الرئيس: فلسطين عبر تاريخها الطويل منارة إشعاع وعطاء
وضع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي يزور ألمانيا حاليا، أسرة أكاديمية كونراد أديناوَرْ العريقة بصورة التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية.
وكان الرئيس قد بدأ في وقت سابق اليوم زيارة إلى ألمانيا تستمر لمدة ثلاثة أيام.
وقال الرئيس في محاضرة ألقاها في هذه الأكاديمية: إن وطني فلسطين عبر تاريخه الطويل كان منارة اشعاع وعطاء، وشعبنا هو امتداد للشعب والحضارة الكنعانية قبل 3500 سنة، وبلادنا عرفت الوجود الحضري منذ آلاف السنين، وعلى ترابها ولد أول مجتمع زراعي في التاريخ الإنساني في أريحا، ومن أقدم مدنها القدس مدينة السلام، والخليل التي تحمل اسم أبي الأنبياء إبراهيم، وبيت لحم مهد المسيح عليه السلام، وكلها مدن ذات تاريخ وإسهام حضاري في المسيرة الإنسانية.
وأضاف سيادته: وبالرغم من مأساة شعبنا المتمثلة بالنكبة قبل سبعين عاما،ً والتي أدت إلى تشريد أكثر من نصف شعبنا الفلسطيني من وطنه في العام 1948، ليعيش لاجئناً إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى أن النصف الثاني منه يعيش في سجن كبير منذ خمسين عاماً، تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي ومع ذلك' فإن شعبنا يواصل مسيرته الإنسانية والحضارية.
وشدد الرئيس على أن دولة فلسطين اليوم حقيقة واقعة وذات جذور أصيلة وراسخة في النظام الدولي، كدولة مراقب، وباعتراف 138 دولة، وانضمامها للعديد من الوكالات والمعاهدات الدولية، ورفع علمها رسمياً في الأمم المتحدة.
وقال الرئيس: إن زيارتي هذه لألمانيا تأتي في إطار سعيي لإيجاد السبل الكفيلة لصنع السلام، لاسيما وأن ألمانيا بما لها من مكانة في أوروبا والعالم، تستطيع أن تلعب دوراً فاعلاً من أجل السلام، كما وتهدف الزيارة للتشاور مع القيادة الألمانية حول مختلف القضايا التي تهم البلدين والمنطقة، ونغتنم هذه الفرصة لنتقدم بالشكر الجزيل لألمانيا على الدعم المتواصل، الذي تقدمه لتدعيم الاقتصاد الفلسطيني والمساهمة في إقامة البنية التحتية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس بأكاديمية كونراد أديناوَرْ في برلين:
سعادة السيد هانس غيرت بوترنغ
السيدات والسادة الحضور الكرام،
يشرفني أن ألتقي بكم في هذه الأكاديمية المرموقة، والتي تحمل اسم كونراد أديناور الشخصية الألمانية العظيمة، التي تركت بصمة متميزة في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، وخاصة في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث كان أول مستشار لها، وإنني إذ أشكركم على دعوتكم الكريمة لإلقاء هذه الكلمة، أمام هذه النخبة من الشخصيات الألمانية والضيوف، ذات التجربة والخبرة والمكانة المتميزة في مجالات اختصاصها؛ لأعبر عن التقدير العميق، والاحترام الكبير لهذه الأكاديمية العريقة، وللقائمين عليها؛ لاسيما وأن هذا المنتدى الوطني الألماني العريق، هو نموذج للانفتاح، والحوار بين مختلف الثقافات، والمجالات المعرفية، في الحقول السياسية، والاقتصادية، والعلمية، والاجتماعية، وهو مصدر إلهام لنقاشات ومحاضرات استشرافية للمستقبل، وأبوابه مشرعة على الحوار الإنساني والحضاري عبر المؤتمرات والأبحاث التي تجرونها؛ هذا إلى جانب أن أكاديميتكم هذه تمثل تعبيراً رمزياً عن الوفاء لذاكرة وإرث كونراد أديناور الفكري والروحي، وترمي للإبقاء على ذلك الفكر حياً عبر إعادة دراسة إنجازاته ومبادئه، فتحية لكم، أيها الأصدقاء، على جهودكم وعملكم، وتحية لذكرى أديناور، رجل السلام، والبناء الخالد في تاريخ ألمانيا والإنسانية.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن وطني فلسطين عبر تاريخه الطويل كان منارة اشعاع وعطاء، وشعبنا الفلسطيني هو امتداد للشعب والحضارة الكنعانية قبل 3500 سنة، وبلادنا عرفت الوجود الحضري منذ آلاف السنين، وعلى ترابها ولد أول مجتمع زراعي في التاريخ الإنساني في أريحا، ومن أقدم مدنها القدس مدينة السلام، والخليل التي تحمل اسم أبي الأنبياء إبراهيم، وبيت لحم مهد المسيح عليه السلام، وكلها مدن ذات تاريخ وإسهام حضاري في المسيرة الإنسانية.
