمة، لكن ما قصده حماد عندما تحدث عن الفر والكر لا يخطئ راسب في التوجيهي في مادة اللغة العربية في فهمه، إذ قصد في تعبير( الفر)، الاختراق الأمني لقيادة وصفوف حماس حتى وصل القتلة إلى رأس قيادي عسكري بمستوى المحرر مازن الفقهاء– لن ندور مثلهم اسطوانة التنسيق مع سلطات الاحتلال- إذ يكفي التمعن في قول حماد:" إن المعركة كر وفر.. والاحتلال شعر بالهزيمة عقب نشر تقرير مراقب الدولة، ولذلك حاول التغطية على فشله باغتيال القائد مازن فقهاء"!!!.. والسؤال هنا للقائد العسكري الفذ حماد: كيف لمهزوم أن ينفذ عملية دقيقة وخطيرة جدا؟! ألا تستحق دماء الشهيد الفقهاء بعض الاحترام لعقل المواطن الفلسطيني والعربي، فأنتم تعرفون جيدا إن عناصر الاستخبارات الإسرائيلية وصلت إلى تونس وقتلت مهندس الطائرات المسيرة عن بعد (الزواري)، أما المأزوم فهو الذي يجعل من تقارير وورق وصحف دولة الاحتلال مرجعيته لنظم حساباته وإقرار سياساته!.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها