تجاوز مخيم عينالحلوة أمس الأول (السبت) قطوعاً أمنياً صعباً كانت حصيلته 10 جرحى، إصابة إثنانمنهما خطرة جداً، وذلك في الإشتباك المسلح الذي وقع في المخيم بين حركة<فتح> و>الكفاح المسلح الفلسطيني> من جهة، وعناصر <جند الشام>سابقاً و>فتح ? الإسلام> من جهة ثانية، فيما توصلت القوى الفلسطينية الى وقفلاطلاق النار، بينما بقي الوضع هادئاً على حذر وسط استنفار خفيف·

وفي التفاصيل،فان الإشتباك وقع على خلفية تسليم حركة <فتح> العنصرين من <فتح ?الإسلام>ً (علي· خ) و(محمود·ع) الذي أصيب في بطنه، اللذين قاما بزرع عبوة ناسفةفي محاولة لاغتيال قائد <الكفاح المسلح الفلسطيني> في لبنان العقيد محمودعبد الحميد عيسى <اللينو> تم إكتشافها، حيث جرى تسليمهما إلى مخابرات الجيشاللبناني في الجنوب للتحقيق معهما، بعدما نقل الجريح (محمود·ع) إلى <مركز لبيبالطبي> في صيدا ووضع تحت الحراسة المشددة·

وأقدم عناصر من<فتح ? الإسلام> و>جند الشام> سابقاً وذوي الموقوفين إلى جانب مجموعةمن شباب على الاحتجاج في الشارع التحتاني للمخيم، عبر قطع الطريق باشعال الاطاراتالمطاطية، على خلفية تسليم المتهمين وعدم تسليم مطلق النار من <الكفاح المسلحالفلسطيني> (ويدعى <أشرف> الذي أعيد تسليمه لاحقاً)، قبل أن تندلعالإشتباكات، التي استمرت حوالى ثلاث ساعات كانت تخبو حيناً وتشتد في معظم الأحيان،واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وكشفت عن مدىالإحتقان السائد في أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان·

بدأ الاشتباكقرابة الخامسة عصراً وتوسعت رقعته إلى أربعة محاور: الشارع التحتاني قرب <مسجدخالد بن الوليد>، الشارع الفوقاني قرب سوق الخضار وحي طيطبا والصفصاف، إضافةًإلى بستان اليهودي وحي الطوارىء، حيث أكدت مصادر فلسطينية أن <غزارة النيرانكانت كثيفة جداً وقد استخدمت القذائف الصاروخية <آر·بي·جي·>و>الإنيرغا> وقد طال بعضها طائشاً محيط المخيم إلى الجوار اللبناني>·

حركة نزوح

وشهد المخيمحركة نزوج كثيفة من المناطق التي تدور فيها الإشتباكات، حيث غادرت مئات العائلاتالفلسطينية باتجاه مدينة صيدا ومناطق: الفيلات وسيروب والمية ومية هرباً من الرصاصوالقذائف، حيث افطر العديد منها خارج منازله، في وقت عزّز فيه الجيش اللبنانياجراءاته الأمنية عند مداخل المخيم، ومنع الدخول إلى المخيم حفاظاً على حياةالناس·

ومع إشتداد حدةالمعارك، أذيعت عبر مكبرات صوت في مآذن المخيم نداءات تدعو المتقاتلين إلى إتقاءالله في المخيم وأهله وحقن الدماء في هذا الشهر الفضيل، وبعيد السادسة والنصف، نزلانطلاقاً من حي لوبية، العشرات من الأهالي الى الشارع، باتجاه الشارع التحتاني،هاتفين بشعارات تطالب المتقاتلين بوقف النار فوراً، وعملوا على اخماد النيران التياشتعات في محلات تخص وليد ودمعون زعيتر المعدة لبيع الخرضوات، بعدما أتت النيرانعلى محتوياتها، وكاد اندلاعها ينذر بحريق كبير في المنطقة، قبل نجاح الأهاليباستخدام الوسائل البدائية البسيطة من السيطرة على النيران·

بينما نشطتاتصالات المعالجة على أكثر من صعيد ولا سيما قيادتي <فتح> و>القوىالإسلامية>، وتولتها بشكل أساسي <لجنة المتابعة> وعدد من فاعليات صيدا،حيث أجرت النائب بهية الحريري ورئيس <التنظيم الشعبي الناصري> الدكتور أسامةسعد، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور وقائد منطقةالجنوب الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العميد منذر الأيوبي، رئيس بلدية صيدا السابقالدكتور عبد الرحمن البزري والمسؤول السياسي لـ <الجماعة الإسلامية> فيالجنوب الدكتور بسام حمود، والأمين العام لـ <تيار الفجر> عبد الله الترياقي،إتصالات مع مختلف القوى الفلسطينية، وطلبوا منهم العمل على تهدئة الوضع في المخيمبأسرع وقت حفاظاً على أرواح الناس وسلامتهم·

وعقد في<مسجد النور> في المخيم اجتماع ضم ممثلين عن <لجنة المتابعةالفلسطينية> وفصائل <منظمة التحرير الفلسطينية> و>تحالف القوىالفلسطينية> و>القوى الإسلامية و>أنصار الله>، بحث الوضع في ضوءالإشتباكات التي شهدها المخيم، ودعوا الجميع الى ضبط النفس والإلتزام بوقف اطلاقالنار وسحب المسلحين·