السيد الرئيس،
وبالرغم من مأساة شعبنا المتمثلة بالنكبة قبل سبعين عاما،ً والتي أدت إلى تشريد أكثر من نصف شعبنا الفلسطيني من وطنه في العام 1948، ليعيش لاجئناً إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى أن النصف الثاني منه يعيش في سجن كبير منذ خمسين عاماً، تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي ومع ذلك فإن شعبنا يواصل مسيرته الإنسانية والحضارية.
ولعلكم تعلمون بأنني واحد من أولئك الذين هُجروا وطردوا من بيوتهم على أيدي القوات الإسرائيلية، فقد ولدت في صفد وهي في شمال فلسطين، التي عاش أهلي وأجدادي فيها لقرون طويلة، وأجبرت وأسرتي على الرحيل وأنا في سن الثالثة عشرة، وأهلي عاشوا مرارة اللجوء تماماً، مثلما عاشه الشعب الفلسطيني، وكنت أذهب في الصباح إلى المدرسة، وبعد الظهر، وفي العطل المدرسية كنت أعمل لأساعد أسرتي؛
وهأنذا اليوم، وبالرغم من كل ما حصل، لا زلت أمد يدي للسلام عن إيمان وقناعة، وأعمل من أجل تحقيقه، ليعم السلام والاستقرار ربوع منطقتنا وشعوبها كافة، ولتعيش دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، جنباً إلى جنب بأمن وسلام مع دولة إسرائيل على حدود 1967.
إن شعبنا بالرغم من كل المآسي التي عاشها، ظل يتمسك بالأمل، ويعمل من أجل غد أفضل لأجياله القادمة؛ وقد قمنا ببناء مؤسساتنا الوطنية على أسس الديمقراطية والحداثة في ظل سيادة القانون، والحفاظ على معايير الشفافية، وحقوق الإنسان، دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس، وتشجيع المشاركة الفاعلة للمجتمع المدني، وتوسيع الدور اللامركزي في إدارة البلديات، ومجالس الحكم المحلي، والحرص على تمكين المرأة والشباب؛ هذا وسيصار إلى عقد انتخابات بلدية في فلسطين في مايو القادم، لتجديد هيئات الحكم المحلي في المجالس البلدية والقروية، والتي تتم كل أربعة أعوام، ومن ناحية أخرى، فنحن نعمل على تذليل العقبات، وذلك بإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة الوطنية، لنتمكن من عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في القريب العاجل، وكما أشار الرئيس هناك انقسام، والإنقلاب الذي قامت به حماس عام 2007، ومنذ ذلك الحين نسعى من أجل المصالحة؛ لأننا نريد أن تعود غزة بالقوة، وإنما من خلال الحوار، وقد طالبنا حماس أكثر من مرة بأن تقبل تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم نذهب لنحتكم إلى الشعب في انتخابات رئاسية وتشريعية.
