أحيت جبهة التحرير الفلسطينية ذكرى استشهاد أمينها العام أبو العباس بمهرجان سياسي حاشد في قاعة الشهيد عمر عبد الكريم في صور. تقدم الحضور عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر، وممثلي القوى والفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.
بدايةً تمَّ عزف النشيدين اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء. ثمَّ رحبت عريف الاحتفال الاعلامية سارة رميض بالحضور مستذكرة القائد الأمين العام للجبهة الشهيد القائد أبو العباس وشهداء فلسطين ولبنان. داعيةً إلى ضرورة سرعة إنهاء الانقسام، بما يشكل من آثار كارثية على شعبنا في كل مكان، وتعزيز الوحدة الوطنية وإعلاء شعار المقاومة حتى تحرير الأرض والإنسان .
وتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جمال قشمر حيا الحضور في بداية كلمته، وقال من وحي الشهادة والشهداء، من أحمد موسى الشهيد الأول إلى باسل الأعرج مسيرة مكللة بالعطاء والتضحيات مناضلون وقادة، ونحن اليوم في حضرة أبو العباس قائد من هؤلاء القادة الذين أعطوا فلسطين حياتهم ودمهم وشكلوا فكراً نيراً من العمل العسكري التنظيمي.
وأكد قشمر أنَّ أبو العباس أبدع في مجموعة من العمليات ووقع في بغداد ليخرج شهيداً والاحتلال الأمريكي أعدمه.
وأضاف أنَّ شهر اذار هو شهر المناسبات، يوم المرأة العالمي ويوم المعلم والطفل. وهذا الشهر هو شهر الفداء و"سافوي"، وكان من بين هؤلاء مطران فلسطين ايلاريون كبودجي وأيضاً الكرامة هذه المعركة التي أعادت للأمة كرامتها.
وتطرق إلى اللحظة السياسية الراهنة حيث اللاءات الامريكية ونحن نقول لا دولة فلسطينية بدون القدس وهي العاصمة الأبدية وهذا ما كان خيار زعيمنا الخالد ياسر عرفات.
كما تناول في حديثه الاستيطان الذي يضرب به الاحتلال كل الاتفاقيات، وأمام انتفاضة الشباب والحجارة والشعب الفلسطيني عنوانه واحد "م.ت.ف" ممثلاً شرعياً واحداً. كما أنهم يهددونا بقطع المساعدات في خياراتنا السياسية فنحن ذاهبون إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولا نقايض المال بتراب فلسطين. وسنستمر بالمقاومة الشعبية وكل أشكال المقاومة ولا تراجع عن هدفنا.
وأضاف قشمر: "نحن في لبنان ضيوف ولا يمكن أن نكون ممراً لاستهداف البلد ولن نسمح بتكرار نهر البارد ويجب أن نتصدى لكل المحاولات".
كما تطلع إلى القيادة اللبنانية وقال: لا يمكن مقاربة القضية من منطلق أمني فقط. وشعبنا الفلسطيني بحاجة إلى حقوق مدنية واجتماعية وفي الاستقرار مصلحة للشعبين".
وختم قشمر كلمته بالتحية للشهيد أبو العباس، وخيارنا النضال حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وألقى كلمة جبهة التحرير الفلسطينية عضو مكتبها السياسي عباس الجمعة، فقال نلتقي اليوم إحياء لذكرى عزيزة وأليمة على قلوبنا الذكرى الثالثة عشرة لرحيل القائد والمعلم فارس فلسطين الرفيق الشهيد أبو العباس، حيث تعانقت روح الشهيد القائد في سماء فلسطين، مع أرواح الشهداء القادة وفي مقدمتهم الرئيس الرمز ياسر عرفات، وطلعت يعقوب، وأبو أحمد حلب، وكل القادة والمناضلين، ورواد الجبهة والاستشهاد يين الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين الطاهرة، واليوم نكرم من أحبها الشهيد القائد أبو العباس فارسة الاستشهاد يين عملاقة الطيران الشراعي سعاد بدارن "تحرير منصور" ابنة ميس الجبل ابنة جنوب، ابنة لبنان المقاومة من عائلة مناضلة انتمت لفلسطين فكانت هويتها القومية، قاتلت في العديد من المواقع حتى استشهادها وهي تحلق بين فلسطين ولبنان إنها من نسور الجو في جبهة التحرير الفلسطينية فتعمد الدم اللبناني الفلسطيني .