وعند الثامنةإلا ربعاً مساءً، توقفت الاشتباكات مسفرة عن سقوط 10جرحى، اثنان منهم في حال الخطرالشديد، هما الطفل إبراهيم صلاح ورد وأحمد محمد عبد الله، ونقلا إلى <مستشفىصيدا الحكومي>، فيما نقل إلى <مستشفى الهمشري> كل من: عطاف محمود حمد، طهمحمد حجازي، حسن بلال الأسعد، طلعت أبو مغيصب، رجاء حجازي وخالد المنفي، بينما عولجفي <مستشفى الأقصى> كل من: إبراهيم واعد وصابر الخطيب·

وأكد العقيد<اللينو> لـ <اللـواء> على عدم التهاون بأمن المخيم والجواربالقول:> لا مجال بعد اليوم للتساهل مع هـؤلاء المجرمين، وسنواجه كل عمل تخريبييستهدف أمن المخيم وجواره، ونرى أن العودة إلى التفجيرات الأمنـية هـــدفه النيلمن أمن المخيم، ومن أمن شعبنا، وضرب الأمن في المنطقة>·

إتصالات

وأجرت النائبالحريري اتصالات هاتفية بكل من العميد شحرور والعقيد <اللينو> واطلعت منهماعلى صورة الوضع الأمني في المخيم·

كما أجرتالحريري اتصالاً بلجنة المتابعة للقوى الفلسطينية وتمنت عليهم العمل على تهدئةالوضع في المخيم بأسرع وقت حفاظاً على ارواح الناس وسلامتهم·

بدوره أجرىالدكتور أسامة سعد اتصالات بالفصائل الفلسطينية، وخاصة مع حركة <فتح>والكفاح المسلح من جهة، والقوى الإسلامية من جهة أخرى، وبعد النداء الذي وجههمطالباً المتقاتلين في مخيم عين الحلوة بـ>الوقف الفوري لإطلاق النار رحمةبالسكان، وحفاظاً على أمن المخيم ومدينة صيدا، ومصلحة لبنان والقضية الفلسطينية،جرى الاتفاق على عقد لقاء فوري في المخيم يضم القوى المتخاصمة بهدف التوصل الى وقفاطلاق النار بأقصى سرعة، وايجاد حل للخلاف بينها·

من جهته، نددالدكتور عبد الرحمن البزري بـ <الأحداث الأمنية التي وقعت في عين الحلوة والتيجرح خلالها عدد كبير من الأبرياء، وأدت إلى خراب واحتراق بعض المحلات في عينالحلوة، وفي محيطها، والتأثير سلباً على مدينة صيدا وحركتها الاقتصادية>·

واعتبر البزريأن <ما حصل يصب في خانة من يريد التضييق على المخيمات ويعطيهم الذريعة لذلك·وإن الخاسر الأكبر من هذه الاشتباكات العبثية هو الشعب الفلسطيني وأهلنا فيالمخيمات وكل من يؤمن ويراهن على انتصار قضية هذا الشعب· لذلك لقد أجرينا عدةاتصالات مع الأطراف المعنية بالاشتباكات وندعو كافة الفصائل والمنظمات الفلسطينيةالى التحلي بروح المسؤولية، والتعالي فوق الصغائر، ونحذر من خطر انعكاس مثل هذهالأحداث على المخيمات ومحيطها في زمنٍ تعيش فيه الساحة اللبنانية ظروفاً دقيقةومتوترة>·

كما تابعالدكتور بسام حمود تطور الاشتباكات المسلحة المؤسفة التي حصلت في مخيم عين الحلوة،وأجرى لهذه الغاية سلسلة من الاتصالات واللقاءات، وعبر عن <استنكاره لتلكالاشتباكات التي لم تراع حرمة الشهر الفضيل واوضاع الناس المعيشية والاقتصادية،فضلاً عن تأثيرها السلبي على مجمل الأوضاع الفلسطينية في لبنان، اذ انها تعيدتسليط الأضواء على المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة على انها بؤر أمنية تستدعيالتعامل الأمني معها، مما يضّيع جهوداً كبيرة تبذل من أجل إنصاف أهلنا المقيمين فيلبنان واعطائهم حقوقهم، ويفسح في المجال امام المتربصين بالقضية الفلسطينية شراًان ينفذوا من خلال مثل تلك الاحداث>·

ودعا حمود<جميع القوى الى تغليب لغة العقل والشعور بالمسؤولية، حقناً للدماء وحفاظاً علىارواح المدنيين وممتلكاتهم وارزاقهم، ورأفة بالاطفال والنساء والشيوخ، وضناًبالقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في لبنان>·

وأمستفقد الأهالي محالهم وممتلكاتهم التي تضررت بفعل الإشتباكات، فيما استمروا بقطعالطرقات في المخيم بوضع الأتربة في الشارع التحتاني من المخيم لجهة حي عرب الغوير،وكذلك في الشارع الفوقاني لجهة سوق الخضار، حيث يطالب المتضررون تعويضهم علىالخسائر التي منيوا بها في الممتلكات والسيارات