إن فلسطين اليوم حقيقة واقعة وذات جذور أصيلة وراسخة في النظام الدولي، كدولة مراقب، وباعتراف 138 دولة، وانضمامها للعديد من الوكالات والمعاهدات الدولية، ورفع علمها رسمياً في الأمم المتحدة، بمعنى أن فلسطين اعترف بها من قبل الأمم المتحدة عام 2012 بأنها دولة تحت الاحتلال ولو عدنا إلى قرار الجمعية العامة، فإنه يطالب بالاعتراف بهذه الدولة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ولمعلوماتكم نحن نطالب بـ22% فقط من حدود فلسطين التاريخية، ونحن نكتفي بهذا ونطالب بهذا، وعلى إسرائيل أن توافق على ذلك وأن توقف بناء المستوطنات التي يعترف العالم بأنها غير شرعية، وبأنها تقام في أراضي محتلة، والاتحاد الأوروبي يعترف بذلك، وكذلك تعترف الولايات المتحدة الأميركية بأنها أراضي محتلة، ويبقى السؤال لماذا تستمر إسرائيل في الاستيطان؟.
وهنا أوجه سؤالا للإسرائيليين هل تريدون دولة واحدة، نحن نريد دولة فلسطين، وإسرائيل تعيشان بأمن واستقرار وسلام، بمعنى أن تعيش إسرائيل بأمن ولكن ليس على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه، وما نطالب به أقرته الجمعية العامة الجمعية عام 2012م.
السيد الرئيس، السيدات والسادة،
إن زيارتي هذه لألمانيا تأتي في إطار سعيي لإيجاد السبل الكفيلة لصنع السلام، لاسيما وأن ألمانيا بما لها من مكانة في أوروبا والعالم، تستطيع أن تلعب دوراً فاعلاً من أجل السلام، كما وتهدف الزيارة للتشاور مع القيادة الألمانية حول مختلف القضايا التي تهم البلدين والمنطقة، ونغتنم هذه الفرصة لنتقدم بالشكر الجزيل لألمانيا على الدعم المتواصل، الذي تقدمه لتدعيم الاقتصاد الفلسطيني والمساهمة في إقامة البنية التحتية؛ وأود بشكل خاص الإشادة بدور ألمانيا للتنسيق بين الأطراف الراغبة بتقديم دعم لتعزير قدرات المؤسسات الفلسطينية في إطار نتائج مؤتمر باريس الدولي.
السيد الرئيس،
بعد عقود من الصراع، تم التوصل لاتفاق دولي في أوسلو، وتم توقيعه في البيت الأبيض في العام 1993، وقام الجانب الفلسطيني بتطبيق جميع التزاماته بموجبها، وكان من المفترض أن يتم التوصل من خلالها إلى ترسيم للحدود بين إسرائيل وفلسطين، وحل جميع قضايا الوضع النهائي خلال خمس سنوات؛ وهذا منصوص عليه في أوسلو الذي نص على أنه من 1993-1998 تكون جميع قضايا الحل النهائي، ومنها حدود الدولة الفلسطينية، وأمن إسرائيل، وكذلك قضية اللاجئين قد حلت، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، وإن كنتم تذكرون التاريخ، فقد قُتل خلال سنة أو سنتين من هذا التاريخ اسحق رابين، وتكاد قضية السلام أن تنتهي. وإسهاماً من الدول العربية لصنع السلام، فقد أصدرت القمة العربية في عام 2002 مبادرة السلام العربية، والتي تم تبنيها من منظمة التعاون الإسلامي، وقامت بعدها الرباعية الدولية بإصدار خطة خارطة الطريق، وتم اعتمادها جميعا (أي الخطة مع مبادرة السلام العربية) في قرار مجلس الأمن 1515، وتواصلت بعدها الجهود والمبادرات الدولية وصولاً ليومنا هذا، حيث ترون جميعاً أن الحكومة الإسرائيلية الحالية عملت على تضييع الوقت، وأفشلت جميع الجهود الدولية، وذلك من خلال مواصلتها الاستيطان، ومصادرة الأراضي المخصصة للدولة الفلسطينية، وهو أمر دانه المجتمع الدولي في قرار مجلس الأمن 2334، الصادر في نهاية العام الماضي من جميع الدول وحتى الولايات المتحدة دعمته من خلال التزامها الحياد، وهذا القرار يقول إن الاستيطان في الضفة الغربية والقدس غير شرعي، والسؤال هنا كيف يمكن أن يُصنع السلام بيننا وبينهم في ظل هذه الأوضاع؟.