وتوجه الجمعة بالتحية لصمود الأسيرات والأسرى البواسل في سجون الاحتلال، وفي مقدمتهم أمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، والأسرى الأبطال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية من أجل تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، وعلى رأسها نيل حريتهم وحرية شعبهم المكافح.
ولفت الجمعة أنَّ الشعب الفلسطيني يعاني قسوة الحصار وجرائم الاحتلال، ويعاني خطر تكريس انقسامه كشعب وكنظام سياسي، بعد أن نجح الاحتلال بقسمته جغرافياً، وبعد أن فشلنا حتى الآن بتطبيق ما تمَّ توقيعه في القاهرة من اتفاق للمصالحة، ليتحول إلى واقع عملي في مختلف التفاصيل.
وأكد أنَّ التاريخ الفلسطيني حافل بالبطولات والمآثر، تاريخ خطت حروفه بدماء قوافل طويلة وطويلة جداً من الشهداء لا يمكن حصرها، دماء زكية روت ثرى فلسطين الغالية، وبلدان عربية شقيقة، دفاعاً عن فلسطين التاريخية، وعن أراضي عربية مجاورة، فكانت معركة الكرامة صوناً للشرف العربي ودفاعاً عن الكرامة العربية، وقدم الشعب الفلسطيني عبر العقود الماضية عشرات بل مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين.
وقال أنه من الواجب علينا في هذه اللحظات وكل اللحظات أن نستلهم العبر الخالدة التي تميز بها الشهيد أبو العباس والتي تجسدت بشخصه كقائد صلب، وزعيم دافع بكل صدق وثبات عن حقوق شعبنا الوطنية في مختلف المراحل والميادين، فكانت عمليات الجبهة البطولية من البر والبحر والجو بإشرافه ورفاقه القادة سعيد اليوسف وأبو العز، مشيراً أنَّ الشهيد أبو العباس ترفع عن كل القضايا الصغيرة، فلم يتقوقع داخل فئويته كما أرادها البعض لنفسه، فكان قائداً وطنياً وقومياً مخلصاً، منحاز بكل مبدئية لمعاناة شعبه، ومدافعاً أميناً عن قضايا المرأة وحقوقها، وعن قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة، فقاوم كل المصطلحات التي من شأنها أن تشوه نضالنا وتحرف وجهته، فتصدى لنهج الانقسام والانشقاق، وبرغم ما تعرضت له الساحة الفلسطينية من أزمات،لم يفقد بوصلته باتجاه فلسطين، ولا حرصه الشديد على وحدتها، وكذلك على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا .
وشدد الجمعة على تعزيز العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، والمحافظة على أمن لبنان والمخيمات الفلسطينية، وعلى دعم وحدة لبنان وأمنه واستقراره، مثمناً مواقف ودور رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكافة الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والمقاومة بقيادة حزب الله وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصرالله على دعمهم الدائم للقضية الفلسطينية، ووقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، لافتاً أنَّ ذكرى استشهاد أبو العباس تتزامن مع مناسبة ميلاد القائد انطون سعادة صاحب النهج القومي والنهضوي والتي شكلت منارة مضيئة في النضال العربي، متمنياً من الحكومة اللبنانية اقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية لشعبنا حتى يتمكن من العيش بكرامة لحين عودته إلى دياره .
وتقدم بأحر التهاني من المرأة الفلسطينية واللبنانية والعربية الرفيقة والأخت والزوجة والأم والابنة اللواتي قدمن الشهيدات والأسيرات وهن ما زلن يتابعن مشوارهم النضالي من أجل الحرية والتقدم والعدالة والمساواة، كما نتقدم من المعلمات والمعلمين باسمى آيات التهنئة بمناسبة عيد المعلم.
وبعدها كرمت الجبهة الشهيدة سعاد بدران بدرع الجبهة وفاءً لدورها النضالي. كما قدمت جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني درع نيابة عن اللواء أبو أحمد زيداني لرفاق الشهيد أبو العباس.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها