تمَّ افتتاح وحدة رعاية الكلى للمرضى الفلسطينيين في مخيِّم البداوي في طرابلس بدعم مشترك من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومؤسّسة التعاون- لبنان، ومؤسسة الإغاثة الإسلامية، وجمعية إغاثة أطفال فلسطين، وجمعية الرعاية الصحية، اليوم الجمعة 17 آذار 2017.

حضر الافتتاح ممثل سفارة فلسطين في لبنان أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة التعاون- لبنان فؤاد بوارشي، ومدير وكالة الأونروا في لبنان بالانابة حكم شهوان، ومسؤولة البرنامج الفلسطيني في منظمة اليونيسف مارتا بيتانيا ورئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الدكتور يونس الخطيب، ومديرة جمعية الرعاية الصحية بهيجة مياسي وعضو المجلس الثوري مسؤولة اتحاد المرأة آمنة سليمان وسفيرة دولة فلسطين في ايطاليا مي كيلة.

بداية كانت كلمة ألقاها أبو جهاد فياض، فأكَّد أنَّ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تأسَّست في العام 1968 والتي تعتبر احدى اهم مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لأنَّها تقدِّم الخدمات الصحية لأبناء شعبنا.

وتابع: "إنَّ افتتاح مركز غسيل الكلى في منطقة الشمال والذي بات حاجة للمرضى من أبناء شعبنا الفلسطيني يشكِّل خطوة مهمة لمساعدة المرضى الفلسطينيين وأهلهم الذين يعانون من عدم إمكانية توفير قيمة الفاتورة الصحية الباهظة لهذا المرض العضال".

وأضاف: "نوجِّه الشكر لكلَّ من ساهم بإنجاز هذه الوحدة الصحية وتجهيزها وتشغيلها، ونخصُّ بالذكر الأونروا، ومؤسسة التعاون والإغاثة الإسلامية، وجمعية إغاثة أطفال فلسطين، وجمعية الرعاية الصحية، والشكر موصول أيضاً لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي يقع على عاتقها تشغيل هذه الوحدة الصحية وسلامة العمل بها من خلال الطاقم الطبي الذي بدأ العمل في المركز. ولا بد لنا أن ننوِّه بالجهود المبذولة لتحسين المراكز الصحية في الشمال من خلال نقل وتجهيز مستشفى صفد وتحويله لمبنى جديد يستوعب عدد أكبر من المرضى، ويؤدي خدمات صحية أشمل ممَّا كان يُقدِّمه في المبنى القديم من خلال إدارة جمعية الهلال الأحمر في لبنان والشمال".

وأردف: "بما يخص مخيم نهر البارد فقد أعطى الرئيس أبو مازن خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان توجيهات لسعادة السفير أشرف دبور بالعمل على تطوير عيادة الشهيد فتحي عرفات وتجهيزها لتصبح مستشفى تلبية لمطالب وحاجات أهلنا في مخيَّم نهر البارد".

ودعا فياض الأونروا إلى تحمُّل مسؤولياتها في الموضوع الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وضرورة العودة إلى خطة الطوارئ لأهل مخيَّم نهر البارد وتحديداً في الطبابة، وضرورة الإسراع بإعادة إعمار المخيَّم القديم والتعويض على أهالي المخيَّم الجديد.

كما أكَّد ضرورة "حفظ أمن مخيماتنا لأنَّها جزء لا يتجزّأ من أمن لبنان، وعلينا جميعاً كفصائل ومجتمع محلي أن نتعاون من أجل ضبط وضع مخيماتنا من العابثين بها، ونشدِّد على موقفنا بالتعاون مع الاخوة اللبنانيين  لما فيه مصلحة شعبنا في لبنان مع حرصنا الشديد على التمسك بحق العودة ورفض التوطين بأشكاله كافةً، ونحن ضيوف في هذا البلد، وإن طالت مدة ضيافتنا إلّا أنّه لا بديل عن حق العودة إلى أرض الآباء والأجداد".

كلمة  مؤسسة التعاون- لبنان، ألقاها الأستاذ فؤاد بوارشي إذ قال: "لقد التزمنا منذ العام 1996 بدعم عمليات غسيل الكلى في مستشفى الهمشري في صيدا، وها نحن اليوم نلتزم بتغطية التكاليف التشغيلية لهذه الوحدة، وهو التزام يعكس أهدافنا بالعمل على تحسين أوضاع الفلسطينيين ودعم المؤسسات الفلسطينية في الوقت نفسه".

كلمة الأونروا، ألقاها مديرها بالوكالة في لبنان الأستاذ حكم  شهوان  جاء فيها: "نحتفل اليوم بشراكة حقيقة لدعم صحة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. أتقدم بالشكر من كل الزملاء، وآمل أن تتوسَّع هذه الشراكة في المستقبل لما فيه خير الجميع".

كلمة اليونيسيف ألقتها الانسة مارتا تيتانيا فقالت: "نعمل في اليونيسف على تعزيز حقوق ورفاهيّة كلّ طفلٍ من خلال أيّ عمل نقوم به. بالتّعاون مع شركائنا في 190 دولة ومنطقة نقوم بترجمة التزامنا هذا إلى واقع عملي، باذلين جهداً خاصّاً للوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفاً واقصاءً، وذلك من أجل صالح كلّ الأطفال، وفي كلّ مكان".

ثُمَّ كانت كلمة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ألقاها د.يونس الخطيب حيث أكد الشراكة مع كل المؤسسات الداعمة للجمعية معربا ًعن عميق امتنانه لهذه العلاقة وضرورة تطويرها. وأشار إلى الصعوبات التي يعاني منها الفلسطيني لافتاً إلى أنها هي لا تقتصر على  الجدار والحصار والاستيطان والاحتلال، وإنَّما بالأمراض التي تفتك بأبناء الشعب الفلسطيني جراء تلك الأمور مجتمعة.

وأضاف: "من الملح أن يسعى المجتمع الدولي إلى إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني من خلال فرض القوانين الدولية المتعلّقة بالشعب الفلسطيني وضرورة تطبيقها"، وأشار إلى التطور الملحوظ في أداء جمعية الهلال في لبنان وخاصةً في منطقة الشمال من خلال التوسعة لمستشفى من خلال المبنى الجديد والسعي لتفعيل مركز فتحي عرفات في مخيَّم البارد".

يُذكَر أنَّ الوحدة الجديدة توفّر عمليات غسيل كلى مجانية لأكثر من 30 فلسطينياً في لبنان وفلسطينياً نازحاً من سوريا يقطنون في شمال لبنان. وبسبب ارتفاع كلفة العلاج، لم يكن بمقدور عدد كبير من المرضى تحمل الكلفة الباهظة في المستشفيات الخاصة القريبة من مقر إقامتهم وكان عليهم التوجه إلى مدينة صيدا بصورة دائمة لتلقي العلاج.