وهنا أخاطب الإسرائيليين هل تريدون دولة واحدة، ودولة تمييز عنصري، ودولة أبارتهايد؟!، نحن لا نريد ذلك، والعالم لن يقبل بهذا.
وفي هذا الإطار، فإننا نجدد استعدادنا للقاء السيد نتنياهو في موسكو وغيرها وفق دعوة الرئيس بوتين، وقد ذهبت إلى موسكو ورفض نتنياهو اللقاء، وكل دولة أزورها يقول رئيسها لماذا لا تلتقوا، إن المشكلة سببها رفض نتنياهو.
إننا لا نطالب بأكثر من الشرعية الدولية، وإذا لم تتحقق الشرعية الدولية ماذا يريدون منا، هل نقبل بالاحتلال المؤبد، والتمييز العنصري المؤبد، بالتأكيد لا أحد يقبل بهذا منا.
إن ما نريده هو حل الدولتين، على أساس حدود العام 1967، فدولة إسرائيل موجودة، ودولة فلسطين موجودة أيضا وتحتاج إلى اعتراف، وهذا يجيب على كل التساؤلات حول الجيل الجديد الذي يعيش في متاهة، ومنهم أكثر من 30% عاطلون عن العمل، والسؤال لماذا يحدث هذا، إن السبب يمكن في أن أرضهم محتلة، وإسرائيل تسيطر على أكثر من 60% من أراضي الضفة الغربية.
وعلى صعيد آخر، أيها الأصدقاء، فإننا ندين الإرهاب والعنف بكافة صوره وأياً كان مصدره، ونثمن وندعم كل جهد إقليمي ودولي يهدف لاجتثاث جذوره من منطقتنا والعالم بأسره، وإننا إذ نحيي موقف ألمانيا الإنساني المشرف بشأن اللاجئين، لنؤكد على أن حل مشكلات المنطقة، وإرساء أسس الحوار السياسي والدبلوماسي، سيسهم في توقف تدفق اللاجئين، لا بل وسيساعد في عودتهم لأوطانهم وديارهم؛ ونحن ضد كل ما يجري في المنطقة من عنف وإرهاب، وأقولها علانية في ضوء ما يجري في ليبيا وسوريا وغيرها إننا نحن ضد حل المشاكل الداخلية بالصراع والسلاح، بل يجب أن يكون هناك حوار في كل هذه البلاد، وعندما يتفقوا يقف تدفق اللاجئين، وقبل هذا كله إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية فستبقى هذه المناطق مشتعلة.
وانتهز هذه الفرصة لأعزي بلدكم على ضحايا الأعمال الإرهابية التي حصلت إبان احتفالات عيد الميلاد، كما ونعزي فرنسا وبريطانيا في ضحايا الأعمال الإرهابية. إننا ندين الإرهاب، وحل كل هذا يكون بالحل العادل للقضية الفلسطينية.
صُدر لنا اسم "الربيع العربي"، وظنوا أن الربيع قد حل، والحقيقة أن الدول العربية تعيش في خريف، وهذه نتائجه ملايين اللاجئين، والتخريب، والإرهاب، وهؤلاء الذين يخرجون دون عمل أو وظيفة تستغلهم "داعش"، و"النصرة" أو غيرها من المنظمات.
وغداً سيكون لي شرف لقاء السيدة المستشارة أنجيلا ميركل، وتناول قضايا الاهتمام المشترك لبلدينا.
السيد رئيس الأكاديمية، السيدات والسادة،
أجدد التأكيد أمامكم هنا رغم كل ذلك، بأن أيدينا لا زالت ممدودة للسلام، ونحن منفتحون على الحوار الإيجابي، وأنا شخصياً أول من فتح باب الحوار مع الإسرائيليين، ومنذ سبعينيات القرن الماضي، من أجل التوصل لحل ينهي الصراع، وأنا منذ 50 سنة أخاطب الإسرائيليين تعالوا نتحدث، وتعالوا نبني سلاما، وأنا ألتقي قادة اليهود في كندا وأميركا وفي كل مكان، إننا نريد أن نتفهم بعضنا البعض، وأريد أن أقول نحن لسنا ضد اليهودية، ولا نملك أن نكون ضد اليهودية؛ لأنها ديانة سماوية محترمة؛ ولذلك عندما يتم تحرير القدس وتكون عاصمة لدولتنا ستكون مفتوحة لكافة الديانات، وأؤكد أننا لسنا ضد اليهودية إننا ضد الاحتلال مهما كان اسمه.
السيد رئيس الأكاديمية، السيدات والسادة،
إن دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، ستعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، وستكون القدس مفتوحة لأتباع الديانات الثلاث، ونحن نرفض الكراهية، والتحريض، وندعو لتفعيل اللجنة الثلاثية الأمريكية الفلسطينية الإسرائيلية لمراقبة ذلك؛ لأن هناك من يتحدث عن التحريض في وسائل الإعلام الفلسطينية، وقد سبق وأن ناقشنا الأمر إبان عهد الرئيس ياسر عرفات، والحل ألا نتبادل التهم بل أن نلجأ للجنة الثلاثية، بحيث يكون الأميركي الحكم.
مرة أخرى أشكركم وأحييكم، وأتوجه عبر منبركم هذا بالتعبير عن التقدير والامتنان لكل أصدقائنا في ألمانيا، وللهيئات والمؤسسات المدنية كافة، لما تقدمه من عون ودعم ومساندة وتضامن لشعبنا.
وعاشت الصداقة الألمانية – الفلسطينية، والسلام عليكم،،،
وسبق ذلك، أن تحدث رئيس أكاديمية كونراد أديناوَرْ الدكتور هانس غيرت بوترنغ قائلا: إن الحياة في الضفة الغربية تدعونا للقلق في ظل الاستيطان، كما أن الظروف الصعبة في قطاع غزة تدعونا للقلق، وقد أصدرت الكنسيت الإسرائيلية مؤخرا مشروع "شرعنة الاستيطان"، وهذا يجعلنا نشك بجدية حكومة بنيامين نتنياهو عندما تتحدث عن حل الدولتين.
وأردف: فخامة الرئيس لقد وصلتم للتو إلى برلين، ونقدر عاليا أن تكون مؤسستنا هي المحطة الأولى.
وأوضح أن الهدف من هذه الندوة هو التعمق بوجهة النظر الفلسطينية، مضيفا: إنه لشرف عظيم أن نرحب برجل دولة يدعو بحزم وجدية لتسوية الصراع.
وأشار إلى أن مؤسسة كونراد أديناوَرْ تعمل بنزاهة، ففي الوقت الذي تتعاطف فيه مع الشعب الفلسطيني وتدعو إلى استرجاع حقوقه، فهي تعتبر إسرائيل صديقة لها.
وقال: مطلوب عمل كل جهد لإنهاء الصراع، وبخاصة أن كلمة حل الدولتين بدأت تتبدد، والحرية والعدل والتضامن والحق بالسلام هي المرشد لنا في مؤسستنا ونريد أن يتمتع جميع سكان العالم بذلك، بغض النظر عن القومية والجنسية أو أية اعتبارات أخرى.
وقدم رئيس أكاديمية كونراد أديناوَرْ شرحا حول دور الكلية على مدار 20 سنة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والمساهمة في حل الدولتين، والعمل على نشر رسائل السلام ورفض العنف.
ووصف علاقات ألمانيا مع فلسطين بالوثيقة، وقال: إن صورة ألمانيا بنظر غالبية الشعب الفلسطيني هي إيجابية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها